السبت, يوليو 27, 2024
دفتر احوال مجتمع مصرأرشيف

بعد أن هجرها نجومها الإسكندرية صيفا.. بلا مسرح.. كيف؟

شارك المقال

قبل عشر سنوات، لم أكن أهتم بدخول المسارح أو وسائل الترفيه الفنية بالإسكندرية وقت الصيف رغم ما كان يتم عرضه ويغرى أى مهتم بمتابعته، فقد جاء على الإسكندرية الصيفية وقت كانت تعرض فيه على الأقل سبع مسرحيات، وعندما نطلق على موسم صيفى كلمة «مضروب» نقصد به أن عدد المسرحيات وأسماء نجومها أقل، فقد كان عادل إمام وسمير غانم وسيد زيان وميمى جمال وإسعاد يونس وقائمة طويلة كل منها يحمل اسم مسرحية تعرض فى الإسكندرية صيفاً، وتحت اسمه أسماء الشباب أو نجوم صف ثان وثالثة الآن هم ملء السمع والبصر، قبل الانتقال للموسم الشتوى بالقاهرة.

كان معروفًا أن مصطلح المسرح الخاص المقصود به مسرح عادل إمام وسمير غانم وغيرهما من الأسماء الرنانة ومسرح الدولة كان نجومه سميحة أيوب وسهير المرشدى ويحيى الفخرانى وأحيانًا المرحوم نور الشريف، يعنى إحنا بنتكلم عن أسماء شنة ورنة وكان وسط هؤلاء اسم مسرح من كان يدخله يوصم بالذوق البارد والتفاهة وانعدام «….» هو مسرح محمد نجم، كان دائمًا يأتى فى مكانه «….» يقدم الإسفاف والتفاهة وربما كان هو أحد العوامل التى وصمت مسرح القطاع الخاص بالإسفاف لتمر السنوات والأيام وتوصد المسارح بالإسكندرية أبوابها، فمثلاً مسرح العبد تم غلقه سنوات طويلة حتى تم هدمه ومسرح إسماعيل ياسين تم بيع أرضه لمقاول فى تسعينيات القرن الماضى بناه برجاً والطابق الأرضى فتح فيه دور عرض سينمائى درجة ثالثة وكباريه ومسرحاً أطلق عليه اسمه وعندما طالبه الجميع بإطلاق اسم إسماعيل ياسين عليه -ولا أنسى ذلك كان ذات مرة أمامى- رد «وهو إسماعيل يس أحسن منى فى إيه يعنى بفلوسى أضع اسم إسماعيل وأنا لا، المسرح باسمى…..» باختصار تلك الكلمات تعبر عن شخصية من اشتراه وسلوكه وتفكيره ومستواه الثقافى!

  • اغتيال الثقافة المسرحية

وبعد ذلك أصبحت المسارح التابعة للدولة منطفئة الأنوار لسنوات طويلة، مسارح محمد عبدالوهاب وبيرم التونسى وسيد درويش حتى المسارح التابعة للمدارس القومية الشهيرة التى تؤجر مسارحها مثل ليسيه الحرية وسان مارك، وظلت المطالبات سنوات طويلة بالاهتمام بها وإعادة فتحها بعد أن طالتها يد الإهمال وتم اغتيال الثقافة على يديها خاصة الثقافة المسرحية لتقوم الدولة، ولكن بعد أن بح صوت الجميع بتطوير مسرح بيرم التونسى ولكن ظل سنوات مرفوعاً عليه لافتة للتطوير وطوال السنوات الخمس أو الست لا مسرح ولا نور ثقافة بالمدينة التى امتدت أيادى الهدم الثقافى بها، ومع الوقت تم رفع لافتة أخرى للتطوير ظلت أعوامًا فى مسرح سيد درويش بعد أن قررت دار الأوبرا ضمه لها وجعله دار أوبرا وأيضًا ظل سنوات وفى هذه الأثناء كانت مكتبة الإسكندرية تفتح أبوابها بعد أن ظلت عشر سنوات يتم البناء فيها وامتلأت قاعاتها بالآداب والفنون والمؤتمرات لتجذب شرائح معينة من المجتمع السكندرى ورويدًا رويدًا بدأت مسارح الدولة تضىء أنوارها من جديد، ولكن يجب أن نضع تحت كلمة «ولكن» مائة خط حيث مسرح محمد عبدالوهاب بالأزاريطة الذى هو مسرح صيفى مكشوف لا يعمل إلا شهرى الصيف فقط ولكن بعد العاشرة مساء حيث ملاصق له مجموعة شوادر من غرار القائد إبراهيم التى تعمل تقريبًا يوميًا وفى الشتاء المسرح مغلق ، ناهيك عن أن المسرح سيئ للغاية يعنى لو دخلت الحمام تبقى بتعمل محاولة انتحار!

