اسمه « إمن إم حات » أي آمون في المقدمة ، واسم العرش هو «نى ماعت رع » أي عدالة رع ويحتمل أن تكون هذه التسمية قد حُرفت وأُخذ منها الاسم الذي أطلقه مؤرِّخو اليونان عليه وهو «لماريس».
يعتبر الملك امنمحات الثالث من أعظم ملوك الأسرة الـ ١٢ هو تحديدًا الملك الـ٦ منها ،وكان ابنًا للملك سنوسرت الثالث وشاركه في أواخر حكمه حيث عينه كوليًا للعهد لحوالي ٢٠ عامًا.
امتاز عصره بالهدوء والمشاريع العظيمة علي عكس ماامتاز به عصر والده «سنوسرت الثالث» حيث الحروب والغزوات وتوسيع في رقعة البلاد ،ويعتبر عصره بمثابة العصر الذهبي لما حققه من إنجازات خلال فترة حكمه التي امتدت لحوالي ٤٧ أو ٤٨ سنة والله اعلم
وجه الملك أعماله للإصلاحات الداخلية كالأعمال والمشروعات الزراعية وإرسال البعثات للمناجم والمحاجر والبناء
فـبدأ امنمحات الثالث بإرسال العديد من البعثات للمناجم والمحاجر في شبه جزيرة سيناء والصحراء الغربية والصحراء الشرقية، وتدل الوثائق أيضاً انه قد قام في وقت ما بحملة عظيمة إلى بلاد السودان وقد وجدت آثار له في «كرمة» عند الشلال الثالث
ومن أهم ما قام به هو إرسال إلى شبه جزيرة سيناء حوالي أربعة وعشرين بعثة للتعدين وقطع الأحجار وقد عثر فيها على نقوش تحمل اسمه ، وقدجاء نقشًا فيه افتتاح مكان للتعدين بنجاح ويقول: «في السنة الرابعة والأربعين من حكم ملك الوجهين القبلي والبحري «أمنمحات الثالث» محبوب «حتحور» سيدة الفيروز معطي الحياة مثل «رع»
وقد أرسل بعثات لأماكن مختلفة في مصر حسب حاجته إلى نوع الحجر اللازم لتشيد معابد للاله..فـ أرسل إلى محاجر الديوريت الصلبة وغيرها وأيضاً كان يستخرج أحسن نوع من الحجر الجيري الأبيض من محاجر طرة ووجد نقش باسمه يخبرنا علي بعثته في السنة الـ ٤٣ للحصول على الحجر الجيري الأبيض لمعبد الاله
وتعتبر مدينة الفيوم شاهدة علي أهم المشروعات الزراعية واهمها هو بناء سد لإنقاذ البلد من إنخفاض نهر النيل علي طريق الفيوم وكان على الجزء العلوي من جانبي السد تمثالان ضخمان للملك ولكن للأسف تمت سرقتهم ولم يبقَ منهما إلا بعض قطع محفوظة الآن بمتحف أشموليان بأكسفورد
بالإضافة إلي أنه أول من قام بتدوين مقاييس للنيل والدليل هو النقوش المدونة في صخور «سمنة» و«قمة» تسجل ارتفاعات النيل، والأعمال المائية العظيمة التي قام بها «أمنمحات الثالث» لتنظيم مياه النيل عند دخولها وخروجها في منخفض «الفيوم» كما وصفها
ومن أهم أعماله بناء هرمين الأول عند مدخل الفيوم، وأطلق عليه اسم «نفر أمنمحات»، فكأنه أراد بذلك أن يشرف على الخزان العظيم وقد بناه من طوب اللبن ركز معايا ثم كساه بالحجر الجيري وتم دفن ابنته ومحبوبته الأميرة نفرو بتاح علي عكس العادة ثم بني الآخر في دهشور بجانب هرم والده بالإضافة إلي معبده الذي كان يشبة قصر الملك مينوس ملك كريت وأطلق عليه العرب اسم قصر التيه لكثرة الممرات والمحاريب به وقد وصفه كُتاب الإغريق بلفظة «لبرنت» أو «لابيرنث»، ولكن لم يبق منه سوي أطلال..
وكان امنمحات الثالث بمثابة رجل يفرض على الشعب احترامه وتعظيمه لا بالقوة والعنف ، بل بما خلفه من عظيم الآثار الباقية التي أفادت البلاد خلال فترة حكمه، وخطت بها إلى الأمام لدرجة أنهم قد وحدوه مع أعظم الآلهة في عصرهم من حبهم الشديد له
شهيرة النجار