الجواب : هو حسن التوجه إلى الله
أى تطلب وجه الله ، لله بصدق وإخلاص دون النظر إلى
حظوظ النفس لديك وهى كثيرة حتى الوصول إلى العلوم والمعارف والكرامات ومعرفة الأسرار وغير ذلك كله من حظوظ النفس
فشرط العلم اللدنى : هو محو الكل منك
أى محو الخلق من قلبك وسيطرة الحق عليك
فتكون أنفاسك كل لحظة لا يشغلك شىء إلا الله وحده
( فتعبده حبا بالانفاس وليس بالقلم والقرطاس )
ومعنى هذه العبارة : ألا تعد طاعتك فتقول صليت ركعتين
وقرأت من القرآن آيتين وتصدقت على فقيرين
بل إن كل نفس تتنفسه يكون قلبك فيه
مع الله ولله وبالله وإلى الله
فمن صدق الله صدقه الله وبلغه مراده ورفع مقامه بين عباده بل إن الله يتباهى به لدى الملائكة
وطالما قلبك يحمل ضغينة وحقد وكراهية لإنسان ما
فلن تتذوق الأنس بربك ولن تلج روحك إلى الملكوت الأعلى
بل تظل حبيسة جسدك الترابى ،
في النوم تكن حياتك اضغاث أحلام وكوابيس لا معنى لها
وفي اليقظة رؤيتك موقوفة على بصرك لا ببصيرتك
لأن البصيرة مثل البصر أدنى شئ فيها يعطل النظر
فتكن أنت من صنعت الحجاب بينك وبين عوالم الأنوار
وأعلم أن أسرار القرآن الكريم والسنة وأسرار الموجودات
لن تصل إليها إلا إذا طهرت قلبك
( لا يمسه إلا المطهرون )
أى لا يمس سر القرآن إلا المطهرون
ولا يمس سر الوجود إلا المطهرون
ولا يمس سر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا المطهرون فالنبى هو القرآن
فتكن معرفتك بالنبى معرفة جوهرية غير صورية
- وبعد أن يحدث أفول لشموس وكواكب نفسك
تنفتح لك بوابات عالم الملكوت على مصراعيها
وتكون عبدا موقنا موحدا
( وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين )
فهنا تشهد الحضرات الغيبية وتشهد تصاريف الأسماء الإلهية وتجلياتها الكونية
وتسمع تسبيح الكائنات وترى غرائب الآيات
ويتجلى الله على قلبك بلطاءف الإشارات
فيكون نومك سباحة في بحور الذات
ويقظتك تتزاحم على قلبك الواردات
فتسمو الروح في عالم الأرواح وتصب لك الكاسات
من حضرة الأسماء والصفات فتشرب هنيئا
..وهنا يقول أحدكم : كيف السبيل إلى ذلك؟
والجواب : هو ( طهارة القلب )
لذلك قال تعالى ( إلا من أتى الله بقلب سليم )
والوصول إلى هذا القلب يحتاج ثلاثة حقائق صوفيه
وهى ( التخلى ، التحلى ، التجلى )
رغم أن الفرق بين هذه الكلمات الثلاثة في( النقطة )
فهذا لتعلم أن بداية التوجه هى ( نقطة )
والدليل على ذلك إنك عندما تمسك القلم لتكتب أى كلمة
فإنك تضع نقطة وهو محور الانطلاق نحو المراد
فالتخلى : هو أن تخرج من نفسك كل قبيح
والتحلى : هو أن تضع في نفسك كل مليح
والتجلى : هو الإمداد العالى من حضرة الذى له الذكر والتسبيح الملك الواحد جل جلاله
.. وأعلم يا حبيب : أن الله عزوجل لا يكشف أسرار موجوداته إلا لأمين كما قال ساداتنا
( الأسرار للأمناء ) مثلما أنت لا تحب أن تضع سرك إلا للأمين
فكن من الأمناء تصل إلى عالم الملكوت الأعلى
وأعلم أن الله تعالى ينظر إليك كل لحظة
ليرى هل أنت تطلبه أم تطلب غيره ؟
مشغول به أم مشغول بغيره ؟
فلا ترضى بغير الله بديلا ولا بغير وصاله سبيلاً
حتى ترتوى كأسا جبروتيا مزاجه زنجبيلا
من عين بدر المحبة تسمى سلسبيلا
شهيرة النجار