سعيد خوري وحسيب صباغ وكامل عبد الرحمن
شركة اتحاد المقاولين العالمية(CCC) اسسها الثلاثة فلسطينيين السابقة اسمائهم بعد هجرتهم من صفد في فلسطين إلى لبنان وتعد من كبرى شركات المقاولات في العالم اذ يعمل فيها ما يقرب من النصف مليون عامل ، مقرها الرئيسي حالياً هو اليونان
سعيد خوري
لد سعيد خوري في عام 1923 في صفد في فلسطين.
بعد ذهابه إلى المدرسة في حيفا
. في عام 1948 ذهب إلى لبنان للدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت والتي كان قد التحق بها صهره حسيب الصباغ تخرج كلاهما من كلية الهندسة، وبعد العودة إلى فلسطين، عملا على إنشاء شركة بناء صغيرة، والتي تحولت في عام 1950 إلى شركة اتحاد المقاولين (C.C.C.) والتي أسسها كل من سعيد خوري وحسيب صباغ وستة رجال أعمال من لبنان وسوريا
. وفي البداية كان مقر الشركة في حمص في سوريا، ثم نُقل المقر إلى بيروت وأصبح حسيب صباغ وسعيد خوري وكامل عبد الرحمن هم ملّاك الشركة الوحيدين.
وفي السنوات اللاحقة بدأت الشركة في الحصول على عقود لبناء خطوط أنابيب في دول عربية مختلفة، لتتّسع بعدها نشاطات الشركة لتشمل قطاع النفط والخدمات النفطية والصناعات الثقيلة والبنى التحتية وفي عام 2013 وصلت عوائد الشركة إلى 5.3 مليار دولار، ووصل عدد موظفي الشركة إلى أكثر من 130 ألف موظف، مع مشاريع ومكاتب في أكثر من أربعين دولة.
والآن مقرها اليونان وبها حوالي500 ألف عامل وتعد الشركة الأولي للمقاولات هناك يأتي بعدها اسماء شركات مقاولات مصرية لساويرس والمزشدي وطلعت مصطفي ومقاولين آخرين من الإسكندرية
لكن الصدارة في اليونان والعالم ل CCC
وتوفي سعيد خوري في اليونان فجر 15 أكتوبر 2014
أما حسيب صباغ
وُلد حسب صباغ في طبرية عام 1920، من أسرة مسيحية أصلها من صفد. أحد أجداده هو ابراهيم الصباغ، الذي اشغل منصبًا إداريًا في حكومة ظاهر العمر شيخ الجليل في منتصف القرن الثامن عشر. وكانت لإبراهيم الصباغ كلمة نافذة في ديوان الشيخ ظاهر، كما أن عددًا من أفراد عائلته قد شغل مناصب إدارية مختلفة عبر العصور اللاحقة. ومنهم من شغل منصب قنصل عام فرنسا. فجده حبيب كان قنصلاً في صفد، وعمه توما قنصلاً في صفد وطبريا، وقريبه يوسف قنصلاً فخرياً. وكان للعائلة في صفد شبكة علاقات رفيعة المستوى مع قيادات الطائفة التي انتمت اليها، ألا وهي طائفة الروم الكاثوليك، حيث اعتاد المطران غريغوريوس حجار النزول ضيفًا كريمًا لدى عائلة صباغ في صفد، وكذا فعل المطران حكيم.
واستمرت الصداقة والعلاقة بين حسيب والمطران حكيم بعد أن نُصّب الأخير بطريركاً في لبنان عام 1968.
تلقى حسيب صباغ دروسه الابتدائية في المدرسة الكاثوليكية في صفد، بينما إخوته تعلموا في المدرسة الاسكتلندية (بإدارة مستر سمبل والتي تم نقلها لاحقًا أثناء الثورة الفلسطينية إلى حيفا). وظهرت نجابته في المدرسة، وكذلك ظهرت عليه علامات الاهتمام الإجتماعي بالمحتاجين، خاصة أبناء العائلات الفقيرة والمحتاجة من صفد وقراها. فكان ينفق على بعض منهم بعض المال الذي توفر له من توفيراته. ثم أرسلته العائلة لمتابعة دراسته في الكلية العربية في القدس والتي كانت تحت إدارة المربي والمفكر أحمد سامح الخالدي.
وفور نجاحه في امتحانات المتريكوليشين أوفدته المدرسة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت ليدرس فيها الهندسة المدنية.
وأنعشته الحياة الجامعية كثيرًا، إذ وفرّت له مساحة واسعة من الاطلاع على الحياة السياسية وبلورة فكره السياسي، خاصة القومي العروبي،
وذلك بتأثير تعاليم مؤسس وزعيم الحزب القومي السوري أنطوان سعادة. كما أنه اطلع على تعاليم خالد بكداش أحد زعماء الحزب الشيوعي،
وتعاليم العروبي قسطنطين زريق والبعثي ميشال عفلق. كل هؤلاء تركوا بصماتهم عميقًا في قلب وعقل حسيب.
