حواران مع أقدم محافظ وأقدم وزير فى حكم الراحل حسنى مبارك المستشار عدلى حسين والفنان فاروق حسنى
لماذا لم تذهب للعزاء؟
الحقيقة لم أر السيدة جيهان السادات ولا أولاد عبدالناصر فى الجنازة
طلبت الرئيس الراحل قبل وفاته بيوم لأطمئن فردَّ سكرتيره الخاص أن صوته منخفض ولا يستطيع الرد
لم أذهب لحظة الوفاة حتى لا أرى السيدة سوزان وهى فى لحظة الانهيار وأعطيها حقها من خصوصية الحزن
فى قاعة انتظار الجثمان التقى كل المتخاصمين على حزنه بصدق
اسمحوا لي أن أوجل فى هذا العدد استكمال الحلقة الثامنة من مصر فى 20 سنة حول استكمال مذكرات نادية لطفي على أن نستكملها العدد القادم بإذن الله تعالي واستكمال باقي تاريخ مصر فى 20 سنة حتى نتحدث ونلقي الضوء علي أسرار وحكايات في عرف الصحافة “أكتوالتي” حول وفاة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك وأبدأ بسم الله الرحمن الرحيم.
- أجلت المعرض قبل الإعلان رسمياً عن الوفاة لمعرفتى بميعاد الجنازة
كان الوزير الأسبق للثقافة الفنان فاروق حسنى قد دعا لمعرضه منذ أسابيع وكان محدداً له يوم الأربعاء الماضى يوم دفن فيه الرئيس الأسبق مبارك، وفجأة باكر الثلاثاء الماضي وقبل أن يتأكد الجميع من خروج بيان رسمى بوفاة الراحل مبارك وقبل أن تنعى رئاسة الجمهورية الفقيد وتعلن أنه سيكون له جنازة عسكرية قبل كل هذا أرسل الفنان فاروق حسنى عبر الواتس آب رسالة جاء بها أنه أجّل معرضه حتى إشعار آخر نظراً لوفاة الرئيس الأسبق حسنى مبارك والحقيقة أن هذا الأمر من شخص فاروق حسنى قبل أن تظهر موجة الحزن والتعاطف وقبل أن يتحول الأمر أحياناً لكثير من المبالغة للدخول فى الكادر إن دل على شىء فإنه دل على إنسانية هذا الرجل الوفى وتأكدت وقتها أن المشاعر والعلاقات الإنسانية المتبادلة بين آل مبارك وفاروق حسنى لم تكن من فراغ فالزيف لا يستمر طويلاً وقناع المحبة المغموس بالمصلحة قصير أما مشاعر الحب الصادقة النبيلة فهى الباقية وهذا ما تجلى فى موقف فاروق حسنى الإنسان وكنت على يقين أن فاروق حسنى سيكون أول الذاهبين لبيت مبارك والجنازة والعزاء ولكن ماذا حدث؟
- عندما اعتذر لى سكرتيره الخاص تيقنت أن الميعاد أتى
تصلت بالفنان فاروق حسنى حتى أعرف منه كواليس الأمور فى شأن الوفاة والعزاء فقال إنه كان قبل الوفاة بيوم كان قد اتصل بالرئيس الراحل فرد عليه سكرتيره الخاص يعتذر عن عدم الحديث مع الرئيس السابق لأن صوته ضعيف ويكاد لا يخرج منه فسأله هى الحالة إيه بالضبط؟ فرد: أنه يفيق ويدخل مرة أخرى فى الغيبوبة ساعتها انقبض قلبى وأيقنت أن النهاية قربت خاصة أن سيادته كان بمجرد اتصالى للاطمئنان عليه يرد علىَّ ونتبادل أطراف الكلام ولما سألته عن السيدة سوزان، قال إنها ليست بجواره الآن أغلقت الهاتف تم اتصلت بصديق مقرب فعرفت أن السيدة سوزان دخلت فى نوبة بكاء حادة نظراً لدخول رفيق دربها فى الغيبوبة ولا ترد على أحد فقررت أن أحترم مشاعرها ولا أقحم نفسى وسط تلك الحالة النفسية السيئة خاصة أن أولاده السيدين علاء وجمال مبارك ظلا طوال الليل ملازمين للمستشفى ولم يغادرا كالعادة بالتناوب مع بعضهما، ويستطرد الوزير السابق: فى الصباح أبلغنى أحد المقربين باكراً جداً بنبأ الوفاة قبل أن يتم الإعلان رسمياً، وعلمت أن الجنازة ستكون الأربعاء وأنه تم التأجيل لإعلان الوفاة وتأكيدها حتى يتم أخذ الترتيبات اللازمة لحظتها قمت بتعليق موعد المعرض الذى كان سيتزامن مع يوم الجنازة وهذا هو الاعتبار الأول، ثانياً ليس من المعقول أن أقدم على هذا التصرف لأنه غير إنسانى «مش هيكسبنى» ولا بعيش منه يا إما يتعمل فى وقته يا إما بلاش واحتراماً للرجل ولتاريخى معه ومع الأسرة وإنسانياته والعشرة بيننا 23 عاماً كان فيها كل صدق وأمانة من كلا الطرفين أجلته ولكن ميعاده حددته الثلاثاء الجارى.
