ذات يوم جمعني لقاء بشخصية ما
خدمت في منطقة الأقصر
معبد الكرنك
حكت لي تلك الشخصية منذ سنوات ان المعبد الذي به بحيرة يرجع عمرها ل3000 عاما او اكثر عندما يوصد أبوابه امام الزوار في الخامسة مساء
ما ان يحل الليل حتي يسمع مع من معه أصوات فقعات المياه بالبحيرة وأبخرة
ولا يجروء
احد من الاقتراب من المكان بعد حلول الظلام اصوات تسمع
مع انه لا يوجد شخص بالداخل و و
الحقيقة ظلت حكاياته عالقه في ذهني من يومها ولكن لم ابحث فيها متعجبه
حتي دارت الايام وجمعنا لقاء قريب فأعدت عليه ما قصه قبل سنوات كشاهد عيان فقال نعم هذا المكان من اعجب الاماكن التي خدمت فيها في بقاع مصر
تلك البحيرة تحمل اسرار لا يعلمها إلا الله وهي تعد في مرتبة سر الاهرامات وبناءها
عدت ابحث عما كتب عنها
سر من أسرار الحضارة المصرية القديمة لا تزال منذ آلاف السنين، وهى “البحيرة المقدسة” التى يبلغ طولها 80 متر وعرضها 40 متر، فى قلب معابد الكرنك بالأقصر على بعد مسافة ليست بالكبيرة من نهر النيل، فهى البحيرة التى لم تجف المياه داخلها طوال العام منذ إنشاؤها فى عهد الملك تحتمس الثالث الفرعون السادس بالأسرة 18 وذلك خلال الفترة مابين 1481 و1425 قبل الميلاد، وحتى يومنا هذا لا تزال تلك البحيرة سر من أسرار الحضارة الفرعونية بالمياه التى لا تجف على مر التاريخ
إن الكهنة كانوا يغتسلون داخل البحيرة المقدسة بالكامل قبيل البدء فى أداء أية مراسم دينية أو احتفالات قومية تحضرها الآلهة – حسب التاريخ الفرعونى – وتغذيتها بالمياه عن طريق قناة تصل البحيرة بمياه النيل، والتى أنشأها الملك تحتمس الـثالث،و الإعجاز فى هذه البحيرة أن المياه فيها ثابتة ولا يزيد منسوب المياه أو ينقص حتى مع تغير ارتفاع أو نقصان منسوب النيل من أكثر من 3000 سنة، ولم تجف البحيرة أبدًا، وهذا يعد من البراهين المهمة لإثبات عبقرية المهندس المصرى القديم العظيم
والبحيرة المقدسة بمعبد الكرنك تعتبر أحد أبرز أسرار الحياة الفرعونية القديمة، فهى بداخلها مياه ثابتة لا تجف طوال العام، والتى أمر وأشرف على حفرها الملك تحتمس الثالث، حيث كان يحيط بها سور ضخم فى السابق ولكنه تهدم مع مرور الزمن، لتصبح بالشكل الحالى على بعد خطوات من “الجعران الفرعونى” المميز بقلب الكرنك، ويكمن سر البحيرة فى أن مياهها لا تجف نهائيًا ومتواجدة طوال العام، وكانت تستخدم فى التطهير والإغتسال فى العصور الفرعونية القديمة قبيل الطقوس الدينية للملوك والكهنة وخدام المعبدو يوجد على جانبى البحيرة الشمالى والجنوبى مقياس لنهر النيل، لتحديد مواعيد الفيضان كل عام، ومازال لها مدخلان أحدهما من الجهة الشرقية والثانى من الناحية الغربية، يساعد فى نزول المياه وفى كل جهة، سلالم حجرية تساعد فى النزول للمياه والخروج منها
وعبقرية المهندس المصرى الفرعونى فى تلك البحيرة تؤكد قدرته على تشييد المعابد والمقابر بصورة تاريخية جعلتها مازالت موجودة حتى يومنا هذا، إذ أن البحيرة منسوب المياه فيها ثابت لا يتغير نهائيًا لا بالزيادة ولا النقصان، وذلك رغم عوامل النحت والفقد والتسرب والتبخر، وفى الحاضر القريب وخلال السنوات الماضية أصبحت البحيرة المقدسة بالكرنك مطلب لكافة الأهالى بالأقصر، حيث أن بعض السيدات يعتقدن فى بركتها ويأتون إليها للحصول على البركات
والبحيرة المقدسة لم تكن مكان لإغتسال الكهنة قبيل الطقوس الدينية فقط خلال العصور الفرعونية، بل إنها فى موقع على بعد خطوات قليلة من منازل العمال وخدم المعبد والملك، حيث كانوا يخدمون الملك بجوارها وذلك عبر النظافة اليومية بالبحيرة وكذلك الإستجمام فى الحر الشديد بالإستحمام فيها بجانب نهر النيل أيضًا،
وكان يتم إطلاق ووضع الطيور والبط والدواجن حول البحيرة وداخلها للسباحة والشرب لتكون بصحة جيدة قبيل ذبحها على موائد الملوك والكهنة والأسرة الملكية، وكذلك كانوا ينقلون منها مياه الشرب لمنازلهم القريبة من البحيرة
، وينظفون البحيرة باستمرار بأدوات صنعت خصيصاً لتنظيف البحيرة من أى شوائب أو مخلفات للطيور للحفاظ على لمعان بريقها لمشاهدة قاعها الممتد لأمتار قليلة من الأعلى، حتى لا يتم توقيع العقاب عليهم من الملك وزوجاته وأسرته حال وجودها غير نظيفة، وحالياً يتم توفير مراكب صغيرة يقودها عمال الكرنك لتنظيف البحيرة بصورة متكررة سنوياً لحمايتها من المخلفات وتجميل مياهها بصورة دائمة أمام السائحين
البحيرة المقدسة” تقع خارج البهو الرئيسى لمعبد الكرنك، حيث يوجد تمثال كبير لجعران من عهد الملك أمنحتب الثالث، وتمت تسميتها البحيرة المقدسة لكونها كانت بحيرة الإغتسال قبل الطقوس المقدسة وقبل مراسم الاحتفالات الدينية للملوك والكهنة، حيث أن الملك والكاهن الأكبر كانوا يغتسلون فى مياهها قبل دخول غرفة “قدس الأقداس” التى تعتبر أهم غرفة بالمعبد والتى كان يطلق عليها بالعصور الفرعونية غرفة “الرب الأسطوري”
السيدات من القرى القريبة من المعبد يزورون البحيرة المقدسة ويحصلون على مياه منها، بهدف الحصول على البركات عبر طقوس يقمن بها حول البحيرة، إذ يعتقدن أن المياه بالبحيرة تساعد على العلاج من الأمراض المستعصية ومنها العقم والإنجاب وكذلك تحقيق الأحلام، والسيدات كانوا يقمن بالدوران فى 7 لفات حول البحيرة المقدسة ثم ينزلن للحصول على مياة منها، للإستحمام بها والشرب منها عقب ذلك هى وزوجها، لظنهم فى جلب الأمنيات وتحقيقها، ولكن مع تطور الزمن تم منع تلك الممارسات بالكرنك نهائياً
شهيرة النجار