وشارك حسيب مع زملاء له في عدد كبير من المظاهرات المناوئة لفرنسا والاستعمار الاوروبي، وذلك فور إندلاع الحرب العالمية الثانية. وبسبب اشتداد حالة التوتر والهيجان في صفوف طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت، قررت إدارة هذه الجامعة تقليص السنة الدراسية في عام 1941، ومنح طلابها المشرفين على إنهاء دراستهم شهادات الإنهاء، وكان من بين هؤلاء حسيب صباغ. وأقفلت الجامعة أبوابها ريثما تتوقف الحرب.
العودة إلى حيفا
ما أن وطأت قدماه بيت والديه في صفد حتى باشر حسيب في البحث عن عمل. والسنة التي وصل فيها أرض الوطن هي 1941، والحرب العالمية الثانية في أوجها. إلا أن فلسطين قد شهدت نشاطًا اقتصاديًا مكثفًا وواسعًا، حيث أن الحكومة البريطانية قد وفرت أماكن عمل لشرائح واسعة من العمال لحاجتها إلى المجهود الحرب في منطقة الشرق الأوسط. وهكذا، غدت حيفا المعروفة ب”مدينة العمل” إلى ورشة كبيرة من المصانع والمحلات والمصالح التجارية والانتاجية، ووفد إليها عددٌ كبير من العمال العرب من مختلف أنحاء الشرق، إضافة إلى مناطق فلسطين المختلفة. أضف إلى أنها ـ أي المدينة ـ قد وفرت حيزا من لحياة الإجتماعية والثقافية النشطة للغاية. فقرر حسيب أن يُجرب حظه في الحصول على وظيفة حكومية، فتوجه إلى دائرة التوظيف لاحكومية في القدس ولكن مديرها رده خائبًا. إلا أن الرجل لم ييأس مطلقًا فقرر أن يجرب حظه في دوائر أخرى فعرضوا عليه وظيفة بأجر بخس فرفضها. فتوجه إلى تل ابيب باحثًا عن وظيفة، وتعرض لنفس التجربة السابقة. عندها كان قراره الحازم ألا يعمل في القطاع العام والرسمي مطلقًا. وصل إلى حيفا، وحصل على وظيفة في مكتب المهندس أحمد فارس. واتخذ حسيب من إحدى غرف هذا المكتب موقعًا لنومه ليلاً لعدم توفر مكان لذلك، ولاهتمامه بانجاز الأعمال المطلوبة منه في أسرع وقت ممكن. واتسعت أعمال المكتب فاقترح عليه صاحبه أن يشاركه العمل، فمن أين لحسيب المبلغ لذلك؟ اقترض من قريب له في حيفا ودفع حصته. إلا أنه تبين له بعد عام من الشراكة أن تكاليف ومصاريف المكتب والشركة كانت باهظة للغاية حتى انه لم يربح شيئًا. فقرر ترك الشركة وفض حصته منها. ولما طالب بإعادة حصته أعلمه صاحب الشركة أن لا حق له لكونه قرر تركها بنفسه. وهنا كان قراره القاطع بألا يكون موظفًا في القطاع العام، وألا يعمل في شركة خاصة موظفًا أو شريكًا صغيرًا، إنما أن يؤسس شركة مستقلة هو مالكها.
بني أول 100 شقة لجنود يهود إنجليز مسرحين من الجيش ف1947
حول بناء شركة اتحاد المقاولين نصحه صديقه المحامي محمد زايد أن يدخل معترك المصالح والعمل التجاري، وخاصة تقديم الاستشارة لبيع وبناء البيوت والعقارات، وكانت هذه آخذة بالازدياد في حيفا ومنطقتها مع انتهاء الحرب العالمية الثانية. وبدأ حسيب يعمل مستشارًا اقتصاديا للعقارات والبيوت والمبادرات الإنشائية لعدد من المحامين المشهورين في تلك الفترة في حيفا، من أبرزهم: محمد اليحيى (أصله من الطنطورة)، وصبحي الخضرا (من زعماء صفد والحركة الوطنية الفلسطينية) وأحمد الشقيري (الأخير سيقوم بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في 1965). ولما استقرت أحوال حسيب صباغ المالية وتوفر في جيبه مبلغ من المال وقد كسب خبرة واسعة في مجال عمله، وبنى له علاقات وطيدة مع شخصيات بارزة في حيفا والمنطقة، بادر إلى الالتقاء مع سمعان قشقوش ومحمد علي دلول وهما من شباب حيفا الطلائعي والنشيط، فكانت نتيجة ذلك الاتفاق تأسيس شركة اتحاد المقاولين.
