دفتر احوال مجتمع مصر

من أفضل ما كتب عن يوم اغتيال بطل النصر السادات في يوم النصر للاحتفاظ به وبكل التفاصيل

شارك المقال

اغتيال الرئيس السادات

زى دلوقتي بالظبط يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١ كنا بنتفرج على العرض العسكري و فجأه سمعنا إطلاق النار والتليفزيون قطع الإرسال ومش فاهمين اى حاجه
قال أحد الجيران قتلوا أنور السادات، أول من اذاع خبر إغتيال السادات كانت إذاعة مونت كارلو الساعة الواحدة ظهراً لكن لم تؤكد موته إلا بعد ساعة لتلحق بها باقي الإذاعات،
في مثل هذا الساعات قبل إحدى و أربعين سنة بالتمام والكمال. كان الرئيس أنور السادات يجلس في منصة استعراض الجيش السنوي بمناسبة الذكرى السابعه لحرب ٦اكتوبر

وبدأ العرض العسكري الساعة 11 الصبح، وقعد الرئيس “السادات” وعلى يمينه نائبه “حسني مبارك”، وعلى شماله المشير “عبد الحليم أبو غزالة”، كان المعلق على الفقرات بيشرح كل شيء زي معلق الماتشات كدا، لحد ما جه الوقت اللي هتدخل القوات الجوية المصرية عشان تشارك، فحلقت طيارات من نوع داسو ميراج في السما، وطبعاً استحوذت على اهتمام الحضور والمشاهدين كمان، وبعدها طيرات “الفانتوم” وهي بتعمل حركات بهلوانية في السماء، وبعدين انطلق صوت المذيع الداخلي وهو بيقول:

  • “الآن تجيئ المدفعية”..

وتقدم قائد طابور المدفعية لتحية المنصة، وحواليه عدد من راكبي الموتسيكلات، وفجأة عطل موتسيكل ونزل السواق يزقه، لكنه اتزحلق ووقع على الأرض، والموتسيكل فوقه فتدخّل مجند كان واقف جانب المنصة وساعده واداله شوية مايه، الموقف دا مفيش حد انتبه له ﻷن الحاضرين مشغولين بألعاب الطيران، والساعة 12:20 الضهر دخلت شاحنة بتجرّ المدفع الكوري عيار 130مم، وأصبحت أمام المنصة بالظبط، ولكنها وقفت هي كمان فاعتقد الجميع إنها عطلانة زي الموتسيكل كدا..

ونزل منها فرقة من 3 عسكريين واتقدم واحد منهم ناحية مقصورة المنصة، قاصد “السادات”، ونهض الرئيس من مكانه عشان يرد التحية العسكرية اللي تقريباً ظن إن الظابط جاي ناحيته عشان يحييه، وعندها، دوى صوت الفرقعات، وحصل هرج وكر وفر وعشوائية اجتاحت المشاهد، وفي الخلفية انطلقت رصاصات مجهولة المصدر، ولقينا على الشاشة كراسي المقصورة متكسرة ومقلوبة، وقيادات الدولة في حالة تخبط شديد، و”حسني مبارك” نائب الرئيس محاط ببعض الحراس، وبيتم إخلاء المنصة ودوي الطلقات لسة شغالة، وفجأة انقطع البث والشعب مش عارف إيه المصيبة اللي حصلت..

دا كان مشهد النهاية للرئيس “أنور السادات”، ﻷن الشاحنة اللي وقفت دي كانت محملة بفرقة اغتياﻻت مش فرقة ظباط، والظابط اللي اتقدم ناحية الريس كان “خالد الاسلامبولي” القاتل، المخطط والمنفذ الرئيسي لعملية الاغتيال، كان ملازم أول ظابط عامل باللواء 333 مدفعية، نزل من الشاحنة أثناء العرض بعد إجبار السواق -اللي ما كانش مشترك في العملية- على الوقوف، وفي الوقت اللي نهض رئيسه وقائده الأعلى لتحيته كان هو بيرمي عليه قنبلة يدوية، انفجرت، وبعدها كان هو أول من رفع سلاحه وضرب النار، صوب على قائده بكل الغدر والخيانة اللي في الدنيا، وهو بيحتفل بانتصاره على مرأى ومسمع من العالم كله، في واحدة من أبشع الجرائم الإرهابية في تاريخ مصر..

