السبت, يوليو 27, 2024
أرشيفملفات وتحقيقات

أسباب أزمة ارتفاع الأسماك وغياب الجمبرى!!

شارك المقال

دائمًا مرتبط فى أذهان الشعب المصرى بل والعربى والعالم أن أفضل أسماك يمكن تناولها عندما ينزل ضيف لمصر أو حتى من داخل مصر تكون فى المحافظات الساحلية الإسكندرية رشيد بورسعيد، السويس، مطروح بحكم البحر، وبالنسبة لأهل القاهرة لديهم شعور أن النزول للإسكندرية مرتبط بأكلة سمك من مطاعم بحرى ذات الصيت القديم أو منطقة أبو قير، وأن السمك الطازج والسعر المعتدل فى إسكندرية حتى إن مطاعم ذات علامات وأسماك إسكندرية فتحت بالقاهرة من شدة توافد كبار القوم من رجال الأعمال والفن والكرة لها بإسكندرية.

ولأنى كما سبق وأشرت فى مقال قديم أنى أغوى النزول للسوق وأشترى من آن لآخر حاجات المنزل وبحكم الزمن أصبحت أعرف من السماكين من يبيع السمك الطازج ذ ومن يبيع السمك المجمد والمزارع على أنه بلدى طازج.

حتى جاء الأسبوع الماضى نزلت السوق لأجدنى أشترى كميات قليلة غير مطهوة بالمنزل بـ«300» جنيه عبارة عن كميات صغيرة من الجمبرى ونصف كيلو مياس وسردين وسمك البلطى الصغير جدًا موسمه هذه الأيام ويخرج من البحر وليس النيل ويطلق عليه «خنينى» ثم ذهبت مع زوجى فقط دون أفراد العائلة تناولنا وجبة سمك دفعنا فيها رقما عاليا وهذا هو حال آخر عامين لأجدنى أسأل: ما سبب الارتفاع الجنونى فى سعر أسماك البحر فى مصر، الذى من المفترض أنه حسب رمى البحر والصيد وموسم كل نوع سمك لكن لا هذا ولا ذاك يفرق فى الأمر.

  • كان لازم ينزل سعر السمك

حتى وجدتنى أجلس إلى واحد من أشهر مطاعم السمك على مستوى المدينة أسأله وهو وارث الصنعة أبًا عن جد ما سبب الارتفاع فى أسعار السمك ليفاجئنى بإجابة غريبة وهى أنه من المفترض آخر تسعة أشهر أن ينزل سعر الأسماك للنصف ليه؟ تأتى الإجابة أن عددا من أصحاب المراكب الشهيرة ذائعة الصيت والمتخصصة فى الصيد من وسط البحار حتى أعاليها كانوا دائمًا يصدرون الأسماك من كل الأنواع جمبرى وموسى مياس وبربون وخلافه لمستورد شهير فى إيطاليا فقط نظرًا لأن كل دول الاتحاد الأوروبى لا تفضل أنواع أسماكنا نظرًا لأن مرعى الأسماك قريب من الصرف وخلافه لذا هو غير مطابق لمواصفاتها، أما ذلك المستورد الإيطالى فكان يأخذ منهم الأسماك حوالى 60% من الإنتاج المحلى وهو رقم كبير جدًا ويقوم بفرزه ويصدره من إيطاليا على أنه سمك إيطالى الصيد لدول الاتحاد الأوروبى، لكن ذلك المستورد توقف عن أخذ تلك الكميات بسبب أن موريتانيا والمغرب والسنغال مراكبها تصل لأعالى البحار وتصطاد أجود وأفخر الأنواع ذات المواصفات العالمية جدًا، وتتجه بها عند مضيق جبل طارق وتقوم ببيعها كما هى لإسبانيا من على مراكبهم فتأخذها إسبانيا وتصدر بل تغرق كل دول الاتحاد الأوروبى الذى استغنى عن أخذ كمياته من الخواجة الإيطالى الذى كان يصدر السمك المصرى لهم على أنه إيطالى، وموريتانيا فى بحارها أسماك وخير لا حصر له فى البحار، كذلك مراكب السنغال التى تصل للمحيط.

والآن ورغم ذلك فإن السوق المصرية بها أزمة شديدة فى الأسماك ونحن كأصحاب مطعام نعانى بشدة من إيجاد أنواع جيدة، وكل الأنواع يعنى مثلاً السوق ليس بها جمبرى الآن ولا سمك موسى.

  • السويس راحت عليها

الآن لا يوجد إلا أماكن بسيطة تصطاد الجمبرى وهى مراكب أبوقير والبرلس ورشيد وبورسعيد ودمياط والأخيرة تأخذ مركز الصدارة على مستوى مصر فى إنتاجه، أما السويس خلاص مفيش فيها جمبرى.

