الطريق الي الله

الحلقة (37) من أولياء الله الصالحين بإسكندرية: العارف بالله الشيخ محمد الحبشي

شارك المقال

هو العلامة العارف بالله الشيخ محمد الحبشي بن على أبو سيد أحمد بن الخطاب من محافظة الشرقية. رحل إلى الإسكندرية حيث تلقي العلم بمسجد إبراهيم باشا الشيخ بحي الميدان. ثم تعرف بالشيخ عبد القادر الشاذلي فأخذ عليه الطريقة الشاذلية وبرع فيها حتى كان الخليفة من بعده.
وكان رحمه الله تعالي عالماً شاعراً فقيها محدثاً جليلاً، وكان كثير الصمت واغلب ضحكة التبسم، تعلوه المهابة والوقار، وإذا جلته هبته حتى إذا جالسته تبدلت هذه الهيبة بمحبة قلبية وميل عظيم إليه. وكان لا يتخلف عن طلب أي إنسان. وكان يأتيه الواحد منهم فيقول – يا سيدي كلم في فلانا التاجر أو الباشا أو العالم ليقضي لي حاجة وكذا ويذكر حاجته فتري اهتماماً من الشيخ بحاجة هذا الإنسان فيما أن يذهب بنفسه وإما أن يأتي الله تعالي بهذا الرجل المطلوب في الحال فتقضي الحاجة. ولذلك كان الناس على اختلاف طبقاتهم من صغير وكبير وغني وفقير يقصدون الشيخ حيث شكواهم، وما يصيبهم من أمور الدنيا وما يرجونه من أمور الآخرة.
وقد أخبر عن نفسه بقوله: نشأت في كفور نجم من أعمال الشرقية ثم قصدت الإسكندرية فحفظت القرآن الكريم بها وجودت بجامع الشيخ مع رفيق لي في حجرة معدة لنا، وقد تلقيت العلم عن مشايخ كثيرة منهم الشيخ عبد الله الشيني وكان عمري إذا ذاك سبعة عشرة عاماً تقريباً، وتفقهت في بدء أمري على مذهب سيدي محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، وقد سأله تلميذه الأستاذ حسن فوزي مرة، هل للفقير الذاكر من علامة لقبوله؟ فأجابه بقوله: الإنتاج (أي كثرة العبادة) وسأله مرة ثانية: ما علامة الرؤيا الصادقة؟ فأجابه بقوله: القليلة الألفاظ القريبة من الفجر وسأله عند مشاهدة البحر ما معني قولهم (رؤية البحر عبادة) لما وجد ذلك؟ قال رحمه الله تعالي: أقله أن تتذكر أنك من ماء. توفي رحمه الله تعالي سنة 1220 هـ وقبره بجوار شيخه الشيخ عبد القادر الشاذلي بمسجده بحي مينا البصل وهو معروف ويزار.

شهيرة النجار