١٧٤ – عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَاعِداً فِي المَسْجِدِ و مَعَهُ أَصحَابُهُ ، إِذْ جَاءَ أَعرَابِيُّ فَبَالَ فِي المَسْجِدِ، فَقَالَ أَصحَابُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم : مَهْ مَهْ
فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : لَا تُزْرِمُوهُ، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ المَسَاجِدَ لَا تَصلُحُ لِشَيْءٍ مِنَ القَذَرِ و البَوْلِ و الخَلَاءِ، إِنَّمَا هِيَ لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ و ذِكْرِ الله و الصَّلَاةِ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِدَلْو مِنْ مَاءٍ، فَشَنَّهُ عَلَيْهِ» .
١٧٥ – عن عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبْزَى رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ أَحلَمِ النَّاسِ و أَصبَرِهِمْ و أَكْظَمِهِمْ لِلْغَيْظِ .
١٧٦ – عن أَنَسِ بن مالك رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحنُ جُلُوسٌ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ مُرْتَدِياً بِبُرْدٍ مِنَ النَّجْرَانِيَّةِ إِذْ تَبِعَهُ أَعرَابِيُّ، فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ الْبُرْدِ إِلَيْهِ، ثُمَّ جَبَذَهُ إِلَيْهِ جَبْذَةً، فَرَجَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في نَحرِ الْأَعرَابِيِّ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، و إِذَا أَثَرُ حَاشِيَةِ الْبُرْدِ في نَحَرِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم و ضَحِكَ، وَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ جُدْ لِي مِنَ الْمَالِ الَّذِي عِنْدَكَ، قَالَ: مُرُوا لَهُ . [[ يعني اعطوه ]]
١٧٧ – عن أَبِي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أَنَّ أَعرَابِيّاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَعِينُهُ في شَيْءٍ، فَأَعطَاهُ شَيْئاً ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ الْأَعرَابِيُّ: لَا، ولا أَجمَلْتَ
قَالَ: فَغَضِبَ الْمُسْلِمُونَ و قَامُوا إِلَيْهِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ كُفُّوا [[ عن الأعرابي ]]
قَالَ أَبُو هُرَيرَةَ: ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، ثُمَّ أَرسَلَ إِلى الْأَعرَابِيِّ فَدَعَاهُ إِلى الْبَيْتِ فَقَالَ: إِنَّكَ جِئْتَنَا فَسَأَلْتَنَا فَأَعطَيْنَاكَ ، فَقُلْتَ مَا قُلْتَهُ ، فَزَادَهُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم شَيْئاً ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ ؟
قَالَ الْأَعرَابِيُّ: نَعَمْ، فَجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ أَهْلٍ و عَشِيرَةٍ خَيْراً ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّكَ كُنْتَ جِئْتَنَا فَسَأَلْتَنَا، فَأَعطَيْنَاكَ، و قُلْتَ مَا قُلْتَ، و في أَنْفُسِ أَصحَابِي شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنْ أَحبَبْتَ فَقُلْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ مَا قُلْتَ بَيْنَ يَدَيَّ، حَتَّى تُذْهِبَ مِنْ صُدُورِهِمْ مَا فِيهَا عَلَيْكَ.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَمَّا كَانَ الغَدُ أَوْ العَشِيُّ، جَاءَ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا كَانَ جَاءَ فَسَأَلَنَا، فَأَعطَيْنَاهُ، و قَالَ مَا قَالَ، و إِنَّا دَعَوْنَاهُ إِلى الْبَيْتِ فَأَعطَيْنَاهُ فَزَعَمَ أَنَّهُ قَد رَضِيَ ، أَكَذَلِكَ ؟
قَالَ الْأَعرَابِيُّ: نَعَمْ، فَجَزَاكَ الله مِنْ أَهْلٍ و عَشِيرَةٍ خَيْراً.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَلَا إِنَّ مَثَلِي و مَثَلَ هَذَا الْأَعرَابِيِّ كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ فَشَرَدَتْ عَلَيْهِ، فَاتَّبَعَهَا النَّاسُ، فَلَمْ يَزيدُوهَا إِلَّا نُفُوراً ، فَنَادَاهُمْ صَاحِبُ النَّاقَةِ: خَلُّوا بَيْنِي و بَيْنَ نَاقَتِي، فَأَنَا أَرفَقُ بِهَا و أَعلَمُ ،
فَتَوَجَّهَ لها صَاحِبُ النَّاقَةِ بَيْنَ يَدَيْهَا و أَخَذَ لَهَا مِنْ قُمَامِ الْأَرضِ، فَرَدَّهَا هَوْنًا هَوْنًا هَوْنًا حَتَّى جَاءَتْ و اسْتَنَاخَتْ و شَدَّ عَلَيْهَا، و إِنِّي لَوْ تَرَكْتُكُمْ حَيْثُ قَالَ الرَّجُلُ مَا قَالَ، فَقَتَلْتُمُوهُ، دَخَلَ النَّارَ .
