السبت, يوليو 27, 2024
أرشيفدفتر احوال مجتمع مصر

“الإسكندرانية” ابتدعوا إقامة أفراحهم خارج المحافظة ومصر

شارك المقال

كواليس حفلات الزفاف الأسطورية فى مصر “2”

أحفاد “النجار” أول من أقاموا أفراحهم فى «سميراميس» القاهرة أول زفاف سكندرى فى بيروت لإبنة “رشيد” على نجل “المغربى”

العدد الماضى إتخذت من زفاف إبن هشام طلعت مصطفى، الذى أحدث ضجة، مدخلاً للحديث عن معنى الأسطورية فى أفراح مصر، ومتى نطلق على الزفاف لقب «أسطورى»، ووعدت بفتح ملف أفراح مصر، ومن هنا سأدخل فى الموضوع، لماذا أفراح أثرياء الإسكندرية غالباً ما تقام خارج الإسكندرية، ومنذ متى بدأت تلك الفكرة؟

بداية أوضح، أن المتابع لخريطة إقتصاد مصر سيجد أن 40٪ من أثرياء مصر والمتحكمين فى إقتصادها من الإسكندرية، ربما بحكم أن الإسكندرية ميناء كبير، ويعد حتى سنوات قليلة مضت ميناء مصر الأول، ربما لهذا لعب دوراً كبيراً فى ظهور تلك الطبقة الثرية من التجار، ولكن تم تضفير ذلك بالصناعة والبناء والتشييد فى مختلف المجالات.

وساعد فى ذلك طبيعة التعامل مع الأوروبيين، مثل اليونانيين والإنجليز والفرنسيين والسويسريين والإيطاليين والسفر والتطبع بطباعهم الجادة فى العمل، بحكم أن الإسكندرية مفتوحة على الحضارات، فالطبيعة والحياة السياسية التى مرت بها الإسكندرية لعبت دوراً كبيراً فى ظهور تلك النسبة من إقتصاد وأثرياء مصر هناك.

من هؤلاء، عائلات النجار، يتقدمهم الراحل شهبندر التجار مصطفى النجار، رئيس الغرفة التجارية الأسبق، والذى تبنى أحمد الوكيل وخالد أبو إسماعيل، اللذين أصبحا فيما بعد «تايكونات» مالية ورؤساء الغرفة التجارية بالإسكندرية بعده، وإتحاد غرف مصر، وعائلات رجب ومحمد زهران ورشيد ومنصور وطلعت مصطفى، ومؤخراً حسن عباس حلمى ومحمد المصيلحى، ودخل أيضًا ملوك السمسرة، مثل الكردى وطارق إسماعيل وخيرى والمنشاوى.

مصطفى النجار من أوائل من إستوردوا وأسسوا مصانع النجار للحوم، فى ثمانينيات القرن الماضى، وتبعه بعد ذلك عشرات الأسماء، وكان مصطفى النجار أول من سعى لأن يحصل على حصانة دبلوماسية وأن أصبح من أوائل من أخذوا «قنصل فخرى» لدولة أوروبية، ورثها حالياً إبنه الوحيد حمدى النجار، الذى إستكمل مشواره، والمتزوج من بنت رئيس مخابرات عبدالناصر.

خرج من عباءة مصطفى النجار أزواج بناته الأربعة، بعيداً عن تجارته التى إستكملها «حمدى» كما سبق وأشرت، فالأولى الراحلة «كوكى»، التى توفيت منذ سنوات طويلة، وكانت أول من تم دفنه فى مصر داخل مدافن البقيع، بناء على وصيتها، والتى فتحت الباب إلى «موضة الدفن» هناك فترة من الزمن.

«كوكى» تزوجت أسامة النجار، وهو من فرع آخر ليس قريبا لحماة مصطفى النجار أسامة، فتح تجارة البرندات فى الملابس والأكل، (بربرى وتومى وفروج الطازج)، بالإضافة إلى توكيلات إطارات السيارات «برجستون وفايرستون»، بل وفتح منافذ لها، ولم يكتف بذلك، فدخل فى «برندات الأحذية» وبنى مولاً مؤخراً بالإسكندرية، ليجمع علاماته التجارية التى يستوردها لمصر من الماركات العالمية.

