ظللت عشرات السنوات أمر بجوار مبني الحقانية الأثري بمنطقة المنشية
وأنا حزينة علي تدهور حاله واستحواذ الباعة الجائلين علي أرصفته وعرض الملابس علي جدرانه
ظللت سنوات أسأل كثير من المهتمين بالشأن الأثري أما حان وقت ترميم ذلك المبني العظيم الذي تسكنه البوم؟
جاءت الإجابة هذا الأسبوع
حيث أعلنت منطقة آثار الإسكندرية، قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، انتهاء 30% من أعمال مشروع ترميم ودرء خطورة وصب محكمة استئناف الإسكندرية، المعروفة بمحكمة الحقانية، فى منطقة المنشية وسط الإسكندرية.
وقد أقام محمد متولى، مدير عام آثار الإسكندرية، اجتماعًا تنفيذيًا ، الأسبوع الماضي ، ضم قيادات المنطقة بمقر قلعة قايتباى، لمناقشة معدلات التنفيذ فى المشروعات الجارى تنفيذها فى نطاق الإسكندرية، خاصة محكمة الحقانية وحمامات قلعة قايتباى والبوابات الإلكترونية .
وعقب الاجتماع، أجرى “متولى” يرافقه سامية عطية ، مدير عام إدارة ترميم الآثار الإسلامية والقبطية بالإسكندرية، والمهندسة نسرين الحناوي ، مدير المشروعات بالإدارة الهندسية للوجه البحري ،وكريم عودة، مدير منطقة غرب الإسكندرية، ومفتشي الآثار المشرفين على مشروع الحقانية، وأخصائي الترميم الدقيق، لتفقد الأعمال الجارية بمحكمة الحقانية، والوقوف على معدلات التنفيذ للمشروع.
يحتوي مبني الحقانية الشهير علي
250 غرفة مداولة وشهدت قضيتى “ريا وسكينة ودنشواى” .. انتهاء 30% من أعمال ترميم ودرء خطورة “الحقانية” بالإسكندرية بتكلفة 150 مليون جنيه
وتضم 1200 فرمان وسجلات «ريا وسكينة».. تعود إلى عصر محمد على، صادرة من الأستانة، و100 ختم من المحكمة المختلطة ولائحة القضاء المختلط، وهى أول لائحة قضائية توضح قانون السلطة القضائية وتنظم حقوق القاضى وواجباته والأجهزة المعاونة
كما تضم سجلات بأحكام القضايا شهيرة تداولتها المحاكم، مثل حادث دنشواى، أو القضايا التى نظرت المحكمة الحقانية نفسها، مثل قضية ريا وسكينة، وقضية سفاح الإسكندرية، بالإضافة إلى سجلات ونماذج توقيعات حكام المماليك، تعود إلى عام 1597، التى جمعها الملك فؤاد عام 1937، وتضم المحكمة أدوات وقطعاً فنية نادرة، منها السيوف والميزان، رمز العدالة، وخاتم الملك فؤاد، وساعات قديمة نادرة ولوحات فنية لكبار فنانى العالم، وكراسى ذات طابع تاريخى ولوحات لا تقدر بثمن، منها لوحة للفنان «تروجيه بول»، مقاس 130 سم فى 100 سم، تعبر عن الديانة المسيحية، أوائل القرن الثامن عشر، واللوحة موقعة ومؤرخة من الفنان «تروجيه» داخل إطار من الذهب الفرنسى.
ويتكون مبنى سراى الحقانية من أربعة طوابق، ويشغل الطابق الأخير خبراء وزارة العدل، وتوجد قاعات محاكم الاستئناف العالى فى الطابقين الثانى والثالث، أما الطابق الأول فتوجد به نيابة الأحوال الشخصية والولاية على النفس والمال والمجلس الحسبى، ومقر نقابة المحامين الفرعية بالإسكندرية، ويوجد بالطابق الأرضى قاعات لنظر جلسات الاستئناف العالى «تجارى وعمال ومدنى»، إضافة إلى مكان مخصص لحفظ قضايا الاستئناف، التى انتهى الفصل فيها
.
ظهرت في عهد الخديوي توفيق
يرجع إنشاء مبنى سراى الحقانية إلى عهد الخديو توفيق، الذى تولى الحكم بعد والده الخديو إسماعيل، عام 1296هـ 1879م، ويرجع تاريخ إنشاء المحكمة إلى عام 1303 هــ 1886م، وعمرها 136 سنة وتم تجديد سراى الحقانية وافتتاحه عام 1936، ويبلغ عمر المحكمة 136 عاما، وعقدت أول محاكمة بها عام 1876 وأهدى الخديو إسماعيل فى افتتاحها لوحة مميزة بإطار ذهبى، تقدر قيمتها بملايين الدولارات فى الوقت الحالى، وهى للفنان النمساوى تروجبى بول بول، وهناك قضايا تاريخية شهدتها أروقة المحكمة، أبرزها قضية «ريا وسكينة» و«سفاح الإسكندرية»، كما شهدت وقوف قامات فى مجال المحاماة، منهم إسماعيل سرى باشا، أول نائب عام مصرى، وقاسم أمين، وعبد العزيز فهمى، أول رئيس لمحكمة النقض، والشيخ محمد عبده.
شهيرة النجار