شارك المقال

ما أن يهل مارس حتى ينشرح صدرى سعادة ليس لأن مولدى فى أول أيامه فقط، ولكن  لأنه يحمل مناسبات كثيرة جميعها يصب فى صالح المرأة: يوم المرأة المصرية، اليوم العالمى للمرأة، عيد الأم.. يوم المستهلك المصرى، بدايات عيد الربيع، جميع هذه المناسبات بطلها المرأة الأم والزوجة والأخت والابنة، لكن أتوقف عند مناسبة منها، ما أن يبدأ مارس حتى نسمع أغانى عيد الأم تذكر الجميع بهدية ست الحبايب، لكن أغنية..

«ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحى ودمى»، هذه الكلمات الخالدة التى نسمعها كل طلعة مارس حتى نهايته عن الأم وتحرك فينا مع كل مرة سماع مشاعر جديدة نابضة بالامتنان لتلك السيدة التى كرمها القرآن الكريم، ولكن أتوقف حول المهازل التى ظهرت وابتدعها مجتمعنا المصرى لتزداد سخافته عاما بعد عام، وتصبح عبئا على الجميع الغنى قبل الفقير وهى هدايا عيد الأم لمدرسات الأبناء بالمدرسة ولمديرة المدرسة إذا كانت الإدارة فى يد سيدة وللعاملات ولدادة الباص إذا كان الطفل يركب باص ولمدربات الطفل أو الطفلة بالنادى حتى لو المدربة فى أى لعبة آنسة ولم تتزوج بعد ولا تعرف معانى الأمومة، ووصل الأمر من مجرد لفتة ناعمة من ولى الأمر لمدرسة الفصل إلى فرض عين يجب فعله واشتراطات؟؟ هل يا سادة عيد الأم اسمه عيد المتعاملات مع الأولاد؟ هل المدرسة أو الدادة أو المدربة هى التى حملت الطفل فى بطنها تسعة أشهر وسهرت عليه الليالى، وبتطفح الدم وتحرم نفسها من أجل توفير احتياجاته أم أن المدرسات التى لا أصف بعضهن وإنما الكثيرات منهن ليس لديهن ضمير ولا يراعين الله هل تتهاون المدرسة فى سعر حصة درس تعطيها للطفل أو الطفلة مادامت  هى أمه؟!
يا وزير التعليم إذا كان هذا الأمر يعنيك أوقف هذه المهزلة، حدثتنى أم أنها فى مشكلة فراتبها «3000 جنيه» وعندها 10 مدرسات يعطين لأبنائها سواء بالمدرسة أو دروسا وعليها أن تشترى لهن هدايا عيد الأم والعام الماضى كانت قد اشترت لكل واحد من أبنائها زجاجة عطر بسيطة بمبلغ زهيد ليست ماركة فما كان من إحدى المدرسات  إلا أن ألقت الزجاجة فى وجه الطفل ووبخته أمام زملائه قائلة له: عشان تجيب حاجة تليق بمقامى بعد ذلك ودخل الطفل فى نوبة اكتئاب حادة هى دى المدرسة التى من المفترض أن يعطوها هدايا عيد الأم؟
الأم واحدة ولا يكرم سواها فلم يقل الرسول – صلى الله عليه وسلم: «مدرستك ومدربتك والدادة بتاعتك» ولكنه قال: «أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك»، حكاية ثانية لصديقة لى لديها اثنان من الأولاد فى مدرسة تتبع إحدى السفارات ومعروفة بالاسم، فى عيد الأم الماضى أحضرت للمدرسة والمساعدتين كل واحدة زجاجة عطر ماركة معروفة، لكن البرفانات مختلفة فما كان من المساعدتين إلا أن تشاجرتا لأنهما تريدان الماركة التى حصلت عليها المدرسة الأجنبية وغضبتا.. وعملوا إيه؟ بهدلوا طفلها الذى لم يتعد أربع سنوات، قلة أدب وحكايات فجة تنم عن أن أولياء الأمور غلابة بس يا فرعون إيش فرعنك، لكن نقول إيه فإذا تحدث ولى الأمر يوضع فى «البلاك ليست» معاملة سيئة لأولاده نتيجة انعدام الضمير ولعب فى درجات أعمال السنة وخلافه وأصبحت كل مدرسة تنتظر هذا الموسم الذى هو خراب على أولياء الأمور لتتباهى أمام زميلاتها الأخريات بما جمعته من الأولاد والبنات فى الفصول الأخرى التى تدرس فيها، لا نملك سوى الدعاء لله والابتهال له أن يسلط عليهم من لا يرحمهم، هؤلاء الذين كرهونا حتى فى تلك المناسبة المقدسة لقلوبنا عيد الأم.
الست دى مش أمى، إنها أى شىء إلا أمى ليه بتكرهونا فيكم! كرهتونا فى عيشتنا!

شهيرة النجار