  • مسرح بيرم التونسى

أما مسرح بيرم التونسى الذى هو فى أرقى مكان بالمدينة وموقع استراتيجى على البحر فى الشاطبى وأمامه حديقة كبيرة جدًا وخلفه سان مارك وبجواره جامعة الإسكندرية فإن هذا المسرح الذى أنفق عليه الملايين بعد أن ظل سنوات مغلقًا فإن العروض التى تتم فيه لا تزيد على شهر ونصف hgain بالعام تقريبًا أى والله يا خسارة ما تم إنفاقه من ملايين عليه، أما مسرح سيد درويش أو الأوبرا وكذلك مكتبة الإسكندرية فإنهما اتبعا منذ سنوات صيفية قليلة برنامجًا راقيًا فى شهور الصيف بعمل عروض يومية لكل مطربى الأجيال من أهل الفن للشباب والكبار ولكن لا تقدم عروضًا مسرحية ولا تغازل أيضًا شرائح أخرى من الشباب والمجتمع، وأثمان تذاكرها ليست فى متناول الغالبية كذلك يوجد فيها التاتش المصرى الذى لابد منه فمثلاً فى عروض مكتبة الإسكندرية الصيفية التى تعرض فى الهواء الطلق لا يوجد أرقام للكراسى من الأول حتى الصف الثلاثين وتكون أسعار التذاكر فيها موحدة والشاطر اللى يلحق لنفسه ولأسرته أى كرسى، فلا تنظيم ولا يحزنون وهذه المشكلة موجودة كل عام فى عروض مكتبة الإسكندرية حتى العروض الشتوية التى يتم تأجير قاعة المؤتمرات لها، تنظيمها فى قمة السوء.

  • ملايين للتطوير

لنصل لصيف 2016 فى الإسكندرية عروض مكتبة الإسكندرية الغنائية وعروض الأوبرا الغنائية وعودة مسرح الأطفال التابع لوزارة الثقافة التى تؤجر ذلك المسرح لمدة سبع سنوات ويشرف عليه الفنان إيهاب لمعى مبروك، والحقيقة رغم الإمكانيات البسيطة جدًا فإنه يتم تقديم عروض أطفال راقية به، صحيح الديكور فى قمة السوء والكراسى أجارك الله والحمامات يا حفيظ والتكييف لا يعمل والقمامة والقطط فى كل مكان ولكنها مشكلة أصحاب المكان حتى إن الفنان إيهاب مبروك قال لى إن هناك موافقة من الوزارة لتطوير المكان وسيتم بعد شهر غلقه لتطويره بكام مليون وأنا شخصيًا خايفة الكام مليون تطير فى الهواء ويأتى المقاول يبلعها وتصبح كام ألف والباقى ينضرب كالعادة المصرية العتيقة، المسرح هذا العام قدم «رحلة نور» وحاليًا يعرض «بلية» لفادى خفاجى وراندا ومجموعة أطفال وبعد عشرة أيام سيعرض «شباب» فيسبوك» لمحمد الحلو وشيرين، الذى يثير الغضب حقيقة الأمر أنه بعد أسبوع يعنى آخر أسبوع من أغسطس سيتم فتح مسرح بيرم التونسى المغلق طوال الصيف ليعرض فيه مسرحية «حوش بديعة» لانتصار وسليمان عيد وأبوالليف، فاكرين بعدما الصيف راح وولى والمدارس فتحت أبوابها من جديد هذا الأسبوع تحديدًا بعض المدارس التابعة لقنصليات وسفارات فتحت أبوابها للعام الدراسى الجديد، وتظلون يا ظلمة طوال الصيف والمسرح مغلق، والله أنا كلما مررت به وهو منطفئ الأنوار أدعو عليكم من كل قلبى يا ناس حرام عليكم، أليست الملايين التى أنفقت عليه من دمنا، ينبغى إعادتها، حتى تحقق الأرباح المطلوبة من تقديم العروض، أم أن المال ليس مالكم ولا البلد بلدكم أين التخطيط أين أصلاً الشعب السكندرى ومعه كل إقليم غرب الدلتا من الخريطة الثقافية وبعد ذلك تلومون على المصريين أنهم جالسون على المقاهى والفيس وأشياء أخرى، أين العروض الليلية أين المدينة الكوزموبوليتانية من أذهانكم يا بتوع الثقافة تركتمونا صيدا ثمينا للفراغ ومسرح الأخ نجم الذى مازال يقدم بضاعته الرخيصة التى عفى عليها الزمن.

وهذه حكاية أخرى.

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×