والإبنة الثانية لمصطفى «نوران»، متزوجة من عاطف الجمل، ملك الإستيراد للأطعمة الجافة، وهو «تايكون» فى مجاله، أما ثالث البنات فهى متزوجة من محمد الدماطى، ملك الجبن، وصاحب مصانع دومتى، والرابعة أميمة، الوحيدة التى زوجها لا يعمل فى الصناعة والتجارة، ولكن كان وزيراً للإسكان، وقبلها محافظاً لدمياط، فتحى البرادعى، هذه العائلة هى عائلة آل النجار، من أوائل العائلات السكندرية، التى قررت أن يكون زفاف أبنائها وأحفادها خارج حدود المدينة، رغم أن عائلة العروسين من أهل المحافظة.

وهو ما إعتبره البعض نوعًا من الإستعراض المادى، لكن هى طبيعة العائلة، أن تكون عزوماتهم فاخرة، يعنى مثلاً مدعو خمسة أفراد، فتكون السفرة تكفى لمائة، هذا الكلام ليس مبالغاً فيه، ومن ذهب وتمت دعوته يعلم أن تلك السطور ليس مبالغاً فى أى حرف منها، مثلاً ذات رمضان، دعت إحدى بنات النجار بعض الأصدقاء، فكان البوفيه به ثروة كاملة، من أعداد وكميات الإستاكوزا والسيمون والجمبرى.

تم عمل زفاف بنات عاطف الجمل فى القاهرة، وهم يفضلون سميراميس، حتى إنتقلوا للفورسيزونز، بعد ظهوره آخر 12 عاماً على نيل القاهرة، المهم عائلة النجار رغم أن العروسين إسكندرانية، إلا أنهم أقاموا الفرح فى سميراميس القاهرة، طيب المعازيم الإسكندرانية وضعهم إيه؟، بصراحة هم مليونيرات أيضًا، ولن يضرهم الذهاب للقاهرة والحجز وحضور الفرح والعودة، وكمان الهدايا، وتم عمل خصومات فى الفندق لضيوف الفرح، وآخر أفراحهم فى القاهرة كانت حفيدة مصطفى النجار على سيف حفيد الدكتور حسن عباس حلمى.

عائلة رشيد محمد رشيد أيضاً لا تقيم أفراحها إلا فى القاهرة، ومكانهم المفضل هو فندق سميراميس، مثل آل النجار، ولعل سميراميس كان المكان المفضل لرشيد نفسه، عندما أصبح وزيراً، المهم، أقام رشيد زفاف بنتين من بناته وزفاف أولاد حسنة، هناك ولعل أشهر قصة كانت كارت دعوة فرح يوسف إبن حسنة، التى كتب عليها يتشرف رشيد بدلاً من كتابة إسم محمود ربيع والد العريس، وكان هذا وقت توليه الوزارة.

أما زفاف البنت الأخيرة لرشيد الثانية، فكان الأشهر، الذى أقيم فى بيروت على إبن عاكف المغربى، شقيق الوزير وقتها فى مصر للإسكان، أحمد المغربى، وكان هذا الزفاف من أكبر الأحداث التى إنفردت بها قبل ثورة يناير، وإستمر ثلاثة أيام، والطائرات نقلت المدعوين، ووالد العريس أقام دعوة غداء فى قصره على الجبل، ويوم الزفاف حضر حافظ الأسد، والصباحية دعوة فى قصر الأسد للمدعوين، ومانشيتات تزاوج المال والسلطة.

وكان هذا الزفاف من أكبر الأفراح التى تمت خارج إطار سميراميس والقاهرة، وعاد معازيم الإسكندرية يتباهون ويتحاكون بالديكور والورد ودعوة الفرح، ليقرر الإسكندرانية التقليد، لأنه من الواضح أن الزفاف للإسكندرانية فى القاهرة أصبح موضة قديمة، وقتها قامت الثورة، ورغم الحالة الأمنية وظروف البلاد إلا أن الإسكندرانية لازم يسيروا على الدرب، «محدش أحسن من حد»، فأقام لطفى الأحمر، وكان وقتها رئيس نادى اسبورتنج، زفاف إبنته بسميراميس، هو لا يقل عن ولاد النجار ورشيد، وذهب المدعوون إلى القاهرة.