١٧٨ – عن عَبْد الله بن سَلَامٍ قال: إِنَّ الله تعالى لَمَّا أَرَادَ هُدَى زَيْدِ بنِ سَعنَةَ، قَالَ زَيْدٌ: مَا مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلَّا و قَد عَرَفْتُهَا في وَجْهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، إِلَّا اثْنَتَانِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ، يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ إِلَّا حِلْماً ، فَكُنْتُ أَنْطَلِقُ إِلَيْهِ لِأُخَالِطَهُ فَأَعرِفَ حِلْمَهُ مِنْ جَهْلِهِ ، فَخَرَجَ يَوْماً مِنَ الحُجُرَاتِ يُرِيدُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم و مَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسِيرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ كَالْبَدَوِيِّ، فَقَالَ: يا رَسُولَ الله إِنَّ قَريَةَ بَنِي فُلَانٍ أَسْلَمُوا و دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ، و حَدَّثْتُهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ أَسْلَمُوا أَتَتْهُمْ أَرزَاقُهُمْ رَغَداً ، و قَد أَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ و شِدَّةٌ و قُحُوطٌ مِنَ العَيْشِ، و إِنِّي مُشْفِقٌ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْإِسْلَامِ طَمَعاً كَمَا دَخَلُوا فِيهِ طَمَعاً ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُرْسِلُ إِلَيْهِمْ بشَيْءٍ تُعِينُهُمْ بِهِ فَعَلْتَ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَقُلْتُ: أَنَا أَبْتَاعُ مِنْكَ بِكَذَا وَكَذَا وَسْقًا فَبَايَعَنِي، و أُطلِقَتْ هِمْيَانِي و أَعطَيْتُهُ ثَمَانِينَ دِينَاراً ، فَدَفَعَهَا إِلَى الرَّجُلِ وقَالَ: أَعجِلْ عَلَيْهِمْ بِهَا و أَغِثْهُمْ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ المَحِلِّ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَى جَنَازَةٍ بِالْبَقِيعِ و مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ و عُمَرُ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصحَابِهِ، فَلَمَّا صَلَّى عَلَى الْجَنَازَةِ و دَنَا مِنَ الجِدَارِ جَذَبْتُ بُردَيْهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً حَتَّى سَقَطَ عَنْ عَاتِقِهِ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ بِوَجْهٍ جَهْمٍ غَلِيظٍ فَقُلْتُ: أَلَا تَقْضِيَنِي يَا مُحَمَّدُ ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُكُمْ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ لَمُطْلٌ، و قَد كَانَ لي بِمُخَالَطَتِكُمْ عِلْمٌ. قَالَ زَيْدٌ: فَارتَعَدَتْ فَرَائِصُ عُمَرَ رضي الله عنه كَالْفَلَكِ الْمُسْتَدِيرِ، ثُمَّ رَمَى بِبَصَرِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ عَدُوَّ الله أَتَقُولُ هَذَا لِرَسُولِ الله ؟ و تَصْنَعُ بِهِ مَا أَرَى ؟ و تَقُولُ مَا أَسْمَعُ .. فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَوْلَا مَا أَخَافُ فَوْتَهُ لَسَبَقَنِي رَأْسُكَ ، و رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلى عُمَرَ في تُؤَدَةٍ و سُكُونٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: لَأَنَا و هُوَ أَحوَجُ إِلَى غَيْرِ هَذَا، أَنْ تَأْمُرُنِي بِحُسْنِ الْأَدَاءِ و تَأْمُرَهُ بِحُسْنِ اتِّبَاعِهِ.
