والفيلم كان من إنتاجها
والوسط الفني تخلي عنها رغم مواقفها القوية معهم وساندت مخرجي أفلام الصحبة مع أحمد ذكي ونور الشريف
لم أكن أتوقع كل ردود الأفعال حول السطور البسيطة التي سطرتها عن الراحلة ماجدة الخطيب في ذكرى ميلادها حيث إنهالت المعلومات الجميلة من قبل عدد من السينمائيين وبعض من الذين عملوا معها قائلين أن ما كتب بسيطا عنها ماجدة الخطيب حالة فنية فريدة وصلت لقمة المجد الفني لدرجة أن السيناريوهات كانت تذهب لها أولاً والذي لا توافق عليه يذهب للأخريات في مرحلة أفلام الصحبة تلك المرحلة الذي ظهر فيها خيري بشارة وداود عبد السيد. وعاطف الطيب وبشير الديك. التي كانت تريد الخروج من التصوير في البلاتوهات والأماكن المغلقة إلى الشارع وكان من الداعمين لهذه الموجة من الفنانين نور الشريف الذي مثل سواق الأتوبيس مع عاطف الطيب والصعاليك مع داود عبد السيد وضربة شمس ،كذلك أحمد ذكي. وماجدة الخطيب وكسروا التقاليد العامة وأسسوا السينما الواقعية.
عشرات الأفلام
ماجدة الخطيب لم تكن ممثلة عادية بل كانت كتلة من الفن والثقافة وعشق الفن من أجل الفن وتمتعت بحس فني عالي راقي وساعدها في ذلك ملامحها الساحرة ذات العيون الواسعة والأنف ونحت الوجه والقوام وما من عمل قدمته إلا وكان له بصمة حتى لو كوميديًا مثل نصف ساعة جواز ، وخد عندك شيء في صدري وحكمت المحكمة زوجة لخمسة رجال ، ومن نظرة عين و الست الناظرة وحبيبي دائما ، وأفواه وأرانب وقنديل أم هاشم و شنطة حمزة والحب تحت المطر والأحضان الدافئة وبقايا عذراء. والكثير هذا غير المسلسلات التلفزيونية والإذاعية والمسرحيات بالعشرات.
أسست شركة إنتاج وجعلت أخويها أحمد وكامل معها إنتاج وإخراج
وأسست ماجدة الخطيب شركة إنتاج سينمائي وكان لها شقيقان أصغر منها هما السيناريست والمخرج أحمد الخطيب وكامل الخطيب الذي أوكلت له إدارة الإنتاج في شركتها وكانت تساعدهم منذ الصغر وأعطتهما الخبرة ادخلتهما الوسط الفني على صينية من ذهب ولما لا وهي النجمة اللامعة التي أنتجت بنفسها أعمالا هامة منها فيلم إمتثال بعدما برزت في أول بطوله أسندها لها حسن الإمام كما سبق واشرت في فيلم دلال المصرية ووضعها في مصاف النجوم الكبار وفتح باب المجد لها.
حكاية القبض عليها
وعن مرحلة سجنها المرة الأولي ١٩٨٢ عندما قتلت مواطن عن طريق الخطأ و قضت ثمانية أشهر في سجن الإحتياط حكم عليها بالسجن سنة مع الإيقاف
أما المرة الثانية فكانت ١٩٨٥ وهذه هي موضوع مقالنا اليوم
حدثني أحد العاملين معها حيث كانت تنتج فيلما إسمه ابن تحية عزوز من بطولتها مع مجدي وهبه وكان فيه دور آن واحد مدمن مخدرات وتم الأجتماع ماهي المواد الغير مضره التي يمكن أن يتعاطاها الممثل أمام الكاميرا فالدقيق مضر وكذلك السكر البودرة فلم يكن هناك شيء آمن للممثل إلا الأسبرين كنا نحضره ونطحنه بكعب الكوب الزجاجي حتي يتحول لبودرة وذات يوم أثناء التصوير. داهمت قوات الأمن البلاتوه وحرزت تلك المادة من الأسبرين على أنها هيروين وكانت وقتها ماجدة الخطيب في شقتها تصور مشهدا. وتم الذهاب للنيابة وتعطل العمل أسبوعا وكانت هذه كارثة لأنها كان مفروض بائعة الفيلم ولازم يتم تسليمه في الميعاد المحدد وكان من تأليف وإخراج شقيقها أحمد الخطيب ومدير الإنتاج شقيقها كامل. المهم خرجت على ذمة القضية وأستكملت المشاهد المتبقية وبعد ذلك صدر الحكم عليها بالسجن خمس سنوات.
هربت ماجده لقبرص وهناك لم تجد إقامة فسافرت للندن وهناك عاشت في فندق بسيط جدا للغاية بعد أن تخلى عنها تقريباً كل الوسط الفني ولم تجد أي دعم منهم وهذا حال الدنيا عندما يتم إتهام أحد في أنواع معينة من القضايا مثل الدعارة والمخدرات ساعتها يتقهقر الأحباء للخلف. رغم أن ماجدة كانت مشهود عنها الكرم يكاد يكون الحاتمي وفي الأفلام التي أنتجتها كانت بالبلدي بتدلع الناس اللي شغالة معاها سواءً بالفلوس أو الأكل علي عكس بعض النجمات اللائي كن ينتجن فعندما تكون الميزانية عندهم يتم إلغاء بنود كثيرة في الإنتاج او إستبدال مثلاً وجبات العاملين بأطعمة بسيطة. حيث روي مرة سمير صبري أنه كان بطلاً مع نجمة كبيرة وهي منتجة الفيلم روي أنها كانت تقلي الباذنجان وتحضره بالخبز ليكون وجبة كل العاملين في البلاتوه وأنها كانت تجد ضيق شديد في الإنفاق.
أمًا مع ماجدة الخطيب فكان الأمر مختلفاً تماماً كانت سخية جداً. كل هذا لم يشفع لها ولا مساعداتها المالية والمعنوية ومواقفها مع كثير من زملاء المهنية الكل تواري.
لكن لم يقف بجوارها سوى شخص واحد هو الذي بحث عنها في غربتها دون أن يعرفها قبلاً فمن هو وماذا فعل؟ في الحلقة التالية بإذن الله.
شهيرة النجار