  • شىء لا يصدقه عقل

ويكمل صاحب المطعم الشهير كلامه عن أسعار الجملة التى يشترون بها الأسماك من التجار الذين بدورهم يقومون بدور الوسيط بينهم وبين أصحاب المراكب فقط يأخذون عمولتهم من البيع عن كل طاولة سمك، أن سمك البربون والمياس والمرجان والموسى لا يمكن أن يكون منهم سمك مزارع فطاولة البربون حسب سعرها يعتمد على جودته فهو ثلاثة أنواع أفضلها الحجر وسعر الكيلو منه جملة من 160 وطالع، والنوع الثانى اسمه أحمر سعره يبدأ من 140 جنيها، والنوع الأخير يطلق عليه الزريعة الكيلو جملة منه 100 جنيه، وحسب حجمه، أما المياس فسعر الكيلو منه جملة (110) جنيهات والمرجان كذلك الأمر وحسب صيده إما سنارة أو غزل، فنوع الغزل أقل سعرًا، حيث إن مركب الصيد تصطاده فيدخل فى الشباك ويظل حتى الصباح فى الشباك، من الليل غالبيته يكون قد مات قبل خروجه من البحر، أما نوع السنارة فهو الأغلى سعرًا وأيضًا نوعان سنارة: من تحت البحار وسنارة على سطح المياه، وهذا الأغلى.

ما الدنيس منه البحر سعره من 100 حتى 110 جنيهات كل هذا جملة، أما المزارع من 90 حتى 95 جنيها.
الأروص من البحر جملة بـ115 والمزارع بـ 100 و105 جنيهات، أما الموسى فهو غير متوافر فى السوق وفى عز موسمه فى فبراير يكون سعر الكيلو جملة 150 جنيها جملة كله على بعضه صغير فى كبير.
أما الوقار فسعره للفاخر الشهير بـ(111) بـ170 جملة والسنارة بـ190 والغزل يعنى صيد البحر الذى ربما يموت قبل خروجه من المياه بـ 160 جنيها وحسب وزن وجودة السمكة منه ومنه أنواع أقل اسمها قرافص وجرادى ويهودى وعفاريت، فالتاجر يشترى الطاولة على بعضها وهو وبخته يفرزها حسب النوع والحجم.

  • عندنا فى مصر بزرميط

وفى بلاد المغرب وموريتانيا صيد الأسماك وتوزيعه يتبع الحكومة وله استراتيجية تعمل فى النهاية للصالح العام، أما فى مصر فسعر الأسماك يعود للصياد وللتاجر وهما المتحكمان فى سعره، وكثيرا ما صرخ أصحاب المطاعم وتجار التجزئة من هذا الأمر والحكومة منذ أيام يوسف والى وزير الزراعة الأسبق لا تفعل شيئا كل الذى تم فتح باب الاستيراد حتى لأسماك البلطى ونحن بلد النيل.

  • مافيا المراكب

والخطورة الأخرى تكمن فى أن غالبية مراكب الصيد المصرح لها بالصيد لا تعمل فى المهنة تعمل فى تهريب السولار والسجائر المستوردة وخلافه، مثلا توجد قصة شهيرة العام الماضى حدثت أزمة فى وجود الجندوفلى وبلح البحر الذى كان قد وصل سعر الكيلو جملة فيه 250 و300 جنيه وهى أن مركبا صينيا غرق فى ميناء الدخيلة كانت محملة بماكينات فأصبح غطاسوا الجندفلى وبلح البحر ينزلون ليفكوا ويأخذوا ما فى المركب من تحت المياه حتى أصبحت تلك المركب سبب ثراء بعضهم وترك البعض الآخر المهنة وأحدث أزمة فى الأسواق وعند أصحاب المطاعم الذين لهم زبون يطلب ذلك النوع فلا يجده فيترك المكان لمطعم آخر وهلما جر.

أما الأنواع الأخرى من الأسماك مثل الدراج والبلطى والسورى والسهيلى التى مصدرها فقط بحر بورسعيد ويصل سعر الكيلو فيها فى عز موسمها بـ 10 جنيهات وهى بورى صغير جدا أو من فصيلته والبالاميطا وسمكة الفراخ التى تشبه البربون والسيف والبياض وقشر البياض وتلك الأنواع غالبيتها يعتمد عليها الطبقة المتوسطة فأسعارها من 30 وطالع جملة ولا عزاء لا لفقير ولا غنى، بالمناسبة هذا التحقيق عن أزمة الأسماك فى مصر وأسعاره الحقيقية فى سوق الجملة وأسرار صيده ننفرد بها عن أى صحيفة فى مصر.

ومن المفترض أن يكون سعر الأسماك طالع ونازل حسب السوق والطرح وبعد غلق السوق الإيطالية المستورد لـ60% من إنتاجنا.

إلا أن أسعاره انضربت فى 3 ولا تنزل، عقلية صاحب المركب تحسب ثمن العمال الصيادين وأكلهم والسولار والأدوية والغياب كام وعشرون يوما والتى تتكلف فى الرحلة للمركب الضخم حوالى خمسين ألف جنيه مصاريف وهو ورزقه يا جابت وغطت لا مفيش أحيانا يعود صاحب المركب بـ 300 ألف جنيه سمك ساعتها عليه أن ينزل السعر لكن لا فهو يضرب كله فى بعض لأنه أحيانا يسافر ويغيب ولايعود حتى بثمن وتكلفة الرحلة جشع بعيد عنكم، لذا عزيزى القارئ لما تروح مع عيلتك وعلى أقل تقدير أربع أفراد تطلبوا نصف جمبرى ونصف سبيط وكل واحد سمكه من هذه الأنواع وشوية سلاطة وتدفعوا ألف جنيه فلا تفتحوا فمكم ومالها البساريا، بالمناسبة الآن جملة بـ15 جنيها إشمعنى هى مالهاش نفس تغلى وماله البلطى المزارع اللى بيجيب الإسهال والأمراض حلو بـ 25 جنيها ولابلاها سمك من أصله. •

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×