-يا أهل البلد ألحقوا فلان بن فلان دخل بيته من بابه!
الأنصار كان لهم عادة غريبة جدًا في وقت الحج والإحرام ودي عادة كانت ملزماهم من أيام الجاهلية .
العادة دي بتقول إنهم ماينفعش يدخلوا بيوتهم من أبوابها بعد ما يخرجوا منها وهما رايحين الحج.
يعني لو الواحد منهم نوى الإحرام ولبس ملابس الإحرام وخلاص خرج من بيته وقفل الباب وراه، وافتكر فجأة إنه نسي حاجة في بيته ولازم يرجع يأخذها، ماينفعش لما يرجع عشان يأخذها يدخل البيت من الباب!
-أومال يعمل إيه؟!
=بيلف من ورا البيت وينط سور البيت سواء بالتسلق أو بسلم أو لو فيه شباك يدخل منه، أو إنه يكون عامل حسابه وفاتح فتحة من ضهر البيت فيدخل منها!
-طب وليه كل ده؟، ما يدخل من الباب أسهله؟
=هما كانوا شايفين إن ده مش من البر والصلاح؛ لإنه طالما خرج من بيته عشان الإحرام ماينفعش يدخله تاني غير لما ينهي إحرامه.
لدرجة إنهم من شدة تمسكهم بالعادة دي، في يوم عايروا الصحابي بن عامر الأنصاري لما شافوه خارج من باب بيته قبل ما يتم إحرامه!
وقالوا عليه إنه رجل فاجر!
وبسبب العادة دي أنزل الله آية١٨٩ من سورة البقرة ..
فقال تعالى:”يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾.
يعني البر هو تقوى الله في إتباع أوامره وإجتنام نواهيه
مش دخول البيوت من ظهورها.
والله أعلم.
شهيرة النجار