السبت, يوليو 27, 2024
شارك المقال

ربنا يسامح ويجازى السادة المسئولين بالأرصاد الجوية لم يعد لهم شغلة سوى مدينة الإسكندرية، أصبح السادة العاملون بها نجوما تتهافت عليهم الفضائيات لأخذ تصريح حول أوضاع الجو والطقس ليخرج آخر تصريح محذرا السكندريين قبل عشرة أيام،   محذرا من   غرق المدينة ومناشدا بنقل مباراة مصر وتشاد من استاد برج العرب لأى استاد آخر حيث سيتعرض الملعب للغرق وسوف تشل حركة المدينة لأن نوة المكنسة ستأتى ثلاثة أيام متتالية وبكميات من الأمطار لم تشهدها من قبل .

وكان من نتيجة ذلك أن الفقيرة إلى الله كانت تنوى هى وزوجها اصطحاب وحيدنا إلى الاستاد لمشاهدة المباراة التاريخية،   لكن مع ازدياد حدة التحذيرات قبل أيام من المباراة قررنا ألا نجازف بحياة أسرة كاملة وبلاها ماتش ربما سيودى بحياتنا،   وكذلك فعل كثيرون من الأصدقاء بل إن عددا من المعارف قرروا عدم إرسال أولادهم للمدارس يومى الاثنين والثلاثاء الماضى بسبب تحذيرات الأرصاد من نوة المكنسة قائلين كيف سيعود أولادنا من المدرسة للبيت كفانا ما واجهناه فى الأيام الماضية بسبب الأمطار فأحد المعارف احترقت كارتة سيارته من وصول المياه لآخر السيارة وآخر وأنا مثلهم استغرق فى العودة ما لاقينا يقل عن أربع ساعات للعودة للبيت مع أن المسافة لا تزيد على ربع ساعة لو الدنيا عادية .
وهكذا بسبب التحذيرات الشديدة لهذه النوة شلت تقريبا بعض مظاهر الحياة بالمدينة منها   غلق متاجر ومحلات وبعض المولات وقامت محافظة الإسكندرية بعمل اجتماع طارئ لمواجهة هذه النوة الخطيرة على حد قول الأرصاد وتم إطفاء الأنوار من الشوارع من ليل الأحد تحسبا لأى طارئ ..  وخابت الظنون وأمطرت السماء ساعات قليلة من نهار الاثنين ولم يحدث شيء،   كما لم يغرق استاد برج العرب وجازف العديد من المهتمين بالكرة ورجال الأعمال وذهبوا للاستاد وكان يتبعهم بحكم حالتهم الاقتصادية سيارات فى شكل مواكب تحسبا لو أمطرت المدينة وغرقت .
وتأتى الأسئلة لماذا أصبح كل هذا التضخيم فى الأحوال الجوية من السادة العاملين بالهيئة؟ حتى إن النوة عندما جاءت خفيفة وبسيطة خرج رئيسها على إحدى القنوات الفضائية مبررا عدم صدق التوقعات قائلا :  احذروا توابع تلك النوة فى اليومين التاليين وسوف تكون أشد هطولا للأمطار ليتصدر اسمه وصورته الصفحات الأولى لمواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي  «تويتر  –  فيس بوك  –  إنسجترام»  ليزيد من حدة القلق والتوتر لدى المواطنين بالإسكندرية مضيفا إليهم البحيرة ومطروح .

الأسباب الحقيقية لغرق الإسكندرية بلاعات وأسمنت وسرقة أموال الصرف الصحى

عدم قيام العاملين بالأحياء بتسليك الشنايش أو ما يسمى بالبلاعات منذ أغسطس الماضى فأدى لانسدادها ولم تجد المياه المتراكمة منفذا للنزول فى البحر،   ثانيا قيام بعض الخارجين من تنظيم الدولة الإرهابى الذين تم القبض عليهم بوضع أسمنت فى بعض البلاعات الرئيسية وإغلاقها وليس كل البلاعات وإلا كيف قاموا بذلك فى وضح النهار أو حتى فى ساعات متأخرة من الليل ولم ينتبه لهم أحد لقد قاموا بغلق البلاعات فى الأماكن النائية حتى يكون الكلام واضحا،   ثالثا قيام مسئولى هيئة الصرف الصحى بعدم الاستعانة في   2013   بخبرات أمريكية بتحويل مجرى بلاعات الأمطار بالشوارع إلى مصبات الصرف الصحى وليس البحر فأدى لزيادة الكمية بها،   رابعا ما قام به عادل لبيب أثناء توليه محافظة الإسكندرية عندما قام بهدم كل الأرصفة عنوة ورغما عن كثيرين من أصحاب الأعمال وتعلية الأرصفة بحجة ألا يقوم أحد بركن سيارته بالشارع وهذا بالمناسبة لم يحل من الأمر شيئا بل زاده تعقيدا واقتطع من الشارع مساحات كبيرة قام بعدها المواطنون بركن سياراتهم فى الجزء المتبقى وأصبح من العسير أن تمر سيارة فى شارع رايح جاى لسيارتين فقط سيارة واحدة وأصبح اتجاها واحدا ولأنه لا يوجد قانون فى مصر يطبق على الجميع الذين يقومون بركن سياراتهم فى الشوارع،   فأصبحت شوارع مصر وبالطبع الإسكندرية  «باركنج كبير وعام» ،   المهم أن عادل لبيب وقت كسر الأرصفة وتعليتها قام العاملون دون دراية بغلق المجرى بين كل رصيف وآخر ومنه الصرف للبحر وكان يأخذ مياه الأمطار من الشارع اختفى ذلك الأمر دون دراية من العاملين وقتها بطبيعة المدينة المختلفة عن باقى مدن ومحافظات مصر،   تلك المدينة التى ما أن كان يسقط المطر فيها حتى تتحول كالطبق البنور المتلألئ تضيء نظافة وجمالا وكانت ومازالت   غاية أهلها والقاهريين منذ ظهرت المدينة للنور المجيء للإسكندرية فى الشتاء وخاصة فى فترة النوات للاستمتاع بسقوط الأمطار وكأن الشوارع لم ينزل عليها شيء فقط تجد قطرات مضيئة بنور الشمس عليها كأنما أنت فى سويسرا شيء من وراء العقل يذهب الحزن والكآبة .