و زَادَ أَبُو زُرْعَةَ في حَدِيثِهِ: اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَاقْضِ حَقَّهُ و زِدْهُ عِشْرِينَ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ، مَكَانَ مَا رُعتَهُ.
قَالَ زَيْدُ بنُ سَعْنَةَ: فَذَهَبَ بِي عُمَرُ رضي الله عنه فَقَضَانِي حَقِّي و زَادَنِي صَاعاً مِنْ تَمْرٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟
قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ أَزِيدَكَ مَكَانَ مَا رُعتَكَ، فَقُلْتُ: أَتَعرِفُنِي يَا عُمَرُ؟ قَالَ: لَا، فَمَنْ أَنْتَ ؟
قَالَ: أَنَا زَيدُ بنُ سَعْنَةَ
قَالَ: الْحَبْرُ ؟
قُلْتُ: الْحَبْرُ
قَالَ: فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ تَفْعَلَ بِرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ما فَعَلْتَ ؟ و تَقُولَ لَهُ مَا قُلْتَ؟ قُلْتُ: يا عُمَرُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلَّا و قَد عَرَفْتُهَا في وَجْهِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، إِلَّا اثْنَتَانِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ، يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حُلْماً فَقَدِ اخْتَبَرْتُهُ مِنْهُ، فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ أَنَّنِي قَدْ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً و بِالْإِسْلَامِ دَيْناً و بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّاً ، و أُشْهِدُكَ أَنَّ شَطْرَ مَالِي فَإِنَّ أَكْثَرُهَا مالًا صَدَقَةٌ على أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ عُمَرُ: أَو على بَعضِهِمْ، فَإِنَّكَ لَا تَسَعُهُمْ كُلَّهُمْ، قُلْتُ: أَوْ عَلَى بَعضِهِمْ
قَالَ: فَرَجَعَ عُمَرُ و زَيْدُ بنُ سَعنَةَ إِلى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ زَيْدٌ: أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا الله و أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ و رَسُولُهُ..
فَآمَنَ بِهِ و صَدَّقَهُ و بَايَعَهُ و شَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً .
١٧٩ – عن هِشَامِ بنِ عُروَةَ عنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَ أَعرَابِيُّ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ حَتَّى أَنَاخَ بِبَابِ المَسجِدِ، فَدَخَلَ عَلَى نَبِيِّ الله و حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ جَالِسٌ في نَفَرٍ مِنَ المُهَاجِرِينَ و الأنْصَارِ، فيهِمُ النُّعَيْمَانُ ، فَقَالُوا لِلنُّعَيْمَانِ وَيْحَكَ إِنَّ نَاقَتَهُ نَاوِيَةٌ – يَعنِي سَمِينَةً – فَلَو نَحَرْتَهَا فَإِنَّا قَد قَرِمْنَا إِلى اللَّحمِ، و لو قَد فَعَلْتَ غَرِمَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم و أَكَلْنَا لَحماً
فَقَالَ إِنَّي إِنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ و أَخْبَرْتُمُوهُ بِمَا صَنَعْتُ وَجَدَ عَلَيَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم [[ زعل مني ]]
قَالُوا: لَا تَفْعَلْ، فَقَامَ فَضَرَبَ في لَبَّتِهَا، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَمَرَّ بِالْمِقْدَادِ بنِ عَمْرٍو و قد حَفَرَ حُفْرَةً و قد اسْتُخْرَجَ مِنْهَا طِيناً ، فَقَالَ: يَا مِقْدَادُ غَيِّبْنِي في هَذِهِ الحُفْرَةِ و أَطبِقْ عَلَيَّ شَيْئاً ولا تَدُلَّ عَلَيَّ أَحَداً ، فَإِنِّي قَد أَحدَثْتُ حَدَثًا ، فَفَعَلَ