وكان العقد الأول لهذه الشركة بناء مائة شقة سكنية بمبادرة من بلدية حيفا لجنود يهود مسرحين من الجيش البريطاني في حيفا. وتم انجاز المشروع في سنتين، وهذا ما منح الشركة مكانة واحتراما في أوساط المؤسسات الرسمية والشعبية العامة في حيفا وبقية أرجاء فلسطين. وفازت الشركة بعطاء كبير في عام 1947 وهو بناء مقر كبير لشركة بترول العراق في حيفا إلا أن أحداث النكبة الفلسطينية في عام 1947 حالت دون انجازه.
لم توقف النكبة عن متابعة المسيرة خسر كل ما كان قد أنجزته الشركة في حيفا، إذ اضطر إلى مغادرة المدينة التي ساهمت في تأسيسه وتعميق قدراته، فوصل إلى بيروت ومنها بدأ بتأسيس شركة أخرى للعمل في حقول النفط والإنشاء في العراق. إلا أنه رأى أن يُعيد تفعيل الشركة التي أسسها في حيفا بالشراكة مع قريبه وزوج أخته سعيد توفيق خوري
وهو من صفد أيضًا، وانضم إلى الشركة معهما كامل عبد الرحمن وهو من أهالي حيفا، وأشغل منصب رئيس غرفتها التجارية، وهو عمليًا آخر رئيس لهذه الغرفة قبل سقوط المدينة. وهكذا التقى الفلسطينيون الثلاثة ليعيدوا نشاط الشركة في قطاعات الإنشاء والنفط، خاصة الغاز. مشاريع في كل البلاد العربية والأجنبية تمكنت شركة حسيب صباغ من الفوز بعدد كبير من العطاءات في العراق واليمن وقطر والبحرين وأبو ظبي، وأقامت مجموعة كبيرة من المشاريع العمرانية وبدأت الأموال تتدفق على حسابات الشركة، وغدت إحدى أكبر الشركات العربية بل العالمية في قطاع الاستثمار والإنشاء. ولما اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1975 نُقلت مكاتب الشركة إلى لندن أولاً ثم إلى أثينا حيث انتقل إليها كل من حسيب صباغ وشريكه سعيد الخوري. وقرر شريكهما كامل عبد الرحمن بيع حصته لهما في العام 1976 وإنهاء مساهمته في هذا القطاع. ومن ثم توسعت مجالات عمل الشركة فوصلت إلى بريطانيا والولايات المتحدة وكندا. وفقدت الشركة كثيرًا من اسهمها جرّاء الاجتياح العراقي للكويت في العام 1990، ونقلت مصالح ومكاتب الشركة إلى السعودية.
ومن هناك تابعت الشركة نشاطاتها الإنشائية في قطاع البترول. كما أن الشركة ساهمت في أعمار مطار بيروت الدولي بعد أن انتهت الحرب الأهلية في لبنان.
حسيب صباغ والنشاط الوطني الفلسطيني
لم يقتصر اهتمام حسيب صباغ على تطوير شركته ورفع مستوى أدائها وأرباحها، إنما كانت له هموم أخرى وفي مقدمتها الهم الفلسطيني. فهو ابن الحركة القومية العربية، والمسيحي ابن الجليل الذي كان يعرف جيدا كيف يوفق بين مسيحيته وفلسطينيته وقوميته، والثري الذي جاهد بقواه الذاتية وبدعم من عائلته إلى جني ثروة مالية هائلة (يعتبر حسيب صباغ من مجموعة الأثرياء العشرين الأوائل في العالم العربي، حيث بلغت ثورته في 2008 حوالي أربعة مليارات ونصف دولار، أما شريكه سعيد الخوري فبلغت ثورته قرابة سبعة مليارات دولار)، لم تغب فلسطين عن عينيه وفكره وقلبه. فبادر إلى مساعدة منظمة التحرير الفلسطينية، وبنى علاقات قوية مع ياسر عرفات، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني، ووسيطًا بين ياسر عرفات والحكومة اللبنانية في أحلك ساعات عاشتها المنظمة ومقاتليها. واتصل بالجهات السياسية الأمريكية لوقف الاجتياح الإسرائيلي، ولما لم يتم ذلك، عمل مع آخرين على تسهيل خروج قيادة المنظمة من لبنان إلى تونس في عام 1982.
