كانت هذه الصورة ضمن الصور التى نشرت منذ أيام من ألبوم المهندس الراحل حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق فى عهد الرئيس الراحل مبارك والزراعة قبلها في عهد الراحل محمد أنور السادات، وبالفعل صورة تحكى شخصيات و تاريخ.
حيث يظهر على أقصى يمين الصورة اللواء ممدوح سالم جالس فى الصف الأول وكان وزيرا للداخلية فى ذلك الوقت.
و اللواء/ ممدوح سالم
كان محافظا للإسكندرية فى الفترة من نوفمبر١٩٧٠ حتى مايو ١٩٧١.
وهو أول محافظ للثغر فى عهد الرئيس الراحل، الثالث لجمهورية مصر العربية، محمد أنور السادات والذى تولى من ١٥ اكتوبر ١٩٧٠ حتى إغتياله فى ٦ أكتوبر ١٩٨١.
من مواليد الإسكندرية ١٩١٨
تخرج فى كلية الشرطة ١٩٤٠
تدرج فى المناصب الشرطية حتى مفتش مباحث أمن الدولة في جهاز الشرطة بالإسكندرية ثم مديرا لأمن الإسكندرية.
ثم إختاره الرئيس جمال عبد الناصر مسؤلا للأمن الشخصى له من ١٩٦٠ حتى ١٩٦٧
ثم محافظاً لأسيوط فى ١٩٦٧
محافظا للغربية فى أغسطس ١٩٧٠
محافظ للإسكندرية فى نوفمبر١٩٧٠ حتى مايو ١٩٧١
وزيرا للداخلية فى مايو ١٩٧١
رئيساً لوزراء مصر فى ابريل ١٩٧٥
مساعدا لرئيس الجمهورية ١٩٧٨
حتى توفي ٢٥ فبراير ١٩٨٨
في عهده
تم فى عهده كوزير للداخلية إلغاء تأشيرة الخروج للمصريين، وإنشاء إدارة مكافحة لجرائم الأموال العامة بمصلحة الأمن العام (١٩٧٢)، وإنشاء قطاعاً للأمن السياسي بوزارة الداخلية.
كوزير داخلية تظاهرات يناير الشهيرة
و كوزير للداخلية عاصر التظاهرات التى نشبت فى يناير ١٩٧٥ ضد وزارة الدكتور عبدالعزيز حجازي الذى أطلق عليه رئيس وزراء عصر الانفتاح (مارس ١٩٧٣ حتى إبريل ١٩٧٥).
وتردد إن الدكتور حجازى تساءل لو إن ممدوح سالم استفاد من تظاهرات المواطنين ضده، لتطلعه آن ذاك لمنصب رئاسة الوزارة.
وإشتهرت هتافات المتظاهرين وقتها:
(حجازي بيه يا حجازي بيه… كيلو اللحمة بقى بجنيه)
ولما خلفه اللواء ممدوح سالم فى رئاسة الوزارة واجه هو نفسه مظاهرات مشابهه انفجرت عام ١٩٧٧، بسبب القرارات الصادرة من المجموعة الإقتصادية حينما أعلنت رفع الدعم جزئياً عن بعض السلع التموينية.
وأدت القرارات وقتها إلى اشتعال الأسعار بمجرد الإعلان عنها،
واشتعلت الشوارع معها بالمظاهرات الحاشدة في احتجاجات اضطرت الحكومة على إثرها للتراجع عن القرار.
من الطالب الذي خرب مصر في السبعينات ليقود تظاهرات يناير في 2011 مع الإخوان ؟
ونظم اتحاد طلاب مصر وقتها دعوات للتظاهر والنزول لتصعيد الموقف. ،،وحكى أحد قيادات الشرطة فى الإسكندرية ممن شهدوا على العصر أنه أخرج أحدٍ الطلاب مختبئاً فى عشة فراخ بعد مطاردة الأمن له بسبب أعمال التخريب التى قام بها ضمن الأحداث .. وبعد مرور الزمن أصبح من أكبر العناصر الإخوانية الإرهابية والتى أعادت نفس الأحداث فى ثورة ٢٥ يناير٢٠١١.
