- آمال فرح وسهير جودة
لم أكن أتوقع أبداً كم الاتصالات الهاتفية التى وصلتنى حول ما كتبته عن الراحلة الصديقة الوفية الغائبة الحاضرة آمال فرح أصدقاء وصديقات لها بكوا من قلوبهم على فراقها، اتصلت بى الزميلة الإعلامية وزميلة روزاليوسف سهير جودة باكية ولم تتمالك نفسها اعتقدت أنها تعاتبنى أنى لمتها العدد الماضى حول أنها لم تحضر جنازة آمال ولكن فوجئت أنها لم تعرف أصلاً برحيل آمال وظلت فى حالة هيستيرية من البكاء فقد كانت وثيقة الصلة بآمال، وحاولت أن تحضر للإسكندرية وكان لديها فى ذات اليوم تصوير برنامج لم تستطع أن ترتدى ملابسها وتذهب للاستوديو اعتذرت لها أنى لم أكن أعلم أنها لا تعرف وقدمت العزاء لأسرتها.
- منال سلامة
كما اتصلت بى صديقتها الوفية الفنانة منال سلامة تبكى وكأنما آمال ماتت الآن، منال قالت إنها ظلت بجوار آمال فى آخر ثلاث سنوات ولما تدهورت حالتها فى آخر ستة أشهر استحضرت لها طبيب طاقة استطاع أن يحسن من حالتها الصحية حتى إن النتائج أذهلت الفريق المعالج لها ولكن آمال قطعت العلاج وأصرت على الذهاب للإسكندرية لتظل بجوار أشقائها وهذا ما أعادها لنقطة الصفر وتدهورت حالتها ولما توفيت بالمستشفى خرجت حتى يتم تغسيلها أقرأ القرآن على روحها.
- سحر الحريرى ونادية عزيز
الصديقة الوفية أيضاً لآمال فرح والتى عاشرتها فى آخر ثمانية عشر عاماً من حياتها والتى ما إن جاءت سيرة آمال حتى انخرطت فى البكاء قالت لى لقد ظلمت نادية عزيز يا شهيرة فنادية بغض النظر عن موقفك تجاه زوجها فهى عاشقة بشدة للراحلة فذات يوم قبل وفاة آمال ما إن علمت بدخولها العناية المركزة بالإسكندرية وكانت بالساحل الشمالى وعلمت بذلك الأمر فى منتصف الليل أصرت على النزول للإسكندرية لتكون بجوارها فى القاهرة كانت تذهب لها يومياً وتطمئن على طعامها وشرابها ودوائها ولما توفيت هى من قامت بتغسيلها ووضعتها فى التابوت وحدها وهى التى كفنت وغسلت والدة آمال الراحلة مارى قبلاً، نادية إنسانة جداً فلما عاتبتها أنه رابع أيام وفاة آمال أقاموا احتفالاً وندوة بسميراميس وكانت مظاهر الاحتفال مستفزة ردت قائلة دى بروتوكولات فزوجها كان محدداً لندوة وكان يجب أن تذهب بغض النظر عما فى قلبها من حزن لفراق صديقة عمرها، وأنا بدورى أضع فوق رأسى كل من حتى ابتسم فى وجه آمال وليس فقط من قدم كل هذه الأشياء النبيلة.
- الدكتورة مؤمنة كامل:
الدكتورة مؤمنة كامل أرسلت لى برسالة تعزية ورثاء وحزن لفرق آمال فقد كانت تعرفها وتعرف مدى إنسانيتها، وهذا ليس غريباً على الدكتورة مؤمنة فهى سيدة دمثة الخلق رائعة الأدب وتعرف أقدار الناس.
- أشقاء آمال:
شقيق آمال فرح المهندس أشرف فرح شكرنى على ما كتبته فى حق شقيقته وأقول له لا مجال للشكر فهذا حق شقيقته على تلك الطائر الذى جاء وغرد، وأسعد الجميع حتى انقطع صوته فهى تستحق أكثر من ذلك بكثير.
أما الرسائل الأخرى التى وصلتنى عن آمال فهذا إن دل على شيء فهو يدل على مدى توغل تلك السيدة فى نفوس من افتقدوها.
- قرأت رثاءها قبل موتها بشهور:
ذات يوم منذ عدة أشهر عندما علمت بتدهور حالتها كتبت عدة سطور فى هذا الباب أحثها على الحياة وأحاول إدخال البهجة على قلبها فما كان منها إلا أن اتصلت قائلة كدا يا شهيرة بكتينى على نفسى، هل تنعينى قبل موتى لأقرأ قبل الرحيل، ساعتها بكيت معها، أما ما أبكانى أكثر اتصال من بعض من كانوا لا يحبون لها الحياة، مستكثرين عليها تلك السطور البسيطة فما كان الرد إلا أنها ملاك على الأرض ضيفة إن ظلت معنا اليوم فلن تظل غداً، هذه هى الحياة، وذات يوم استحضرت لها هاتف الدكتور مصطفى السيد الذى اكتشف علاج السرطان بجزيئات الذهب ولكن كان هاتف العالم الجليل مغلقاً فاستحضرت الإيميل الخاص به وتمت المراسلة لكن الرجل باحترام رفض استخدام الدواء قبل أن ينتهى من التجارب النهائية.. هؤلاء هم العلماء.
- عيد ميلادها:
ومن غرائب القدر أن يأتى الرابع والعشرين من ذلك الشهر ويحمل عيد ميلاد آمال، الغائبة الحاضرة، أردت أن أقترح على بعض الصديقات أن نجتمع على قبرها ونعتبر ذلك اليوم يوماً سنوياً لإحياء ذكراها فقالت لى صديقتها سحر الحريرى إن ذلك سيكون صعباً جداً على الجميع خاصة أن ذلك اليوم أيضاً يحمل عيد ميلاد الصديقة آمال مرفت حبيب شقيقة سيدة الأعمال بولا حبيب وهى صديقة مقربة جداً من ميرفت أمين فقالت إن آمال كانت تحضر تورتة لميرفت معها فى يوم عيد ميلادها، وطالما أنه صعب فأرجو ألا ينسى أحد ذكرى الجميلة الراحلة آمال التى إن لم يكن لها ولد يذكرها فكل أصدقائها سيحيون ذكراها كل عام مع أسرتها وأولاد أشقائها الذين كانوا لها بمثابة الأولاد الحقيقيين