قال الإمام العارف بالله سيدي يوسف النبهاني (( قدس الله سره ))، قد زارني في منزلي في بيروت في منتصف شهر شوال سنة 1321 هـ الرجل الصالح محمد وحيد أفندي الصابوني الحلبي، وحكى لي عن نفسه حكاية نافعة، فكتبتُها عنه بالحال، وهي قوله: رأيتُ وأنا في حلب منذ أكثر من عشر سنين في بعض الكتب حديثاً: من قال: جزى الله عنا سيدنا محمداً بما هو أهله، أتعب سبعين كاتباً ألف صباح. فشككتُ في صحة هذا الحديث لكثرة الثواب وقلة العمل، ونمتُ تلك الليلة على نية أن أسأل عنه العلماء في غدها، فرأيتُ في منامي النبي ﷺ جالساً على ركبتيه الشريفتين، معمماً بعمامة بيضاء، لابساً جبة سوداء، فقلتُ له: يا رسول الله ﷺ ! هل أنت قلتَ هذا الحديث ؟ وذكرته بلفظه، فوضع يدَه على صدره الشريف ﷺ، وقال ﷺ: نعم، أنا قلتُه.
انتهى ما أخبرني به، والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين
هذا الحديث رواه الطبراني في “المعجم الأوسط” (235) ، وفي “المعجم الكبير” (11509) ، وأبو نعيم في “الحلية” (3/206) ، وإسماعيل الأصبهاني في “الترغيب والترهيب” (2/331) ، والخلعي في “الفوائد المنتقاة” (2/153) ، والخطيب في “تاريخه” (9/295) كلهم من طريق هَانِئ بْن الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: عن مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا مُحَمَّدًا بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، أَتْعَبَ سَبْعِينَ كَاتِبًا أَلْفَ صَبَاحٍ ) .
شهيرة النجار