السبت, يوليو 27, 2024
اخبار خفيفة

احنا اللي هندفع الثمن عايزين سيناء مقال الدكتور حسام بدراوي الذي انتشر في كل مصر تأييد وشكوك وقلق بقلم حسام بدراوي

شارك المقال

لا استطيع ان أمنع نفسي من تأييد حماس في حربها المفاجئة مع إسرائيل ، فهو تأييد نابع من غصة في الحلق ‏من الظلم الواقع علي الشعب‎ ‎الفلسطيني عبر التاريخ الحديث وضياع حقوقهم الذي بدوامه صنع انطباعاً لدي ‏أجيال في الشرق والغرب بأن إحتلال إسرائيل لأراضيهم ومهانة التعامل معهم أمر واقع يتحول إلي حق ‏
يتناقض مع الحقيقة لدرجة اعتبار انتفاضتهم ضد المحتل‎ ‎في عرف الغرب عمل إرهابي. ‏
لكن في نفس الوقت أننا تعودنا ان الفلسطينيين والعرب يحاربون عدوهم لآخر جندي مصري وكأن مصر تحمل ‏كل المسئولية والكل متفرج، وهذه المعركة التي فاجئتني قد تكون الأولي‎ ‎بهذا الحجم التي يتحمل اعباءها ‏ظاهرياً أصحابها . ‏

السؤال هو: كيف نساند ونتكاتف معهم وهو أمر ليس يسيطاً ، أمر يحتاج إلى الي بحث، فلا يكفي المشاعر ‏والتعاطف فقط ولابد من حساب المخاطر والالتزامات الدولية. ‏
السؤال التالي: هل فعلاً لن تتحمل مصر أعباء هذه المعركة في النهاية‎. !!!!!‎
سؤال يحيرني، وينتابني الشك في أهداف هجوم حماس الواسع وعدد القتلي الإسرائيليين بل والأسري منهم ‏لأني لا أثق في قيادة حماس ولا في نياتهم ولا احتمالات اتفاقاتهم التحتية غير البريئة تجاه مصر. ‏

أي عاقل فاهم يعلم أنه رغم تأييدنا للمقاومة الفلسطينية أن هناك من سيتحمل نتائج العمل الموسع الذي اعتبرته ‏إسرائيل حالة حرب. ‏

من المؤكد انه سيكون هناك رداً عسكرياً شديداً وعنيفاً من الآلة العسكرية الإسرائيلية المدججة بالسلاح ، وأن ‏هناك تبريراً أمام العالم الغربي المتحيز لذلك. ‏

أين سيتوجه ذلك الرد، بالعقل، إلي غزة وسكانها مما قد يخلق ضغطاً للهروب خارج الحدود، إلي مصر‎ ‎ونواجه موقفاً مرعباً بمليون أو أكثر من الفلسطينيين علي حدودنا، لا نملك عدم استقبالهم ولا نملك أسلوب ‏لمنعهم إلا بالقوة وهو ما سيضع مصر في موقف حرج و صعب جداً. ‏

إمتلاء سيناء بمليون أو أكثر من الهاربين من قصف إسرائيل لغزة قد يكون أحد الأهداف الرئيسية لهذه الحرب ‏المفاجئة ، لوضع مصر في هذا الموقف ..‏
لقد كان ذلك احد أهداف إسرائيل والغرب منذ مدة، أن تصبح شمال سيناء موطناً بديلاً للفلسطينيين وتتابعت ‏المحاولات، وفي هذه المرة قد تفرضها الظروف القتالية التي تعطي إسرائيل حقاً مصنوعاً بضرب غزة وتهجير ‏سكانها إلي مكان آخر وكالعادة تتحمل مصر المسئولية‎. ‎
عندي شكوك ولابد أن يكون لمصر استراتيچيه لمواجهة ذلك. ‏

أنا لا أثق في حماس وأعلم انتمائها الأيديولچي إلي الإخوان، وتجربتنا في ٢٥ يناير أنهم كانوا أحد أدوات ‏إشعال الفوضي في مصر ، ولا يصح أن نقع في فخ تقسيم سيناء الذي كان وما زال هدفاً حماسيا إسرائيلياً مشتركاً ‏، ومعه خلق الفوضي في مصر. ‏

ولا أستبعد أن تنهال عروض المساندة المالية من الدول العربية لاستيعاب المهجرين وخلق وضعاً جديدا قد يكون ‏من الصعب التخلص منه‎. ‎

قلقي له أسبابه، فدرس حرب النصر المصري في أكتوبر لم يكن عسكرياً فقط بل تفاوضياً‎ ‎و دبلوماسياً بعد خلق ‏وضع جديد بعبور قواتنا واختراقها بارليف. ‏
الحروب تخلق وضعاً يبدأ التفاوض بعده وشكي وقلقي أن تدفع مصر الثمن في النهاية. ‏

كيف نساند المقاومة الفلسطينية، لشعب مقهور، لكن له قيادة لا تضمر لمصر سوي الأذي ونحمي سيناء في ‏نفس الوقت؟
علينا أن نفكر ونستعد. ‏

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×