أولاد محمد رجب بأحفادهم خرجوا عن القاعدة، وأفراحهم بـالكنج مريوط، مكان إمبراطوريتهم، لعل أشهرها زفاف إبن عبدالفتاح، وكان عقد قرانه فى قصرهم هناك، فى حضور المفتى، والكنج مريوط وأفراحها مرتبطة بالقصة الأشهر لخطوبة بنت رشيد فى قصره فى نفس المكان، وكان يوم شم النسيم فى «2004 – 2005»، وتحولت الكينج لثكنة عسكرية، وتضاعف التأهب الأمنى بها، لأن جمال وعلاء مبارك ووالدتهما سوزان سيحضرون خطوبة بنت رشيد على إبن عاكف المغربى، يومها إقتحم شاب كنيسة، وتم إتهامه بالجنون بعد ذلك، والدنيا قامت وتداولت الواقعة الصحف العالمية.

كريم زهران.. أول من عمل فرحه فى أسوان

أما عائلة زهران، فأفراحها كلها كانت فى الإسكندرية، ما عدا أولاد ممدوح زهران، وآخرهم كريم، الذى إختار فندق الكتاركت بأسوان، فى عز يناير، ولعل كريم إبن ممدوح من أوائل المصريين وليس والإسكندرانية الذى يقيم زفافه بأسوان، وطبعاً الطائرة والإقامة بالفندق على نفقة المدعوين وليس على موجه الدعوة، وكل واحد حر ينزل فى الفندق الذى يختاره.

بعد ذلك قلد أغلب المصريين «كريم» حتى قبل ظهور مسلسل جراند أوتيل، الذى تم تصويره داخل فندق أسوان، وأصبحوا يقيمون الأفراح بالشتاء فى أسوان، لجمال الطبيعة وفى ذات الوقت لتنشيط السياحة الذى ساءت حالتها كثيراً، وآخر الإسكندرانية الذين أقاموا زفاف إبنهم فى أسوان كان عز عجمية، و قبل عامين وهو عضو مجلس إدارة نادى اسبورتنج، ومتزوج من إيمان سباهى، شقيقة نفين زوجة طاهر الشيخ، وشقيقة يوسف الذى كان ينظم مسابقة «ميس إيجبت»، قبل أن يتركها، وكان غالبية المدعوين من نادى اسبورتنج.

شرم وسهل حشيش والجونة

خرج الإسكندرانية عن قاعدة القاهرة وأسوان وإتجهوا بعيداً عنها لشرم الشيخ وسهل حشيش، وأصبح العروسان يوجهان الأسر لذلك، خاصة بعد إقامة جمال مبارك فى 2006 زفافه هناك، فى شرم الشيخ، ونفس الشىء طائرات وهدايا وإقامة بفنادق كل أسرة، وأصبح إختيار هذه الأماكن فى بداية الربيع وآخر الصيف، للتمتع بـ«الأوبن إير»، ومع الوقت أصبحت مصر كلها فقط تتحدث عن الأثرياء الذين يقيمون أفراحهم فى الجونة وشرم وسهل حشيش والغردقة.

ومن أمثال هؤلاء إبن عبدالحميد بدوى، الذى كان وقتها رئيس نادى اسبورتنج قبل ثلاث سنوات، وأصبح الإختلاف يأتى من الديكور أو نوعية الأطعمة أو برنامج الحفل، ومع الوقت أصبح عامل الإبهار مقطوعاً، حيث إن المدعوين هم نفس الوجوه، لا يوجد أى إبهار، فأصبح أى فرح من هذه الأفراح كأنه تجمع روتارى ودمتم، إلى أن أقام هانى طلعت مصطفى زفاف إبنه الأول فى شرم الشيخ.

وهنا كان الحجر الذى ألقى فى المياه الراكدة، فالزفاف أقيم ثلاثة أيام، أول يوم عشاء فاخر وعوم وبحر وشباب تذهب للجزيرة «تبلبط» وديكورات إيه وبوفيهات إيه، وثانى يوم زفاف أسطورى، وثالث يوم صباحية، عبارة عن أوبن بوفيه إفطار وغداء على البحر وعيش حياتك يا معزوم.