الخطورة

خامسا وهذا شيء خطير ..  البناء لعمارات مخالفة تتعدى العشربن طابقا فى شوارع لا يتعدى اتساعها مترين كما قام أصحاب العمارات القديمة بعمل قمصان أو أعمدة لعماراتهم والبناء لطوابق أخرى بالثلاثة وأربعة طوابق وبيع حتى وصلت تلك العمارات لما يزيد علي   60   ألف عمارة مخالفة .. والغريب أن تلك العمارات     غالبيتها مسكونة والأخطر أن من يسكنونها   غير مدرجة أسماؤهم فى كشوف الدولة كمواطنين بل كلاجئين نعم الغالبية ممن تسكن هذه العمارات من السوريين والليبيين الذين استقروا بالإسكندرية وهم بالآلاف ففى أى شارع أو زقاق أو شارع جانبى محل أو مطعم شاورمة وفراخ وحلويات سورى جميع أماكن الإسكندرية أصبحت محلات سورية والعاملون بها سوريون هم من استقروا في   غالبية تلك العمارات وكل هذا الضغط على شبكة الصرف الصحى بثلاثة أضعافها ناهيك عن أن الشبكة متهالكة وزور المسئولون بها فى كشوف التطوير بأنهم قاموا بالتطوير وتبين أنهم وردوا   7   طلبمات فى بداية عام   2013   بقيمة   30   مليون جنيه لتحل محل القديمة وتعذر تشغيلها للآن لأنها تخالف نظم التشغيل وعدم مطابقتها للمواصفات وكشفت ذلك مباحث الأموال العامة بالإسكندرية بعد كارثة الغرق الأولى برئاسة اللواء أحمد حجازى مدير أمن إسكندرية وكشفت المعلومات تورط مسئولين بالجهاز التنفيذى والأسماء للمتورطين موجودة..
كما كشفت هذا الأسبوع المحكمة الاقتصادية عن كارثة أخرى وهى أن شركة إسكندرية للصرف الصحى قد حصلت على أذونات بمبلغ   94   مليون جنيه من بنك الاستثمار لتطوير الشبكة ولم تقم الهيئة بالرد أو السداد فأين ذهبت هذه الأموال؟ !

البناء على مصبات المصارف فى القرى النائية

سادسا ما قام به بعض المواطنين بالبناء على مصبات المصارف فى قرى أبيس واحد واثنين وثلاثة وأربعة وعلى الطريق الزراعى وفى أماكن متفرقة زراعية بالمدينة على مصبات المصارف التى كانت تصرف فى الترع لمياه الأمطار والقيام بغلقها في   غفلة من القانون وبالتواطؤ مع بعض مسئولى الأحياء بالاستيلاء على تلك المصبات والأراضى والبناء بدون وجه حق كان أحد الأسباب الرئيسية أيضا لازدياد حدة الغرق فى المرة الأولى،   وما قامت به القوات المسلحة فى الأيام الماضية ومازالت أعانها الله من نسف لبعض العمارات على تلك المصبات بالديناميت ونتمنى من الله ونبتهل أن يتم نسف العمارات الأخرى المخالفة المبنية بدون شروط وفى شوارع ضيقة حتى نستريح من هذا الكابوس بعد أن تحولت المدينة لغابة أسمنتية بيد المقاولين ومعهم   غالبية موظفى الأحياء الفاسدين   غائبى الضمائر.
فالإسكندرية تتعرض على مدار الخريف والشتاء لـ18   نوة منذ خلق الله الأرض وأهل المدينة يحفظون تواريخ وحالات تلك النوات وكم من سنوات ماضية لم تأت فيها النوات أصلا فى ميعادها،   لكن يخرج مسئول بالأرصاد ومعه جدول النوات وينظر فى تاريخه المعلوم للجميع ويقول يوم كذا نوة كذا وستكون خطورتها كذا يا سادة عارفين نقطونا بسكوتكم،   أم أنها وسيلة جديدة لكسب الرزق والتلميع .. الإسكندرية عارفة مواعيد شتاها ومطرها لا تسخدموا جدول النوات وسيلة للحديث السنوى فى الفضائيات نقطونا بسكوتكم.

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×