فَلَمَّا خَرَجَ الْأَعرَابِيُّ رَأَى نَاقَتَهُ فَصَرَخَ، فَخَرَجَ نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: نُعَيْمَانُ
قَالَ: و أَيْنَ تَوَجَّهَ ؟
فَتَبِعَهُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم و مَعَهُ حَمْزَةُ و أَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَى عَلَى الْمِقْدَادِ ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لِلْمِقْدَادِ: هَلْ رَأَيْتَ لِيَ نُعَيْمَانَ ؟ فَصَمَتَ
فَقَالَ: لِتُخْبِرَنِي أَيْنَ هُوَ؟
فَقَالَ: مَالِي بِهِ عِلْمٌ؟ و أَشَارَ بِيَدِهِ إِلى مَكَانِهِ
فَكَشَفَ رَسُولُ الله فَقَالَ: أَيْ عَدُوَّ نَفْسِهِ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟
قَالَ: و الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَمَرَنِي بِهِ حَمْزَةُ و أَصحَابُهُ و قَالُوا: كَيْتَ و كَيْتَ ، فَأَرْضَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الْأَعرَابِيَّ مِنْ نَاقَتِهِ و قَالَ: شَأْنُكُمْ بِهَا، فُأْكُلُوهَا
و كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَكَرَ صَنِيعَهُ ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُوَ نَوَاجِذُهُ .
١٨٠ – عن عُبَيْدِ الله بن المُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله بنَ الْحَارِثِ بنِ جَزْءٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَكْثَرَ مُزَاحاً مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَلَا أَكْثَرَ تَبَسُّماً مِنْهُ ، و إِنْ كَانَ لِيَسُرَّ أَهْلَ الصَّبِيِّ إِلى مُزَاحِهِ .
١٨١ – عن عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها و نَحنُ نَذْكُرُ حُمَّى الْمَدِينَةِ و انْتِقَالِهَا إِلى مَهْيَعَةَ و نَضْحَكُ، ثُمَّ صِرْنَا إِلى حَدِيثِ بَرِيرَةَ و مَسْكَنِهَا، إِذِ افْتَتَحَ عَلَيْنَا عَبْدُ الله بنُ عَمْرٍو، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ أَكْثَرْنَا و قَالَ: دَعْنَا مِنْ بَاطِلِكُمَا، قَالَتْ عَائِشَةُ: سُبْحَانَ الله أَلَمْ تَسْمَع رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّي لَأَمْزَحُ وَلَا أَقُولُ إِلَّا حَقّاً .
١٨٢ – عن ابنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْزَحُ؟
فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْزَحُ .
١٨٣ – عن أَنَس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: احمِلْنِي فَقَالَ النبي إِنَا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ [[ يمازحه ]]
قَالَ الشَّيخُ: وَمَا أَصنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ ؟
فَقَالَ النبي : و هَلْ تَلِدُ الْإِبِلُ إِلَّا النُّوقَ ؟
و قَالَ صلى الله عليه وسلم : لَا يَدخُلُ الْجَنَّةَ عَجُوزٌ [[ يمازح العجوز لأنها تدخل شابة ]] .
١٨٤ – عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم لَيُدلِعُ لِسَانَهُ لِلحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ فَيَبْهَشُ إِلَيْهِ [[ يعني يسرع إلى لسانه ]]
١٨٥ – عن مُجَاهِدٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها و عِنْدَهَا عَجُوزٌ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ ؟
قَالَتْ: هِيَ مِنْ أَخْوَالِي
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الْعُجُزَ لَا تَدخُلُ الْجَنَّةَ ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمَرأَةِ
فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ [[ تستفسر عن الكلام اللي قاله ]] فَقَالَ: الله تعالى يُنْشِئُهُنَّ خَلْقاً غَيْرَ خَلْقِهِنَّ .
