فى عام 1995 كان المستشار إسماعيل الجوسقى محافظا للإسكندرية- هو الآن فى ذمة الله.
استصدر قرارا بإزالة جميع الكبائن والأندية والكافتيريات المبنية فى حرم الكورنيش، وشملت هذه الكبائن كبائن سان استفانو الشهيرة التى كان مكانها محل بلاج فندق الفورسيزونز الآن وكبائن ميامى والمندرة والعصافرة وقاعات الأفراح الشعبية فى كليوباترا وكامب شيزار والإبراهيمية وشملت نادى المعلمين بشاطئ رشدى ونادى ضباط الشرطة ولم ينج من هذه الإزالات التى أطلق عليها مذبحة الكورنيش سوى نادى المهندسين.
الذى كان يترأسه حتى وفاته قبل عامين الدكتور سعد الخوالقة الذى استخدم نفوذه وقتها عندما كان رئيسا للجنة المواصلات فى مجلس الشعب، وكان التعليل أن النادى لايحجب رؤية البحر، كما تم استثناء كازينو الشاطبى الشهير أمام مسرح بيرم التونسى بحجة أنه أثر، وكذلك كازينو السراية الذى قيل إن الملك فاروق كان يلعب فيه البوكر وقتها يعنى أثرى، وبالفعل حمل الجوسقى على عاتقه تحويل الكورنيش لوجه مائى أعاد الحياة للمدينة وقتها وكان قرارا جريئا رغم الانتقادات التى وجهت له.
وجاء اللواء عبدالسلام المحجوب من بعده ليكمل المسيرة فاستطاع أن يتواصل مع وزراء النقل والإسكان والخطة والموازنة وبتعضيد من سوزان مبارك وقتها بأن يتم عمل ميزانية تكلفت – حسب عام 2000 – «500» مليون جنيه لتوسعة الكورنيش والردم فى مياه البحر وعمل «10» حارات للسيارات وبناء كورنيش ولا أروع نقل الإسكندرية فى تلك السنوات لعاصمة السياحة فى العالم كله وأصبحت المدينة قبلة السياحة وعاد تصوير الأغنيات والأفلام بها من جديد، ومن وقت لآخر يتم التجديد لأرصفة الكورنيش وزاد من بريق الأمر بناء كوبرى استانلى الذى أصبح علامة سياحية لمصر كلها وجاءت ثورة يناير وتوالى محافظون عدة للمدينة بداية من اللواء عادل لبيب ومرورا بالدكتور أسامة الفولى وعصام سالم حتى حسن البرنس الإخوانى ليجيء عهد اللواء طارق المهدى لتستيقظ الإسكندرية آخر الصيف على قباب من اللون الأبيض حجبت الرؤية للبحر فى مناطق سيدى بشر أمام فندق المحروسة وفى مناطق كليوباترا والإبراهيمية ليتفاجأ السكندريون أنها كافتيريات لمؤجر واحد قام باستئجارها من محافظة الإسكندرية فى حرم الممشى الذى كان قد خصصه المحجوب لهواة المشى على الكورنيش مباشرة ومتنفسا لهم، وقام هذا المستأجر ببناء حمامات تصب صرفها فى البحر، الآن تلك الكافتيريات التى يدفع مؤجرها عن المكان الواحد كام ألف جنيه بالعام ويصرف فى البحر ويحجب رؤية البحر بأمر من محافظ الثغر آخذا حصة الناس فى الممشى العمومى والحجة زيادة موارد المحافظة؟! يعنى الدولة أيام الرخص تنفق ملايين لتوسعة الكورنيش وتجميله والمهدى يقوم الآن بتشويهه وإزالة معالمه وإعادة الأبنية من جديد بقرار حكومى!.
وهل لا يتحرك رئيس الوزراء إبراهيم محلب الذى شارك أيام كان رئيس المقاولون العرب فى توسعة وبناء هذا الكورنيش العظيم؟ هل سيتحرك لإيقاف هذه المهزلة، خاصة أنهم ينوون حاليا طرح باقى كورنيش المدينة ليكون بهذا الشكل، وهل المدينة فى حاجة لكافيهات؟ فكل طريق الكورنيش أصبح تقريبا كافيهات، وفى آخر ثلاث سنوات امتلأ عن آخره بالكافيهات أسفل العمائر يمين الكورنيش، يقوم المحافظ بيده يصدر قراراً لبناء كافيهات على يسار الطريق فى قلب المياه.
يرضى مين؟! هذه ليست مدينته بل مدينة مصر والعرب كلهم.. الإسكندرية يا خسارة ألم يكفه ما حدث فيها من عشوائية فترة حكمه من هدم لعشرات الفيلات الأثرية وبناء عمائر بأعلى من الارتفاعات بالعشرة طوابق جمعية رجال الأعمال بالمدينة والتى تضم جهابذة المال بالمدينة دعوه لندوة وشكوا له من أن مقاولاً بنى عمارة أمام مقر الجمعية بعد هدم فيلا فى أقل من ثلاثة أيام وارتفع بأعلى من المسموح عشرة طوابق فرد عليهم «يومين وستسمعوا خبر» حلو وحتى الآن اليومان لم يجيئا، هذه الواقعة البسيطة لأؤكد أن حتى أصحاب المال وذوى النفوذ لايستطيعون فعل شيء.
فقد تغيرت معالم المدينة تماما والإسكندرية الماريا، والتى كان ترابها زعفران أصبحت فقط فى الأغانى والأفلام والكتب والقصائد.
شهيرة النجار