السبت, يوليو 27, 2024
سير ذاتية

رؤوف توفيق السيرة الإنسانية(١)

شارك المقال

كل يوم يرحل قطعة من أعمارنا حاملة معها ذكري وألم وفراق
كل يوم نجد من احبتنا ورفاق الدنيا من تسقط ورقته
كل يوم أمشي في جنازة أو اعزي نفسي قبل أسرة متوفي من الأحبة

بالأمس رحل أستاذي وأستاذ كل جيلي
أسر القلوب بالمحبة والخلق والعلم
الأستاذ رؤوف توفيق

ربما لا يعرفه الجيل الحالي ولكن علي المستوي المهني كصحفي هو أستاذ من أساتذة المهنة من الطراز الأول الفريد
وعلي المستوي الإنساني هو كل الإنسانية مجتمعة في شخصه

صدفة غيرت الحياة

تعرفت عليه مصادفةً أثناء حضور حفل عشاء أقامه الراحل محمود السعدني في النادي النهري للصحفيين وكان العشاء بمناسبة تأييد لأحد المرشحين في انتخابات نقابة الصحفيين
كنت للتو متخرجة من الجامعة وذاهبة للقاهرة لعمل اختبار في مبني ماسبيرو لاختبار المذيعات
اصطحبني الأساتذة رحمة الله عليهم عبد الفتاح رزق
وعبد العال الحمامصي وعصام الجمل باعتبارهم صحفيون كبار قبل ان يكونوا أدباء وأنا كنت للتو منضمة لاتحاد الكتاب المصري قبل أن يتحول لنقابة
اصطحبوني لنادي الصحفيين لمشاهدة كوكبة عظماء مصر من الكتاب والصحفيين الذين اسمع عنهم وأشاهدهم ضيوفا في برامج التلفزيون

وهناك عرّفني الأساتذة بالأستاذ رؤوف توفيق الذي كان متوليا رئاسة مجلة صباح الخير جديداً
سألني أنتي هتعملي اي في القاهرة؟
قلت تيست للتلفزيون
قال هتطحني لوحدك هنا القاهرة لا ترحم
وبعدين أنتي عندك ملكة الكتابة وأنا ليس عندي حد يغطي إسكندرية تعالي عندنا في صباح وهندربك لما كان لسه فيه مهنة وتدريب
وقد كان وبدون واسطة زي زمان ولا يحزنون
حول دفة حياتي في ثانية
وظل عاماً كاملاً يجعلني أذهب وأعود من الإسكندرية للقاهرة
حتي أثمرت
ومرت الأيام وحارب لكل دفعتي حتي يتم تعينهم بالمؤسسة حيث ظلت روزاليوسف 10 أعوام لا تعين صحفياً
حارب ودفع بكل دفعتي للصفوف الأولي

أعطاني الفرصة لأكتب في كافة المجالات فن
مجتمع
سياسة
كان البعض داخل المجلة يعترض وهو كان يقول سيبوا شهيرة ماتتخصصش في حاجة واحدة البنت تقدر تلم كل دا
كانت نظرته لي هي من صنعت مني الكشكول من كافة المناحي بل كانت المجلة لا تخلو كل أسبوع من موضوعين لي وكان هذا يعد جور علي مساحات اخرين
كان يقول البنت شغلها حلو اعطاني الثقة في نفسي مما جعلني أدير العمل كالبوصلة أعرف مواقيت المناسبات في عيد الأم أكتب اي؟مختلف
في الصيف أعمل شغل إزاي محدش اشتغل فيه قبلي
ابحث من موجود مهم أقيم معه حوار
أشوف حادثة غريبة مثيرة واكتبها بطريقة قصصية وهذه تحديداً أبدعت فيها لدرجة اني كتبت أكثر من 50 حادثة غريبة جداً
كان يقول لي من كتر ما الموضوع غريب أنا مش مصدقه لولا رقم القضية
بل زاد تشجعيه لي واعطاني بابا أسبوعياً تحت عنوان صباح الخير يا إسكندرية أكتب فيه كل الأخبار مجمعة في سطر بجانب التحقيقات
وكان ذلك أحد الأشياء بل هو الذي جعل الصحف اليومية في مصر تنشيء بعدي باب باسم صباح الخير ياً إسكندرية

