ولن يتفق الجميع على نفس الرأى وخاصة فى الأعمال الفنية، وطبعاً إن كان توعوى يهدف للنصيحة، يسلط الضوء على إنعدام الضمير و تدنى القيم التى نفقدها بمرور الزمن وإختلاف نظرة الناس للمبادئ والأخلاقيات لذلك قد يرى البعض المسلسل بايخ ولكن لتحليل اى عمل علينا ان نفكر فى كل جوانبه ولو تفكرنا قليلاً نجده من أقرب المسلسلات لواقع كثير من الأسر والشباب فى عصرنا.
يجسد الفنان يحيى الفخراني دور بهجت الجد الأرمل الذى يربى حفيده وحفيدته بعد وفاة إبنه وزوجته.
نرى الفارق الكبير بين الأزمنة وإختلاف الأجيال والأفكار وأنواع المشاكل التى يواجهها كل جيل.
نرى إختلاف وإرتفاع الأسعار الذى أثر على الجد الذى أحيل للمعاش من عمله المحترم كمهندس ووكيل وزارة ولا يكفيه معاشه لتلبية متطلباته ومتطلبات أحفاده التى إختلفت وإزدادت من جيل لجيل فيرغمه إحتياجه للماده للمشاركة المالية فى سنتر تعليمى للدروس الخصوصية، وكشك سجاير، الأمر الذى لا يتفق مع مكانتة ووضعه الإجتماعى وبالرغم من ذلك لا يجنى العائد الذى يكفيه بسبب تلاعب شركاؤه فى الأرباح والضرائب الكثيرة التى فاجأته.
ونرى إختلاف وتدنى القيم والمثل والمبادئ التى يتحدث عنها الجد فى الزمن الجميل فى حين لا يتنبه لتصرفات حفيدته التى وقعت فريسة لمحاولة إبتزاز لصورها التى تناقلها الشباب بالموبايل والتى يبدوا أنها لم تتعلم الدرس وعلى وشك الوقوع فى مشكلة أخرى ولا يتنبه لشعور وأفكار حفيده الفاشل دراسياً الذى وقع فريسة لإغراء تاجر مخدرات طمعا فى المال لتحقيق ذاته والذى على وشك هو الآخر فى الوقوع فى مشكلة.
ونرى إختلاف الأحوال المادية ونوعية الناس التى تحقق الأرباح السريعة مثل حنفى الشخصية التى تجنى أموالها بأى وسيلة حتى لو كانت من عرق الأطفال الذين يبيعون له البضائع فى الشوارع أو تاجر المخدرات الذى يضيع مستقبل الشباب، أو مدير السنتر التعليمى الذى لا يهتم بمصلحة الطلبة، أو راقصة الملهى الليلى التى تتقرب للشاب الذى يصغرها سنا.
نرى إختلاف وإهمال الشباب للتعليم والثقافة عندما يحاول الجد تقويم طلاب السنتر بالكلام، فينصحهم بنبذ الإساءة لبعضهم البعض أو التنمر الذى يضر زملائهم نفسيا، وان يحترموا الكبار ويقدروا ما يواجهه أهاليهم من ضغوطات مادية لتلبية متطلباتهم ومنها التعليم خوفاً على مستقبلهم والذى لا يهتمون به. وبالطبع لا يتقبل الطلاب النصح تماماً مثل حفيده ولا يلقى منهم سوى الرفض أو السخرية.
حتى إختلاف الذوق فى الموسيقى تجده فى المقارنة بين مدرسة الموسيقى التى تستمع لباخ وموزارت والجد وصديقته اللذان يستمعان لأم كلثوم وعنبة مطرب المهرجانات الذى يبحث- مثل باقى الشباب- عن فرصة لإثبات نفسه وكسب المال بالغناء.
قد يحمل المسلسل رسالة هادفة لكن إيقاعه بطئ وكثير من الشخصيات أبعادها غير مكتملة فلم نفهم خلفية كثير منهم وترابطهم ببعض، ولم نشعر بتصاعد للأحداث أو تطور للشخصيات بالرغم من إقتراب نهاية العمل.
المسلسل مأخوذ عن رواية لنفس الاسم للروائى السكندرى إبراهيم عبد المجيد .
و إخراج مجدى أبو عميرة مخرج ذئاب الجبل، أحلام لا تنام، يتربى في عزو، قلب امرأة، الفرار من الحب، أحلام عادية، محمود المصري، أين قلبي، الحقيقة والسراب، ملك روحي، جحا المصري، الضوء الشارد، التوأم، السيرة الهلالية، المال والبنون، قلب ميت، الرجل الاخر، الامام الطبري.
القصة مقدمة برؤية ومعالجة درامية للدكتور مدحت العدل وإنتاج جمال العدل.
ومن واقع أوراق الرواية الأصلية فبطل “عتبات البهجة” رجل مسن، يتأمل ما مضى من حياته، يحاور نفسه ويسأل صديق عمره: لماذا كلما اقتربت منَّا البهجة ابتعدت عنَّا؟ فيجيبه صديقه بأن الوقوف على عتبات البهجة خير من الدخول إلى البهجة نفسها؛ لأنك إن دخلت إليها قتلتك وأهلكتك.
ومن سخرية القدر، ان هذا ماحدث فى الواقع، فلقد شاركت المنتيرة الشابة نادين مطاوع فى صناعة المسلسل ووقفت على عتبات البهجة، ولكن لم يمهلها القدر لإستكمال متابعته حتى نهايته وتوفت بعد صراع مع المرض.
شهيرة النجار