بالأمس رحل عمدة الفن صلاح السعدني
بعد صراع طويل مع المرض جعل الله أجر ألمه في ميزان حسناته
وخالص عزائي لأسرته ومحبيه
والصديق والزميل أكرم السعدني ابن شقيقه الراحل عمدة الصحافة محمود السعدني
وخالص عزائي للحبيبة هالة السعدني
الحقيقة يصعب تسطير وتلخيص حياة صلاح السعدني الفنية والاجتماعية في سطور لأنه جزء وشريك في ذاكرة وطن علي مدار 60 عاما من الحراك والفن والسياسة
السعدني عمل وشارك وزامل عظماء مصر في قواها الناعمة فن تلفزيوني
سينمائي
إذاعة
صحافة
تصوير
سياسة
صلاح بحكم انه شقيق عمدة الصحافة محمود السعدني واحد من أشهر وأهم رموز العمل الصحفي
واحدًا ممن اقترب من حكام مصر والعالم العربي
ونجومها
وكتابها
نجيب محفظ
يوسف إدريس
و
و
مروراً بعبد الحليم حافظ وعادل إمام
كله
بحكم كل هذا كان صلاح يحضر ويجلس
وأحياناً بل دفع في وقت ما فاتورة آراء محمود السعدني السياسية
لن اختزل السعدني في سطور إلا بقول انه كان ذاكرة الوطن الثقافية
صورة السعدني حاضرة في الذهن الشاب المثقف
الثائر
الموهوب
المهموم وطنه
الفيلسوف
رفض مدرسة المشاغبين التجارية لمشاركته
في مسرحية بالمسرح القومي
قدم الدراما في أروع صورها
الكوميديا كانّه خلق لها
قدم صلاح السعدني عشرات المسلسلات التلفزيونية، من أشهرها “أبنائي الأعزاء شكرا”، “صيام صيام”، “الزوجة أول من يعلم”، “ليالي الحلمية”، “النوة”، “أرابيسك”، “حلم الجنوبي”، “الناس في كفر عسكر”، و”رجل في زمن العولمة”، و”أوراق مصرية”، و”الأصدقاء
لعب السعدني أدواراً سينمائية مختلفة في نحو خمسين فيلما، من أهمها: “أغنية على الممر”، “الأرض”، “المراكبي”، “طائر الليل الحزين”، “الرصاصة لا تزال في جيبي”، و”شحاتين ونبلاء”.
كما قاده صوته الخشن المميز إلى تقديم عدد من المسلسلات الإذاعية، منها “رحلة في الزمن القديم”، “عشاق لا يعرفون الحب”، “أحلام أحلام”، “قبض الريح”، “المغتربون”، و”فارس عصره وأوانه”.
ورغم أن المسرح كانت بداية ميلاده الفنية، إلا أن ما عُرف من مسرحيات صلاح السعدني، لم يكن بشهرة ما قدمه على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، وكان من بين ما قدمه “حارة السقا” و”الجيل الطالع” و”الملك هو الملك”، و”قصة الحي الغربي” التي قال عنها الفنان الراحل سعيد صالح في لقاء تلفزيوني إنها فاقت في نجاحها مسرحية “مدرسة المشاغبين”، لكن لم تُعرض على الشاشات فيما بعد لأنها كانت “تهاجم الحكومة”
كان آخر أعماله مسلسل “القاصرات” في عام 2013، ليبتعد السعدني تماماً عن الساحة الفنية، حتى وفاته في 19 أبريل/نيسان 2024.
أكثر من 200 من الأعمال الفنية قدمها صلاح السعدني للجمهور العربي، في مشوار امتد لنصف قرن، اختلطت فيها لغته الرصينة ذات المخارج العربية السليمة، باختياراته الفلسفية لأدوار تتناول هموم المجتمع، قدمها تارة بأداء جاد، وأحياناً أخرى بحسه الفكاهي.
مع ذلك، يبقى “سليمان غانم” في الملحمة الدرامية “ليالي الحلمية”، و”حسن النعماني” في مسلسل “أرابيسك” كفرعي “دمياط” و”رشيد” لابن النيل صلاح السعدني، الذي سيظل في وجدان الجمهور العربي “ابن البلد” و”عمدة الفن المصري”.
شهيرة النجار