١٨٦ – عن عِكْرِمَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دُعَابَةٌ، يَعنِي مِزَاحاً .
١٨٧ – عن ابنِ أَبِي الوَردِ عن أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم و رَآنِي رَجُلاً أَحمَرَ، فَقَالَ: أَنْتَ الوَردُ.
قَالَ جُبَارَةُ: مَازَحَهُ .
١٨٨ – عن كَعبِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سُرَّ بِالْأَمْرِ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ كَاسْتِنَارَةِ الْقَمَرِ .
١٨٩ – عن عَبْدِ الله بنِ كَعبٍ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَرَّهُ الْأَمْرُ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ اسْتِنَارَةَ الْقَمَرِ .
١٩٠ – عن أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَسْرُوراً تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ.
١٩١ – و قال ابنُ أَبِي عَاصِمٍ عن كَامِلٌ عن اللَّيْثُ، مِثْلَهُ [[ يعني الحديث السابق ]]
١٩٢ – عم أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَجْمِعاً ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى لَهَوَاتِهِ ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ .
١٩٣ – عن أَبِي رَجَاءٍ حُصَيْنِ بنِ يَزِيدَ الكَلْبِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ضَاحِكًا، مَا كَانَ إِلَّا التَّبَسُّمِ .
١٩٤ – عن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِله على كُلِّ حَالٍ، و إِذَا رَأَى مَا يَسُرُّهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِله الَّذِي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ .
١٩٥ – عن عَبْدِ الحَمِيدِ بنِ زِيَادِ بنِ صُهَيْبٍ، عن أَبِيهِ عن صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحِكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ .
١٩٦ – عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: ضَحِكَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ .
١٩٧ – عن الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْداً عَنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ إِذَا غَضِبَ أَعرَضَ و أَشَاحَ، وَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرفَهُ، جُلُّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ يَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبَّةِ الغَمَامِ .
١٩٨ – عن عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبِ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَى اليَمنِ، فأَتَانِي ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَخْتَصِمُونَ في غُلَامٍ مِنَ امْرَأَةٍ، وَقَعُوا عَلَيْهَا جَمِيعاً في طُهْرٍ وَاحِدٍ، و كُلُّهُمْ يَدَّعِي أَنَّهُ ابْنَهُ، فَأَقْرَعْتُ بَيْنَهُمْ: فَأَلْحَقْتُهُ بِالَّذِي أَصَابَتْهُ الْقُرعَةُ، و بِنَصِيبِهِ لِصَاحِبَيْهِ، ثُلُثَيْ دِيَةِ الْحَرِّ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَضَحِكَ حَتَّى ضَرَبَ بِرِجلَيْهِ الْأَرْضَ ، ثُمَّ قَالَ: حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ، أَوْ قَالَ: لَقَد رَضِيَ الله تعالى حُكْمَكَ فِيهِمْ .
١٩٩ – عن عَبْدِ الله بنِ عَبْدِ الله بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنْ عَمِّهِ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله تَبَسَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ .
٢٠٠ – عن البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا غَضِبَ رِيئَ لِوَجْهِهِ ظِلَالٌ .
يتبع إن شاء الله (( صفة بُكائهِ و حُزنه صلى الله عليه وسلم ))
صلوا عليه و سلموا تسليما
يا سعدَ مَن صلى عليه
اللهم صَلِّ على سيدنا محمد عبدك و نبيك و رسولك ، الذي استنارت القلوبُ بمحبته و تَنَوّرت الأشباحُ برؤيته ، و نالت رضوانَك بطاعته ، الذي أقامَ الليلَ لعبادتك و دعا الخلقَ إلى رحمتك و دخول جنتك ، و رَغّبَهم في الخير و بَغَّضَهم في الشر ، فأصبحَ الناسُ بنعمتك إخوانا و على الخير أعوانا ، و سَلّمْ عليه وعلى آله سلاماً تدركنا أنوارُه و تفوحُ علينا أعطارُه و الحمدُ لله رب العالمين .
شهيرة النجار