شارك المقال

كنت أسير في الشارع متجهه ناحية أحد الأسواق وسط المدينة لشراء بعض الخضار
إذا بي أجد أمامي سيدة ستينية تسير في ثقة شديدة وتحمل علي ظهرها حقيبة معلقة فيها لافته مكتوب عليها
ماترميش علي الأرض


السيدة تستوقف المارة وتطالبهم بعدم إلقاء أي شيء علي الأرض
الناس تنفر وتمشي
بعضهم يستجيب ويسمع
وقفت فوقفت
اذا بها تدخل سوق كبير به طوائف من الصعب مخاطبتها بدأت تتكلم وتطالب الناس عدم القاء شيء علي الأرض البعض انزعج وهم كثيرون فهم معتادون حتي علي إلقاء أنفسهم في الأرض فما بال مخلفات القمامة ظللت أراقبها فهي تستحق الاهتمام
جذبتني بما تفعله

اقتربت منها وقلت لها لقد صورتك من الخلف بالافتة هل في ذلك حرج؟
قالت بالعكس إنتي بتنشري الفكرة معايا
أنا ماشية طول النهار في الشوارع بكلم الناس
وبقابلهم لازم نعمل حاجة؟
قلت لها حضرتك بتشتغلي في جمعية خيرية؟
قالت أبدا
انا دكتورة طبيبة كنت أعمل بوزارة الصحة وخرجت معاش وقررت أعمل الفكرة دي أتبرع بوقتي أنصح الناس
فيه ناس هتستجيب
وناس هترفض
لكن الأمل موجود
وأكيد غيري هيساعد علي نشر الفكرة دي
انا بعمل اللي أقدر عليه وأكون متبرعة بوقتي
شويا
جاء رجل مسن أسمر خفيف الظل يسلم عليها قال لها دكتورة أزيك أنا فلان قابلتك في فرح نوبي بشارع فؤاد


قالت له أهلا
سألها حضرتك نونبية؟
قالت لا
ولكن بحب الفلكور النوبي وأهل النوبة بشدة
محبين مترابطين
وبلاقي في التجمعات فرصة أن اكلمهم عن فكرة عدم القاء شيء علي الأرض
والناس دي أكثر ناس بتستجيب لي بسرعة بحبهم
دعاها لحضور زفاف ليلا في مكان في محطة مصر والح عليها بالحضور
وعدته بالقدوم


وانصرفت أنا
الدكتورة نهي فخر السيدات
هل هذا النموذج الفريد لا يستحق من السيد محافظ الإسكندرية الدعم
التكريم مثل فنانات تكرمن في العيد القومي لإسكندرية تعمل في صمت ، لاتريد شيء
تنشر فكر إيجابي جميل لم نجده منذ سنين طويلة جدا؟

الا تستحق الدعم من وزارة البيئة ؟
من وزارة بل وزارت مصر كلها؟
المجلس القومي للمرأة ؟
من الإعلام المصري كله وتكون فكرتها نواة لحملة واسعة؟

فخر السيدات
فيها حاجات حلوة لوجه الله والبلد

شهيرة النجار