حكايات وذكريات

عمرو دياب كان يتقاضي سبعة جنيهات في بداية طريقه آخر حفلة احياها تقاضي مليون دولار حسبما قال اللبنانيون

شارك المقال

ولازال الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس يواصل حديثه وحواره القديم مع عمرو دياب، ويكتب ما نشره قبل سنوات طوال معه
كتب الأستاذ محمد عبد القدوس:

(كارثة شارع الهرم أنقذتني من ورطة حقيقية!!)
صورة من قريب

ومازال حديثي متواصل مع الفنان “عمرو دياب” وهو الحوار الذي أجريته معه وهو ما زال في بداياته.. يعني أكثر من ثلاثين سنة!

وفي الحلقة الأولى أخبرت حضرتك أنه احترف الغناء في شارع الهرم والسبب أنه كان مفلسا ولذلك تركته حبه الكبير الذي كان قد أرتبط بها برغم أنها كانت مؤمنة جداً بموهبته، وكانت فنانة مثله تدرس في معهد الفنون المسرحية في ذلك الوقت!
والخلاصة أنه لم يغني في الكباريهات بمزاجه، بل لأنه فقير ، وعايز فلوس مع العلم أنه كما أخبرني كان حريصاً جداً في التعامل مع الوسط هناك ، وتربية “الحاج” الدينية عصمته من الإنحراف يقصد والده.

ويطلق الفنان “عمرو دياب” مفاجأة حين يقول: أنا أول واحد في مصر غنيت بالقميص والبنطلون !!
وبعد ذلك أصبح موضة، وسار العديد من المطربين بعد ذلك على دربه!!
فلم يكن يملك ثمن البدلة، بل كل ما لديه قميصين فقط واحد “أزرق” والثاني “بيج”، وقد أخبرتك في الحلقة الماضية أن بواب العمارة التي يسكنها كان يتراهن مع البوابين الآخرين على لون القميص الذي سيرتديه.. هل “الأزرق” أو “البيج”!!
ومع ذلك يقول: كنت فخورا بنفسي وأتطلع إلى النجاح ، لم أعرف اليأس أبدا برغم العقبات وطريقي الذي بدا مسدودا!!

والمفاجأة الجديدة التي قدمها لي هذا الفنان عندما أخبرني أنه بسبب لهفته على النجاح تورط في عقد مع صاحب الملهى دون أن يدري ينص على إحتكاره!؟
يعني ممنوع عليه الغناء في
أي مكان آخر..وكان يذهب إلى ملاهي أخرى ليغني فيها فيجد نفسه في اليوم التالي في قسم شرطة الهرم لأن صاحب الملهى قدم فيه بلاغاً!!
ويقول “عمرو دياب”: كان ذلك قيدا حقيقياً أستمر طويلاً وأفلت منه بمعجزة!؟
قلت لمحدثي وأنا أتباهى بذكائي: أنا عارف السبب! صاحب الملهى أصابته سكتة قلبية ومات!!
ضحك طويلاً قائلاً: في هذه الحالة كان أبنه سيورثه.
وبعدما ألتقط أنفاسه وبدت الجدية على وجهه مع إبتسامة حلوة قال: الذي وقع أكبر مما تظن فقد أحترق الملهى بأكمله عام ١٩٨٦ بسبب الكارثة التي وقعت وتمثلت في تمرد الأمن المركزي إحتجاجا على أوضاعهم في ذلك الوقت ، وكان شارع الهرم بكل ما يمثله أول أهدافهم في الحرق والنهب والتدمير ، وبعدها نلت حريتي وأصبحت حرا طليقاً استطيع الغناء في أي مكان! لكنني لم أكن سعيداً ، بل كنت متألم جداً لهذه الأحداث التي جرت ولم يتوقعها أحد على الإطلاق.

(الإذاعة لم تقبلني وقالت؛ ماينفعش!!)

ومن الذكريات التي لا ينساها الفنان “عمرو دياب” أنه حاول في البدايات الألتحاق بالإذاعة ، وبعدما أستمعت لجنة الممتحنين إلى صوتي قالت لي: ماتنفعش!! مخارج ألفاظك “بورسعيدية” !!
يقصدون بورسعيد مدينتي..وطلبوا مني التغلب على هذا العيب!!
وعدت إليهم بعد شهور وقبلوني هذه المرة..
ومن أيام عمري التي لا أنساها أنني غنيت في الإذاعة لأول مرة عند أفتتاح إذاعة وادي النيل بأغنية وضع كلماتها “عبدالسلام أمين” ، وتلحين “هاني شنودة” ، ولهذا الملحن المرموق دور كبير جداً فيما وصلت إليه من نجاح ولا أنسى أبدا تشجيعه لي في كل مناسبة.

(صدفة خير من مليون ميعاد!)

ومن ذكريات مطربنا الشهير أيضاً التي لا ينساها أبدا أنه كان منطلقاً بسيارته في طريق الأوتوستراد بالقاهرة ، وقابل بالصدفة المحضة الدكتور “نصيف كوزمان” فأوقف سيارته خلف القلعة . وبعد التحيات والسلامات سألني عن أخباري فأسمعته شريط لي عنوانه “بتغني لمين يا حمام”، وكنت وقتها قد عرفت طعم النجاح وبدايات الشهرة حتى أنني أستطعت شراء سيارة!!
وأعجب الرجل بغنائي وصوتي ودعاني إلى التعاون معه.. فقد كان يعمل بشركة صوت الدلتا.. وكان هذا مفتاح لنجاح أكبر وذاعت شهرتي أكثر بفضل هذه الشركة.

(مشهور جعلني مشهوراً!!)


ويضيف قائلاً: وشخص آخر كان له فضل كبير في شهرتي ونجاحي بالدول العربية وهو المخرج الأردني “مشهور الحديد” .. كنت قد سافرت لأول مرة في حياتي خارج مصر إلى الأردن لإحياء فرح هناك وبالصدفة التي هي خير من مليون ميعاد تقابلت مع هذا الرجل وأعجب بصوتي جداً وقال مداعبا : “بتغني لمين يا حمام” وتعاقدت معه على تصوير ثلاث أغنيات للتليفزيون هناك..

وفي بداية طريقه كان الفنان “عمرو دياب” يتقاضى سبعة جنيهات كما أخبرني أما الآن.. أنسى وماتعدش!!

شهيرة النجار