المسجد النبوي كان يضم بيت النبي صلى الله عليه وسلم
لكل زوجة من زوجاته صلى الله عليه وسلم حجرة [[ يعني غرفة صغيرة ]]
وكانت الحجرات مبنيه مثل المسجد من لبن التراب
سقفها ورق النخيل
على أبوابها المسوح [[ يعني جلد الأنعام الذي عليه الشعر ]] هذا بيت النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يبني حجرة أخرى [[ أي غرفة ]]
إلا إذا تزوج من زوجة جديدة فكلما جاءت زوجة إتخذ لها حجرة إلى جوار هذه الحجرة
حتى إكتملت حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى {{ ٩ حجرات }}
وبعد أن رحل النبي صلى الله عليه وسلم .. بقيت حجرات أزواج النبي
فكلما توفيت زوجة من أمهات المؤمنين أغلقت حجرتها وبقيت حتى فرغت الحجرات كلها إلى أيام حكم الأمويين
وكان أمير المدينة {{ عمر بن عبد العزيز }}
فبعث إليه الخليفة الأموي أن يضم حجرات أزواج النبي إلى المسجد من أجل التوسعة
وكان في ذلك الوقت إمام المسجد النبوي وكبير التابعين {{ سعيد بن المسيب }}
فلما عزم عمر على ذلك خشي ردة الفعل عند أهل المدينة .. فلما شاورهم بالأمر
قال له إبن المسيب [[ سعيد بن المسيب من كبار التابعين كسعيد بن الجبير وهذان التابعان لا يقبل الحديث مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من خلالهما فإن قالا قال رسول الله أعتبر الحديث صحيحاً ولا يعتبر من المراسيل الضعيفة ]]
فقال إبن المسيب :_ لا والله لا نراه فعل حسن ولا يبغى به وجه الله
أما أنت يا عمر بن العزيز
نحن لا نشك بتقواك ، ولكن الويل لمن أمرك بهذا
لأنه أراد أن يضيع معالم منهج السنة حتى لا يأخذ عليه ترفه الذي هو فيه
لماذا اعترض سعيد بن المسيب ؟؟
لأن بني أمية في الشام ، أصبحوا يقلدوا كسرى وقيصر ويبنوا قصور للترف
فكان الناس لما يزورا المدينة
ويشاهدوا حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هنا يقارنوا بين قصور بني أمية وبيت النبوة
ينصدموا
والحجرات كما يصفها الحسن البصري [[ الحسن البصري رضيع أم سلمة أم المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وسلم .. كانت أمه خادمة عند أم سلمة ترسلها أم سلمة تحضر لها حاجة .. وأم سلمة إمرأة كبيرة ليس عندها ولد فيبقى الحسن البصري الرضيع عند أم سلمة يبكي فتعطيه ثديها لتسكته فيجري الحليب في ثديها فيرضع الحسن فسمي الحسن البصري رضيع بيت النبوة ]]
يقول الحسن البصري :_ قبل أن أناهز الحلم وأنا صبي مراهق كنت أدخل حجرات أزواج النبي
فأنال أعلاها بيدي [[صبي يرفع يده في غرف أزواج النبي تصل يده للسقف تخيلوا كيف كان بيته صلى الله عليه وسلم ]]
يقول :_ وكان بعضها من لبن الطين وبعضها من الحجارة يعني حجر فوق حجر
من أراد أن ينظر إلى داخلها من الخارج من بين فراغات الحجارة نظر
ومن أراد أن ينظر من داخلها إلى الخارج نظر
لم يكن لها أبواب تغلق
ولم يكن فيها بلاط ولا أساس
حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل في حجرة عائشة
و تكون عائشة رضي الله عنه نائمة ومن ضيق الحجرة
تقول عائشة
كنت أنام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
ورجلاي في قبلته [[ يعني في مكان سجوده صلى الله عليه وسلم من ضيق الحجرة ]]
فإذا سجد غمزني [[ اي لامسها بأصبعه ]]
فقبضت رجلي [[ يعني سحبتهم ]]
فإذا قام بسطتهما
والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح
ومن هذا الحديث اخذ بعض العلماء أدلتهم ، الذين قالوا
لمس الرجل زوجته لا يبطل الوضوء ، واخذوا احكام كثيرة
ليس موضوعنا ولكن الشيء بالشيء يذكر
فكان الحجيج أو المعتمرين إذا جاؤوا إلى المدينة
وقالوا :_ أين بيوت النبي صلى الله عليه وسلم
قالوا لهم :ها هي فينظرون إلى الحجرات ، ويندهشوا ؟!!!! ويقارنوها في بلادهم لا تصلح أن يناموا فيها ليلة {{ يا حبيبي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم }} فيقولون : سبحان الله أفي هذه قضى النبي عمره هو وأزواجه ؟!
فيقولون لهم أهل المدينة :_ نعم ..
صلى الله عليه وسلم
كان في يده مفاتيح كنوز الأرض ولكنه إختار حياة التقشف
فقال إبن المسيب :_ ليتها تبقى لتكون موعظة لكل المسلمين من بعده
ولكن قرارات السلاطين لا أحد يستطيع معارضتها
وهدمت حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وضمت إلى المسجد
حجرات أزواج النبي درس للذين لا يقتنعون ولا يرضيهم شيء
هذا بيت نبيكم صلى الله عليه وسلم
فلو كنت تعيش بالايجار ولا تملك منزل فلا تتحسر الأرزاق بيد الله
ولك في رسول الله أسوة حسنة ، حتى انه دخل يوماً على عائشة رضي الله عنها فوجدها تضع الطين على الشقوق [[ كأي زوجة تهتم في منزلها وتزينه ]]
قال :_ ما هذا يا عائشة ؟!!
قالت :_ اضع الطين بين الشقوق
قال يا عائشة {{ مالي وللدنيا إنما مثلي ومثلُ الدُّنيا كراكبٍ استظلَّ تحت شجرةٍ ثم راحَ وتركها}}
حبيبي يا رسول الله
هذه حقيقة الدنيا ، ليتنا نفهم
صلى الله عليه وسلم
شهيرة النجار