هنا خرج الإسكندرانية «المقلداتية» عن المألوف، وتوجهوا إلى خارج مصر كلها، لا القاهرة ولا شرم ولا حتى فى حديقة البيت، أفراحنا خارج الحدود، لكن واحد من الإسكندرية كان يريد أن يقيم زفاف لأحد أبنائه بالقاهرة وليس بالإسكندرية، ولأن المعارف بالقاهرة ويريد أن يسهل عليهم ولتحقيق الحلم وفى ذات الوقت، العريس قاهرى يبقى الفرح بالقاهرة، فى مينا هاوس، لآخر أبناء كرم كردى. ودعا إلى الفرح كل معارفه، ليس الإسكندرانية فقط المعروف علاقته بهم، بل إتحاد الكرة وبعض الوزراء والمحافظين السابقين وضباط الشرطة ذوى الرتب، ليعود الإسكندرانية ضاربين «كفا بكف»، من كل هذه العلاقات لكرم، إنه ليس زفافا وإنما المشهد الإجتماعى الرسمى له، لإستعراض القوى وخرس الألسنة، كل الأسماء من الأحبة والأعداء من رجال المال «التقال» بالإسكندرية وأصدقائه من رفقاء الدرب طوال مراحل الحياة المختلفة، من أيام التخرج ومروراً بليبيا والسعودية ولندن، حتى المشهد الأخير فى إتحاد الكرة، موجودون، ليثبت كرم نفسه فى شريحة جديدة لطبقة كان دائماً يحلم بها ومدعو فقط لها.

كذلك أسامة النجار أقام زفافا لإبنه بالقاهرة، ولكن بدون بهرجة، هى ليلة واحدة ودمتم بـ DJ، رغم أن أسامة «معدى» مالياً، لكن المهم أنه أقامه خارج الإسكندرية وخلاص.

أفراحنا خارج الحدود دبى وقبرص وإيطاليا وبيروت

توجه الإسكندرانية لبيروت، فهى حسبما رددوا أرخص فى المكان والتكلفة بالفندق والطيران أقل من مصر، طب إذا كان هذا لأهل العروسين طب ذنب المدعو إيه؟، الإجابة أن إختيار التوقيت هو ذاته توقيت سفر تلك الشريحة لبيروت لعمل شوبنج أو إستجمام، يكون شم نسيم أو رأس السنة.

ثم إن الشريحة المدعوة لن يؤثر معها زفاف يكلفها 10 آلاف دولار، ده قبل أن يكون الدولار بـ 20 جنيها، يعنى الرجل وزوجته وتكت طيران رايح جاى والإقامة بالفندق ولبس الفرح أرخص من مصر، فكانت أشهر الأفراح آخر عامين لإبن لمياء السخاوى، بنت زينب زوجة أحمد الوكيل، تلميذ مصطفى النجار الشهبندر، الذى قلت فى أول المقال إنه أول من أقام أفراح أولاده خارج الإسكندرية.

وكان الزفاف الذى تحاكت عنه الإسكندرية، من ديكور وأطعمة وتصوير، وكل واحد راح نزل بسرعة البرق الصور على الفيس بوك، حتى يقال إنه من المرضى عنهم عند الشهبندر الجديد وبنت زوجته، وتصادف وقتها كان حادث فى سيناء، وتوقع الكثيرون حضور وزير تموين مصر، الطفل المدلل للوكيل، خالد حنفى، لكن الظروف الطارئة للبلد حالت دون ذهابه، وبعد ذلك يتبين أن المكان المؤجر حديثا كنيسة على الجبل فى بيروت، يعنى التكلفة أرخص لأهل العريس، وليس للمدعو، خاصة أن والد العريس لبنانى، لكن ليس هذا هو السبب الرئيسى، إنما الرغبة فى الخروج عن المألوف، وقتها عاد الإسكندرانية فاتحين أفواههم من نعومة الديكور والرقى، وفى ذات الوقت لازم «التاتش المصرى»، أسلوب عواجيز الفرح.

تبع ذلك زفاف بنت رجل الأعمال علاء عرفى، صاحب أكاسيا، على إبن عادل عطية، شقيق أحمد عطية صاحب فنادق متروبول وودنسور بلاس بالإسكندرية، وريزورت الباراديز بالمعمورة، وكان الزفاف فى بيروت على الجبل، وكل المدعوين ذهبوا أيضاً بالطائرات وديكورات، لكن هذه المرة علاء الذى عمل فى مجال السياحة والديكور ولديه مجموعة من قاعات الأفراح بالإسكندرية وضع التاتش الخاص به فى زفاف إبنته، خاصة أن صديقة العائلة النجمة اللبنانية رولا سعد، فخرج الزفاف ولا أروع فى بيروت، قطعة من الجنة.

