ملفات وتحقيقات

فيلم المتوحشة لسعاد حسني وثق قاعة مبني محافظة الإسكندرية المحترق وأين ذهبت لوحاته وكيف وصلت لوحات سيف وانلي لمزاد الآن بلندن؟؟

شارك المقال

طالعنى بالصدفة خبر نشر فى إبريل الماضى على إحدى المواقع المصرية عن “إستعدادات دار مزادات سوثبى العالمية فى لندن، وطرح عدد من اللوحات لبيعها بالمزايدة عليها، فى ٢٧ إبريل ٢٠٢٣ ومن بينها لوحة للفنان المصرى السكندرى سيف وانلى، واللوحة صغيرة بدون عنوان، قدر ثمنها مبدئيا ما بين 800 إلى 1200 جنيه استرلينى”.

https://m.youm7.com/story/2023/5/29/%D8%A8%D9%88%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%B2-%D8%AA%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%84%D9%89-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D9%87%D8%A7/6195977

وخبر آخر فى نفس الموقع فى مايو ٢٠٢٣، ان “باعت دار بونهامز للمزادات العالمية، فى لندن، لوحة للفنان سيف وانلى، تحمل عنوان الصيادين، بمبلغ قدره 23 ألف جنيه استرلينى.”

https://m.youm7.com/story/2023/5/29/%D8%A8%D9%88%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%B2-%D8%AA%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%84%D9%89-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D9%87%D8%A7/6195977

مبني محافظة الإسكندرية الأثري

فتذكرت على الفور مبنى محافظة الإسكندرية القديم الذى كان فى شارع فؤاد بجماله وتاريخه وما كان يحتويه من درر وما آل اليه.

وتذكرت ما تعرض المبنى له من سلب ونهب أثناء ثورة يناير ثم تم حرقه وظلت النيران مشتعلة فيه أيام متتالية حتى تهدم عن آخره.

شردت وتساءلت ماذا كانت تساوى هذه الكنوز التى بكل غل وجهل هانت على البعض، والله العالم بما كان مصيرها.

وقيمة المبنى ليس مادياً فقط ولكن معنوياً و تاريخياً فلقد كانت بوابته شاهقة، وبهوه واسع رخامى ينتهى بسلم عريض يتوسطه تمثال رخامى غاية فى الدقة لمحمد كريم حاكم مدينة الإسكندرية خلال عهد الحكم العثماني لمصر والذى تزعم المقاومة الشعبية ضد غزو الفرنسيين على مصر فأصدر نابليون أمر بإعدامه رمياً بالرصاص.

قاعة الإجتماعات الأشبه بمتحف مصغر

ثم كانت قاعة الإجتماعات فى الدور الأول التى كانت تعد أثرية تكسو أجزاء من جدرانها الخشب القيم وتزين أجزاء المتبقى إبداعات شهيرة لعدد كبير من فنانى مصر السكندريين العالميين، والذين أهدوا أعمالهم لمبنى المحافظة

. كانت بعض الأعمال تجسد تاريخ الإسكندرية أو تذكرنا برموزها أو بكفاح شعبها، مجموعة ثرية جداً من أجمل ما رسم هؤلاء المبدعين.

كانت هذه القاعة تشد إنتباه كل من دخلها خاصة المهتمين بالفنون أو الأجانب من السفراء والقناصل أو الوفود الأجنبية التى كانت تزور مبنى المحافظة، حتى إنهم كانوا يقفون بجوار اللوحات منبهرين ليلتقطوا الصور التذكارية أمامها كما لو كانوا فى متحف عالمى للفنون.

المتوحشة وحكايات كواليس تصويرها وعدم معرفة الموظفين لها

تذكرت فيلم المتوحشة للمخرج سمير سيف لسندريلا الشاشة سعاد حسنى والساحر محمود عبد العزيز عندما تم تصوير لقطات من الفيلم داخل هذا المبنى فى ١٩٧٩. فى قاعة الإجتماعات وعلى المنحدر الذى كان يميز واجهة المبنى. ( فى لقطة وهى على الدراجة ضمن أحداث الفيلم). كانت جميلة وطبيعية ومتواضعة.. حتى أن بعض الموظفين والمواطنين لم يلحظوا وجودها فى المبنى أثناء التصوير.
وقد تكون هذه االقطات القصيرة من أندر ما سجل فى هذه القاعة.

إنتهى هذا العصر بمحرقة لكتير من هذا التراث الفنى، كما كتب الفنان الكبير عصمت داوستاشي في مقال له بالأهرام وصف فيه الخسائر:

رصد لكل لوحاتها

“قاعة ديوان عام المحافظة والتي تضم مجموعة من أهم لوحات رواد الفن المصري الحديث ومنها اللوحه الملحمية الكبيرة “مدرسة الإسكندرية” لرائد الفن المصري الحديث محمد ناجي (1888-1959)، ولضخامة اللوحة الجدارية لعل البلطجية مزقوها أو تركوها تحترق مع ما أحترق بالمبني الذي تحول إلي كوم من الركام (…) بدأ ناجي في رسمها عام 1939 وعرضها ببينالي فينسيا 1954 بعد عمله كمدير للأكاديمية المصرية للفنون بروما من 1947 إلى 1950. وقد احترقت أو نهبت معها لوحات هامة كانت علي جدران نفس القاعة عددها ثمانية وهي: لوحة “أعلام الإسكندرية” لسيف وانلي (1905-1979) والتي رسم فيها وجوه سيد درويش، زكريا أحمد، محمود سعيد، محمد ناجي، ورسم وجهه ووجه شقيقه أدهم وانلي (1908-1959) الذي كانت له لوحة جميلة تمثل كورنيش الإسكندرية وبائع الذره المشوية. واحترقت لوحة الفنانه الرائده مارجريت نخلة (1908-1977) لشاطئ ستانلي، ولوحة الرائد الكبير حسين بيكار ابن الإسكندرية (1913-2002) تمثل موسم الحصاد، ولوحة الفنان محمود حلمي (1916-1997) وهي لوحة تجريدية تمثل المدينة، ولوحة كامل مصطفي (1917-1982) لمنظر للريف المجاور للإسكندرية، ولوحة الفنان حامد عويس (1919-2011) وتمثل الفلاح في الحقل، ولوحة الفنان الشاب في ذلك الوقت محمد فؤاد تاج الدين (1933) ورسم فيها حواء سكندرية. كما احترقت وفقدت أعمال فنية لكثير من فناني الإسكندرية الرواد كان بعضها في حجرة المحافظ ومعظمها موزعه علي جدران المبني الداخلية وهي للفنانين محمود سعيد (1897-1964) سعد الخادم (1913-1987) وعفت ناجي (1905-1994) ومحمود موسي (1913-2003) وغيرهم. ومن الفنانين المعاصرين عبد السلام عيد ومحمد شاكر وأحمد خليل وكاتب هذه السطور (عصمت داوستاشي) وآخرين.. ومعظم هذه الأعمال من إهداء الفنانين للمحافظة لذلك لايوجد توثيق رسمي به.”

شهيرة النجار