كانت هتافات الجماهير وقتها:
(عاوزين حكومة حرة…العيشة بقت مُرَّة
يا ممدوح بيه…اللحمة بقت بجنيه).
وفى الإسكندرية أعلن عمال شركة الترسانة البحرية في منطقة المكس رفضهم وإحتجاجهم على القرارات الإقتصادية وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة.
تطور الأمر إلى نيران غضب طالت ودمرت منشآت فى المدينة كانت شاهدة على تاريخ سياسى وفنى.
ففى المنشية إحترق المبنى الذى عرف فى الخمسينات بالاتحاد الاشتراكى.
والذى أنشئ فى عهد الخديوى عباس فى ميدان محمد على- المنشية حاليا، ليكون بورصة للقطن. كانت بورصة عالمية تمت فيها أول صفقة قطن محلية مسجلة في عام 1885. كانت تدار فيها عمليات البيع والشراء للاقطان بأنواعها من مصر إلى العالم.
ثم أصبح مقرا للإتحاد الاشتراكى بعد ثورة ٢٣ يوليو، وبعد تأميم الأراضي
وقوانين الإصلاح الزراعى الذى حول القطاع الزراعى إلى ملكيات صغيرة
وأهملت زراعة القطن.
كما أطل من شرفته الرئيس جمال عبد الناصر ليلقى منها خطابه الشهير بتأميم قناة السويس.
والآن أصبح ساحة إنتظار سيارات.
وفى محطة الرمل احترق مسرح وسينما الهمبرا الذى جسد تاريخ و تطور ثقافة وفنون.
شيد تياترو الهامبرا فى شارع المسلة المسمى حالياً صفية زغلول بمنطقة وسط البلد بالإسكندرية عام ١٩٠٠. وسمي بهذا الاسم نسبة لثياتر الهمبرا فى لندن. شيد على طراز الأوبرا التى تميزها إرتفاع سقفها والبناوير التى تدير القاعة
. خشبة المسرح كانت عميقة تستوعب أعدادًا كبيرة من الممثلين أو الراقصين. كان مسرح راقى ترتاده الطبقة الأرستقراطية والجاليات الأجنبية من الإيطاليين واليونانيين والفرنسيين وغيرهم ممن كانوا يقطنون الإسكندرية كوطن لا يعرفون غيره.
ملتقى للمجتمع السكندرى الكوزموبوليتانى بكل جنسياته وطوائفه ليقيمون فيه الاحتفالات والمؤتمرات.
مثل المؤتمر الرسمى للجالية المالطية فى مصر لتشكيل مجلس الجالية.
عرضت علي خشبته المسرحيات العالمية والعروض الفنية الأجنبية كما عرضت عليه الفرق المسرحية أمثال فرق عزيز عيد والريحانى ويوسف وهبى.
وعندما عرفت مصر السينما وواكبت العالم بعرض وإنتاج الأفلام
تحول تياترو الهمبرا فى ١٩٢٨ بالإضافة لكونه مسرح إلى دار لعرض الأفلام السينمائية الأجنبية ثم باكورة الإنتاج السينمائى المصري.
كما شهدت خشبة هذا المسرح حفلات غنائية من الملكية حتى الجمهورية. مروراً من منيرة المهدية و أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش و عبد الحليم حافظ إلى حفلات أضواء المدينة بعد ثورة ٢٣ يوليو.
وروى أجدادنا كيف كان يحضر الرجال العروض بالبدل الفراك والسموكينج وتحضر السيدات بأفخم الفساتين والفراء وتفوح رائعة العطور الفاخرة فى المكان.
ومرت السنين وإختلف الزمان وتبدلت أنظمة وتعاقبت حكومات وتغيرت الأحوال ليتدهور حال هذا المكان
. وفى أوائل الثمانينات ساء حاله للغاية ولم يعد سوى سينما درجة ثالثة يعرض فيها الأفلام الهندية
وشيئا فشيى أصبحت الهمبرا أطلال لا يعرف حتى إسمها الجيل الحالى.
شهيرة النجار