بعد إزاحة الستار عن تمثالها أمس نحكي عن: قصة غرام الخديوي إسماعيل بأوجبني من أول نظرة
بني لها قصر لإبهارها فأغرق البلاد بالديون
القصر بيع لشركة الفنادق المصرية ثم لمواطن ثم في السبعينات أصبح أشهر فندق بمصر الآن
الإمبراطور نابليون الثالث واجه أوجيني بحبها لإسماعيل
زارت قبر إسماعيل بعد وفاته
زوجات إسماعيل واجهنه بحبه لها
صنع لها حجرة نوم بها جوهرة نادرة
تم اليوم إزاحة الستار عن تمثال نصفي لإمبراطورة فرنسا أوجيني بحضور الأمير ألبير الثاني أمير موناكو والأمير جان كريستوف نابليون الرئيس الحالي لعائلة بونابرت وزوجته الأميرة أوليمبيا.
كانت الإمبراطورية أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث (آخر ملوك فرنسا) وهو أبن عم الجد الأكبر للأمير جان كريستوف وبعد وفاة الابن الوحيد الإمبراطورة أوجيني ونابلون الثالث ورث فرع الأمير جان كريستوف رئاسة الأسرة ويحتوي خاتم زواج الأميرة أوليمبيا نابليون ماسة من تاج الإمبراطورة أوجيني.
أوجيني وقصة الحب مع الخديوي إسماعيل
أوجيني دي مونيتو كوتيسه . ولدت في إسبانيا في إقليم غرناطة، وتلقت علومها في فرنسا. وكانت تجيد الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وإلى جانب ذكائها الحاد كانت بالغة الجمال، وقد أعجب بجمالها وذكائها الإمبراطور نابليون الثالث وتزوجها في شهر يناير عام 1853 وأقامت في قصر التويلري.
وجاءت مصر بدعوة الخديوي إسماعيل لإفتتاح قناة السويس ويتردد أنها وقعت في غرام الخديوي وقد إستقبلها إستقبالًا لازالت الدنيا للآن تحكي عن أسطوريته
ولها لوحة شهيرة جداً في إفتتاح قناة السويس مرسومة
وتمتلئ شوارع القاهرة بعدد من أجمل المبانى حول العالم، والتى بالفعل تعد تحف معمارية فنية، مثل قصر الجزيرة فى الزمالك، والذي تحول إلى أحد أشهر فنادق القاهرة.
القصة بدأت في 1869، عندما إجتمع عدد من خبراء المعمار من فرنسا وألمانيا ونمسا وإيطاليا وإسبانيا لتحقيق حلم الخديوي إسماعيل، حاكم مصر، بتشييد صرح عملاق، فى حى راق على النيل، ليتباهى به أمام ضيوف العالم القادمين إلى القاهرة للإحتفال بإفتتاح قناة السويس، وتحديداً الإمبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور نابليون الثالث.
أوجيني التي أغرق الخديوي مصر بالديون لأجلها
وإحتلت الإمبراطورة أوجينى مكانة خاصة في عقل وقلب الخديوى إسماعيل، لدرجة أنه أراد إبهارها، فأمر ببناء قصر يشبه قصر “توليري بالاس” الذى نشأت فيه في باريس، ولإستكمال عملية الإبهار، حرص على إضفاء الجو الأندلسي الذي يدمج الإسباني مع الإسلامي، كون الإمبراطورة من أصول إسبانية، وقد وضع التصميم الأساسى للقصر المهندس المعماري الألمانى جوليوس فرانز، وقام بأعمال الديكور المهندس “كارل فون ديتش” الذي جلب أفخم ما يمكن الحصول عليه من ديكورات وأكسسوارات من باريس و برلين في ذلك الوقت، وتكلف ذلك 750 ألف جنيه.
كل هذه الفخامة والجمال أمر بها الخديوى من أجل إرضاء الإمبراطورة أوجينى، والذى كان يتمنى أن يعرفها قبل وصولها إلي فرنسا، فالإمبراطورة بالأساس فتاة إسبانية من إقليم غرناطة قررت ألا تقبل حياتها كأحد أبناء الطبقة المتوسطة، فتعلمت اللغة الإنجليزية والفرنسية وإنتقلت للعيش فى فرنسا لتلقى العالم، ولكن ذكاء أوجينى جعلها إمبراطورة فرنسا بعد أن وقع الإمبراطور نابليون الثالث فى غرامها بسبب ذكاءها وجمالها الفاتن.
كانت تزور قبر الخديوي بعد وفاته مصر تحولت للطراز الأوربي بسببها
ورغم أن أوجينى إستطاعت أن تخطف قلب الإمبراطور نفسه وتصبح السيدة الأولى فى الإمبراطورية، إلا إنه لم يكن يوماً حبيبها، فوقعت فى حب الخديوى إسماعيل من النظرة الأولى، لكنها كانت قصة حب تحت عنوان “العشق الممنوع”، وفى محاولة لتعبير الخديوى عن حبه، وجد أن بناء القصر لها أفضل وسيلة، حيث صنع لها غرفة نوم كاملة من الذهب الخالص، تتصدرها ياقوتة حمراء نقشت حولها بالفرنسية عبارة “عينى على الأقل ستظل معجبة بك إلى الأبد”، ورغم أن علاقة الحب بين الخديوى إسماعيل والإمبراطورة أوجينى كان من المستحيل أن تتطور، إلا أنها ظلت تحب إسماعيل حتى بعد وفاته، ويقال إنها هربت من القصر الإمبراطورى بعد قيام الحرب السبعينية بين روسيا وفرنسا، وجاءت إلى مصر لتزور قبر الخديوى إسماعيل.
وكانت قصة الثنائى حديث العالم، حيث كتب أنيس منصور عن هذه القصة في كتابه “من أول نظرة”، مشيرا إلى أن الإمبراطورة أوجينى عقب إنتهاء حفل قناة السويس، طلب منها زوجها إمبراطور فرنسا العودة، موضحا أنه قد تضايق من سلوك الخديوى إسماعيل وأنها تمادت فى تشجيعه، وأن فرنسا تتحدث عن غرام جديد بين الوالى المصرى والإمبراطورة.
وفي عام 1879 بيع القصر لشركة الفنادق المصرية لسداد جزء من ديون الخديوى إسماعيل وحول إلى فندق قصر الجزيرة، وبعد إنهيار الحركة السياحية في مصر أثناء الحرب العالمية الأولى قررت الشركة المالكة بيع القصر في عام 1919 إلى أحد الأمراء اللبنانيين وهو الأمير حبيب لطف الله الذي حوله إلى سكن خاص، وفي عام 1962 تم تأميم القصر وتحويله مرة أخرى إلى فندق بإسم فندق عمر الخيام ثم في بداية السبعينيات تولت شركة ماريوت العالمية إدارة الفندق، وتحول قصر قصة العشق الممنوع إلى فندق من أشهر وأكبر الفنادق بالعاصمة.
شهيرة النجار