- تركت لسوزان هانم حقها فى خصوصية الحزن
وسألته هل ذهبت سيادتك لحظة الوفاة إليهم بالمستشفى أو بيتهم؟ فأجاب: لا لأنى لم أرد أن أرى السيدة سوزان لحظة الانهيار وأعطيها كامل الخصوصية فى التعبير عن مشاعرها والحقيقة أنا كنت منهاراً ولم أبك منذ وفاة والدى مثلما بكيت عليه، وذهبت يوم الجنازة ولما سألته هل أبلغت أنك ستذهب للجنازة أم أن الأمر كان طبيعياً، فأجاب: أنه ذهب من تلقاء نفسه ولم يمنعه أحد ربما كان فيه بعض الاحتياطات الأمنية لكن لم يمنعني أحد، ويروى فاروق حسنى شعوره عندما دخل قاعة الانتظار حتى وصول الجثمان فقد وجد كل الشخصيات التى يعرفها والتى لا يعرفها من وزراء سابقين وحاليين ورجال أعمال وشخصيات عامة من كل الأطياف وكل الضغائن التى كانت بين الناس وبعضها لم يكن لها مكان وحالة حزن حقيقية شديدة أحاطت بالمكان وبكاء بعض الرجال الشداد وألسنة الترحم والدعاء بصدق تملأ القاعة بنوع من السكينة لأن الحزن الحقيقى بيبان حتى كانت سلاماتنا لبعضنا البعض والأحضان هى فى حقيقية الأمر طبطبة من كل واحد منا للآخر وتعزية له ومن شدة السلامات أصبت وأنهكت وأخذت عدوى أصابت الأحبال الصوتية جعلتنى لم أستطع الذهاب للعزاء وأخذ كمية من الأدوية الطبيعية حتى أسترد صوتى الذى راح منذ يوم الجنازة يعنى لو كنتى تكلمتى معى منذ 5 أيام ما كنت أستطيع أن أرد عليك وأنا الآن أحاول أن أسترد صوتى لأن المعرض غداً لكن أنا حزين لعدم قدرتى على الذهاب للعزاء.
- هل ذهبت جيهان السادات وأولادها وأولاد عبدالناصر للجنازة والعزاء؟
سألت الوزير الأسبق هل رأى السيدة جيهان السادات أو أحداً من بناتها أو جمال ابنها أو أحداً من أسرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر هدى أو منى أو عبدالحكيم؟ فرد: الحقيقة لم أر أحداً منهم بالجنازة وبرد دبلوماسى: قال جائز يكونوا قد حضروا الجنازة وأنا لم أرهم من شدة الزحام ولأنى لم أذهب للعزاء فلا أعرف هل ذهبوا للعزاء أم لا، لكن الحقيقة أنا ما تابعتش هذه النقطة تحديداً ربما لحالة الحزن التى أمر بها وحالتى الصحية نتيجة العدوى التى استقرت فى أحبالى الصوتية لكن طبعاً معكى كامل الحق والفضول الصحفى والإنسانى أيضاً للسؤال لأنه أمر مهم لكن أسجل كامل تقديرى واحترامى لشخص وإنسانية سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كفى ووفى مع بطل الضربة الجوية لحرب أكتوبر وأحد أبطالها أولاً ورئيس دولة عظيمة لمصر سابقاً هؤلاء هم أبناء المؤسسة العسكرية المصرية وعظيم إجلالى لأبناء القوات المسلحة الباسلة الذين جعلوا من مشهد جنازته فخراً فى ذاكرة الأمة المصرية وأعطى رسالة بتحضر وتأصل هذا الشعب العظيم، ولقد هابنى مشهد هبوط الطائرة العسكرية وهى تنزل ويخرج الجثمان منها لم أتمالك نفسى من البكاء وازداد أكثر من لحظة حمل ابناه علاء وجمال مبارك للنعش شىء لن يخرج من ذاكرتى ماحييت، أكرر الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى ابن الأرض الطيبة العريقة، فلا تتصورى حضرتك موضوع الجنازة العسكرية وتكريم الراحل ونقل تليفزيون الدولة الرسمى لمراسمها وتخصيص اليوم كاملاً عنه وإعلان الحداد ثلاثة أيام دا عامل إيه فى مشاعر الإخوة العرب ناس بتكلمنى تحسدنى على قيمنا…. صدق فاروق الفنان فى وصفه فنحن فعلاً غير.
شهيرة النجار