كلم لي سهير الاتربي يا أستاذ رؤوف

وظل حلم المذيعة يراودني
ذات يوم علمت ان رئيسة التلفزيون سهير الاتربي رحمها الله تعقد لقاءات لمذيعات جدد
دخلت عليه وطلبت ان يتوسط لي عندها
كان رده واسطة ليه انتي بقيتي اشطر من اي حد رده كان كفيلاً لو حتي لم يتكلم لي كافي بإرضائي نفسياً. جبر خواطر وعدم بخس الشخص إللي أمامك حاجة مش موجوده إلا نادر قوي
البني آدم يحب يسمع المدح من أساتذته دي غير
رفع السماعة وكلمها أمامي لم يقل هبقي اكلمها وبالمناسبة كان بيعمل دا مع كل زملائي منهم مثلاً عاطف كامل كان معنا وأرسله للتلفزيون
كنت مذهولة كلم سهير الاتربي كدا بسهولة
مكالمة بين صديق وصديقة
رحبت وطلبت منه ان يرسلني لها
ذهبت وعمل الاختبار
وانتظرت شهرا
عدت له كلمها فين النتيجة ياست سهير؟
ردت والله يا رؤوف كنت هاخدها لكن في آخر لحظة صفوت بيه تقصد وزير الإعلام صفوت الشريف ،طلب استبدال الاسم بواحدة معرفة جايا من قطر سامحني
عموما مع أول دفعة أخري سآخذها
كان حلم الالتحاق لماسبيرو منية كل فتاة وقتها
نظر لي وقال أنا مرتاح أنا عملت لك اللي أنتي طلبتيه لكن سعيد أنك لم تلتحقي بالتلفزيون
الصحافة والكتابة ملعبك
وربما كان ذلك الموقف من سهير الاتربي التي قابلتها وطلبت مني يومها ان أقص شعري ليكون أول مرة يتحول شعري من ذيل الحصان للكاريبه حتي وقتنا هذا
منذ ذلك اللقاء وأنا دخلت في تحد مع نفسي ان أتفوق في مهنتي وأن اصنع لنفسي خطا واسما وسط كلّ هؤلاء من الإعلاميين بمصر والذي من الصعوبة في عز مجد المهنة والاحتكار أن اصنعه

لتمر الدنيا ويأتيني ماسبيرو وأنا أهرب منه
هكذا الدنيا ما تحبه لا يأتي وقتها وإذا جاء لك بعد الأوان يفقد بريقه
فقدت الرغبة أن اعمل مذيعة

وتذكرت نصيحة أستاذي الراحل قدس الله روحه رووف توفيق
بالتركيز علي الصحافة

لم يكن رئيسا للتحرير بل كان أبا لي ولكل دفعتي
كان يفخر بنا ويفخر إذا نجح أحد منا خارج أسوار المجلة ليس مثل البعض الذي يغار أو يقف أمام جيل صاعد
كان هادئاً دمث الخلق
قليل الكلام
تشعر انه من عالم آخر
تفوق في مهنته عشق التفاصيل الإنسانية في كتاباته
وكان مهموماً بالناس
بالإنسان
ولعل ذلك بدا في الأفلام القليلة التي كتبها ولكن علامات في تاريخ السينما العربية
زوجة رجل مهم
مستر كاراتيه
ومسلسلات كثيرة أذكر منها مسلسل ناقش قضية العنوسة في مصر اسمه الآنسة جسدته الراحلة سناء جميل

ناقش العديد من القضايا في أعماله الفنية التي حققت نجاحًا كبيرًا، بعدما عُرضت على الساحة الفنية، وشارك فيها عدد من الفنانين الذين تألقوا بالسيناريو والحوار والأداء، وأبرزهم الفنان أحمد زكي، فاروق الفيشاوي، سمية الألفي، ليلى علوي، وغيرهم من الفنانين، حتى عزف عن كتابة السيناريو في 2007، أي منذ 16 عامًا، وكان مسلسل «حمد الله على السلامة» آخر أعماله الفنية.