وتتوالى الأفراح خارج الحدود المصرية من إفتكاسات الاسكندرية، ليقوم الأمنى الأسبق حسين فؤاد بعمل زفاف إبنه وإبنته فى اليونان، رغم أن العروسين من الإسكندرية والمدعوين أيضاً من الإسكندرية، وقتها قالوا إن كل فرد تكلف 800 يورو طائرة رايح جاى وإقامة، أرخص من إقامة الفرح بفندق بالقاهرة أو شرم، ممكن يكلف الفرد من 15 ألف وطالع لليالى الثلاث التى يقيم فيها المدعو.

وليه من الأصل خارج الإسكندرية، هناك فنادق بالإسكندرية وأماكن مبهرة، لكن نقول إيه، ووقت الثورة قام رشيد محمد رشيد بإقامة زفاف إبنته الأخيرة فى قبرص، وتوجه مدعوو الإسكندرية لهناك، وقتها كان فيه عذر لإقامة الزفاف خارج حدود الإسكندرية، لأنه كان عنده مشاكل فى مصر، وكانت هذه هى المرة الثانية التى يقيم فيها رشيد محمد رشيد زفافا خارج القاهرة، الأولى قبل الثورة فى بيروت، وكان هو من أوائل من أقاموا أفراح بيروت.

أما دبى فلم يتركها الإسكندرانية أيضاً، حيث أقام حسين طاطا ناكى زفاف إبنه على بنت الإسكندرانى هشام الديب وسلمى خشاب قبل أربعة أعوام، وتتوالى أفراح الإسكندرانية خارج الحدود ليكونوا هم أول من إبتدع تلك البدعة، آخرها زفاف إبن هانى طلعت فى إيطاليا قبل عامين على بنت صلاح دياب، ثم زفاف إبنة الأخير بشرم ثم زفاف إبن هشام الأخير الذى أطلق عليه أسطورياً.

 لماذا خارج حدود الإسكندرية؟

العائلات المالية بالإسكندرية، سواء الشهيرة آخر 70 عاماً أو ما يطلق عليهم النوفوريش، يقيمون تلك الأفراح، كنوع من إستعراض القوى المالية ودعوة الأثرياء والتباهى بقوة العلاقة مع هذا وذاك، و«الرش» فى الديكور والبوفيهات والورود والملابس، أصبح إحدى علامات تلك العائلات، حتى «نمر» الفرح بالبلدى، يعنى عائلات النجار ورشيد تفضل راغب علامة آخر 17 عاماً.

ومؤخراً فضل هشام طلعت إحياء راغب لزفاف إبنه فى شرم، وفى العشر سنوات الأخير أصبح الجيل الجديد من هذه الفئة يفضل الفرق الأجنبية من أوروبا ويتكلف ذلك من 50 لـ 70 ألف دولار بالإقامة والطائرة وتراخيص الرقابة والنقابة، وأيضاً يعد هذا من علامات إستعراض القوي المالية أو الإعلان أنهم دخلوا تلك الطبقة، التى كانوا يسمعون عنها، أو الإعلان أن الأثرياء ما زالوا هم ولاد الناس، والملاحظ أن كل الديكورات فى مصر لم تعد تعجبهم، فأصبحوا يستحضرون شركات ديكور وتصوير كاملة من بيروت، وتفاصيل الديكور وخلافه فى عدد لاحق له أسماؤه وملوكه آخر 20 عاماً.

ولأن الإسكندرانية أول من إبتدعوا إقامة الأفراح خارج الإسكندرية، فأصبح من البديهى بل من المسلمات أن الفرح ثلاثة أيام، الأول عشاء للترحيب بضيوف الإسكندرية بالقاهرة أو شرم أو خارج مصر، واليوم الثانى الزفاف واليوم الثالث هو الإفطار الكبير للمدعوين وحسب إستعراض القوى لأهل العروسين، إما أن يمتد ذلك الإفطار لغداء وعشاء والمغادرة باليوم الرابع، أو إفطار ومغادرة فى اليوم الثالث.

وطبعاً هذه النوعية من أهل الإسكندرية لا تسأل العريس عليه إيه والعروس عليها إيه، والفرح على مين، هذه أمور بسيطة، لأن أقل زفاف بفساتينه بديكوراته بأحواله يكلف كان قبل 15 عاماً لا يدخل فى خانة المليون، أما آخر 5 سنوات أصبح تلك الفئة من 3 ملايين وطالع، أما خانة العشرة والخمسين مليونًا لها ثلاث أو أربع عائلات، معدودين على أصابع اليد الواحدة، وللحديث بقية بإذن الله تعالى.

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×