العمل الخيري
مد حسيب صباغ يده بسخاء لدعم مؤسسات وجمعيات فلسطينية وعربية وعالمية تسعى من أجل خدمة الإنسان. وفلسطين أولاً، حيث وفر مساعدات لعدد كبير من مؤسسات الوطن والمخيمات، كما أنه ساعد مؤسسات لبنانية. وأسس “مركز التفاهم الإسلامي ـ المسيحي” للدراسات في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة.وأقام مؤسسة “ديانا تماري”(على اسم زوجته الراحلة) وخصص واحد بالمائة من أرباح شركته لهذه المؤسسة التي رعت مشاريع كثيرة، من أبرزها دعم المؤسسات الخيرية والثقافية والإجتماعية في فلسطين ولبنان على وجه الخصوص. وساهم حسيب صباغ بدعم مشروع الإسكان الكبير في بيت حنينا والذي بادرت إليه النيابة البطريركية للروم الكاثوليك في القدس بهدف توفير سكن لفلسطينيي القدس للحيلولة دون هجرتهم خارج الوطن. كما أنه ساهم في دعم مشروع مركز مكسيموس حكيم في عبرا ـ شرقي مدينة صيدا للخدمات الإجتماعية. وكان إلى جانب نشاطه الخاص في شركته وإدارتها عضوًا في عدد كبير من المؤسسات الإقتصادية والفلسطينية والجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية. ونال صباغ عددًا من الأوسمة تقديراً لدوره الإنساني والوطني الرائد. ووفر حسيب صباغ مئات المنح الدراسية للفلسطينيين واللبنانيين وساهم في بناء عدد من المؤسسات، ومنها على سبيل المثال: مركز حسيب الصباغ للتميز في تكنولوجيا المعلومات في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، مساكن لطلاب جامعة فلسطين التقنية في طولكرم (وتعرف بـ “خضوري”)، ومدرسة حسيب الصباغ في نابلس، ومستشفى حسيب الصباغ في رام الله وهو قيد الإنشاء عند مدخل رام الله، وقاعة حسيب الصباغ في الجامعة الأمريكية ببيروت، وغيرها كثير. وأشغل عددًا من المناصب الإدارية والشرفية، ومنها: نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعاون في جنيف، ورئيس مجلس إدارة صندوق الطلبة الفلسطينيين، وعضواً في البنك العربي، وجامعة هارفرد ومؤسسة الدراسات الفلسطينية.
العودة إلى حيفا والوفاة
العودة إلى حيفا رغم أمراض الشيخوخة التي أصابته، وفقدانه لزوجته وهي صغيرة السن، إلا أنه قرر زيارة حيفا بصفة شخصية، في 2000، حيث شارك في صلاة جناز السيد المسيح في كاتدرائية مار إلياس للروم الكاثوليك في حيفا، والتقى بالمطران بطرس معلم، رئيس أساقفة عكا السابق، في ديوان الكنيسة وعبر عن حبه لحيفا والجليل والوطن. وكأنه بهذه الزيارة يقفل دائرة عمره، ويفي بدين للمدينة التي احتضنته شابًا يافعًا طموحًا، ووفرت له مساحة كبيرة من تأسيس شركته التي ما تزال تعمل إلى يومنا هذا.
توفى حسيب في 12 يناير 2010 في بيروت، وتم تشييع جثمانه في كنيسة الروم الكاثوليك في بيروت بمأتم رسمي حضره عدد كبير من رجال الدولة في لبنان وعلى رأسهم رئيس الوزراء ووزراء ولفيف من رجال الدين، وحضر وفد من فلسطين برئاسة حنان عشراوي وممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، إضافة إلى عائلته وأصدقائه.
شارع باسم صباغ في لبنان
ولاحقاً افتُتحت في مدينة المينا، في شمال لبنان حديقةً أُطلق عليها اسم المعلّم حسيب الصباغ، وهو الذي وجد مع سعيد خوري في طرابلس الشام امتداداً للتراب الفلسطيني، وروحاً عربية تستشعر النكبة بمثل ما استشعرها أهلها. وقد أسّسا في طرابلس مشروعاً اقتصادياً سرعان ما تطور ليصبح أحد أهم المؤسّسات الإقتصادية في العالم.
وعنهما معاً يقول سلطان: “رغم هذا فلم يأخذ بهما النجاح ولا بهرجة الثروة، بل ظلّا وفيّين لأمهما الأرض، وسخّرا كل الإمكانيات لخدمة العمل الوطني الفلسطيني، وخدمة العروبة المنزّهة عن التمذهب والتعصّب والانغلاق”.
نال صباغ وخوري العديد من الأوسمة تقديراً لدورهما الإنساني والإجتماعي والوطني الرائد، أبرزها وسام الاستحقاق الفضي اللبناني ذي السعف سنة 2001، ووسام نجمة بيت لحم الفلسطيني سنة 2000 وغي
شهيرة النجار