سر العجوز الذي قبل توفيق يده أمامنا

كان منحازا لإنسان
تعلمنا بل أنا تعلمت منه توقير الكبير
لا انسي مشهداً له وهو يسند شيخاً كبيراً ويقبل يده ورأسه خارجا من مكتبه ويوصله للايسانسير
سآلت ليلي الجميلة القلب والروح السكرتيرة يومها مين دا يا ليلي اللي الأستاذ رؤوف شخصياً يوصله لباب الايسانسير بتاعه
ملحوظة كان لرؤساء التحرير ومسؤولي المؤسسة ايسانسير خاص غيرنا
ردت ليلي دا الأستاذ كامل زهيري أحّد عمالقة صباح الخير زمان
بعد أن أوصله أستاذنا رؤوف توفيق حتي خارج المجلة وعاد
قلت له أستاذ رؤوف واضح ان الشخصية دي لها دور مع حضرتك حتي تقبل يده
فرد
يعني لازم يكون لها دور حتي أقبل يده دا أستاذنا وأكبر مننا ولازم نحترم الكبير

تمر الأيام والدنيا وأقابل أستاذي الراحل في دورة مهرجان الإسكندرية بعد أعوام طويلة اعتقد 2006 وهرولت عليه أقبل يده ورأسه
امتناناً لذلك الإنسان الذي زرع فينا كل شيء نبيل
كل دفعتي ومن قبلهم ومن عاشره يقابلونه مقبلين راسه
له علينا جميعاً خير وفضل
جعله الله في ميزان حسناته
هو السيرة العطرة بحق
لم يكن يوماً مشغولاً بنجاحات غيره ولا ناقما ولا حاقدا
كان مشغولاً بمن حوله كيف يساعدهم
لم تكن المادة والمال اهتماماً له
كان القلم والكتابة هي كل شغله الشاغل
عندما تركّ رئاسة صباح الخير شعرت يومها باليتم الحقيقي

الصحفية المريضة مطلقة المنتج الشهير ومواقفه معها

من مواقفه الإنسانية التي شاهدتها كنت يوماً عاملة موضوع جميل عن حاجة في إسكندرية اعتقد عايدة الممرضة في التغطيات ومعروف ان دا مصدري في الشغل أيام أخلاقيات المهنة محدش يدخل علي شغل زميله إلا بأمر رئيس التحرير
في اليوم دا لقيت زميلة أكبر مني بدفعات منشور لها موضوع عن عايدة
دخلت علي الأستاذ رؤوف معاتبة فقال معلهش هو نفس موضوعك بس هي لها سنين لم تكتب. بسبب انها مريضة وحبت تكتب في الموضوع دا
لم يمر أسابيع حتي توفيت تلك الزميلة بالمرض اللعين كان مطلقة منتج شهير
فيه إنسانيه كدا
هكذا كانت تعاملات. وحسابات رؤوف توفيق

هو ومفيد فوزي

مثلاً عندما تولي رئاسة صباح الخير مفترض يقيم في حجرة رئيس التحرير وقتها كان الرئيس السابق هو الأستاذ مفيد فوزي
والذي كان حزيناً وطلب ان يظل بمكتبه
وقتها لم يغضب رؤوف توفيق ويصر أن يجلس علي ذات الكرسي بل ترك الحجرة والمكتب وعم حسين للأستاذ مفيد فوزي والذي ظل مكانه حتي وفاته مكتب مفيد فوزي
واعتمد توفيق لنفسه مكاناً آخر بكل حب وبلا غضاضة

بين عادل حمودة وعبد المنعم وقف وحماني

كان مدافعاً حامياً لي من مؤامرات البعض عندما كنت أكتب مع الأستاذ العظيم عادل حمودة بصوت الأمة وقتها قبّل تأسيس جريدة الفجر
كان رئيس مجلس الإدارة وقتها الأستاذ محمد عبد المنعم يكاد يطيح بي بسبب الكتابة مع الأستاذ عادل
معللاً
إلادا. معرفش ليه هل لان روزاليوسف في عهده كانت هي الأولي بين مجلات مصر والوطن العربي
وكان الأستاذ رؤوف توفيق يقف مدافعاً عني وحاميا لي
لن انسي مواقفه الإنسانية قبل المهنية ما حييت
سلاما علي روحك الآمنة إلي يوم القيامة

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×