كان من ضمن فرقة اﻻغتيال الأربعة رقيب متطوع بالدفاع الشعبي، اسمه “حسين عباس”، الراجل دا كان بطل رماية وقناص بالقوات المسلحة،

بسلامته قعد فوق عربية الجنود اللي كانت نقلاهم لحد مكان التنفيذ، واستخدم السقف كنقطة ارتكاز قنص، وانتظر لحد ما حصل على فرصة اقتناص “السادات”، وبالفعل أطلق طلقة واحدة اخترقت رقبة الرئيس الراحل، كان “السادات” واقف بعد إصابته في عنقه وهو يصرخ، في الوقت اللي اختفى جميع الحضور أسفل كراسيهم، وبقت فيه غيامة من الدخان الغامق فوق الرؤوس، وهنا وجّه “الإسلامبولي” دفعة طلقات جديدة لصدر “السادات”..

وهنا اتقدم “عطا طايل حميدة رحيل” و هو ملازم أول مهندس احتياط، ورمى قنبلة تانية ما وصلتش للمنصة وما انفجرتش، وكان معاه “عبدالحميد عبدالسلام” ودا ظابط سابق بالدفاع الجوي وشغال في الأعمال الحرة، رمى قنبلة تالتة بس الحمد لله نسي يشيل فتيلها فوصلت للصف الأول بدون انفجار، بعدها قفز اﻻتنيين ورا قائدهم “اﻻسلامبولي” وهم بيصوبوا نيرانهم على الريس، سيل من الرصاصات الهوجائية الطايشة على المدرجات، وبعد ما أصيب “السادات” سقط على الأرض غرقان في دمه، واستمر الهجوم من 40 ثانية لدقيقتين تقريبا، وقتها كان أقرب ظباط الحرس الجمهوري، عميد اسمه “أحمد سرحان”، قعد يصرخ بهستيريا:

  • “انزل على الأرض يا سيادة الريس”.. لكن صراخه جه بعد فوات الأوان، كانوا ملتصقين بالمنصة وبيضربوا الرصاص عليه بشكل مكثف وعنيف جدا، ولما وقع “السادات” على وشه والدم بينزف منه حاول سكرتيره الخاص “فوزي عبد الحافظ” حمايته” وكان بيرفع الكرسي ليقيه وابل الرصاص، في محاولة يائسة لحمايته، وصعد “عبد الحميد” سلم المنصة من اليسار، وتوجّه للمكان اللي مرمي فيه “السادات” وضربه بالرجل وبعدين طعنه بالسونكي، وأطلق عليه دفعة جديدة من الطلقات، كان فعل انتقامي مليان غل وحقد عميق الجذور جواهم يعني وﻻ حول وﻻ قوة إلا بالله..

كان الضحايا “السادات” ومعاه 11 شخص غيره منهم السفير الكوبى، وقائد عسكرى من سلطنة عمان، و مطران من القبط الأرثوذكس، وأصيب 28 شخص تانيين منهم نائب الرئيس “حسني مبارك” ووزير الدفاع “محمد عبد الحليم أبو غزالة”، وكمان وزير الدفاع الايرلندي “جيمس طالي” و4 ظباط من الاتصال العسكري الأميركي..

مفيش حد كان يتوقع اللي حصل دا أبدا، حتى اللي نفذوا العملية أنفسهم ما توقعوش ينجحوا بالشكل دا، خصوصاً وإن خطة التنفيذ دي كانت واحدة من 3 خطط رتبوا لها، وكانت فهم واحدة بتتضمن الهجوم على المنصة بطيارة حربية مثلا، وواحدة تانية كانت بتهدف لمهاجمة استراحة الرياسة أثناء إقامة “السادات” فيها، ورغم نجاحهم في التنفيذ فإن الخطة دي كانت أقل خطة تعقيد وأبسطهم وأسهلهم، ويمكن نجحت أساسا لكونها خطة عادية جدا، وعشان كدا سيطرت حالة من الذهول على الجميع، سادت لحظات من الدهشة والمفاجأة على قوات الأمن، ولكن ردود الفعل كانت تبادل ﻹطلاق النار مع المجرمين، وهنا ارتفع صوت “الإسلامبولي” بيؤكد إنهم ما يقصدوش حد غير “السادات”، بعدها انطلقوا يركضوا عشوائي في كل اتجاه، زي الكلاب الضالة تطاردهم عناصر الأمن المختلفة، وهي بتضربهم بالرصاص، فتم القبض على اﻻتنين وأصيب “اﻹسلامبولي” وهو بيحاول يهرب لكن جابته الشرطة العسكرية..

وعلى ما خضة المفاجأة ما انتهت كان الريس بقى عايم فوق بركة من دمائه، واتسابقت عدسات المصورين لتوثيق لحظة مرعبة وقاسية جداً لرئيس مصر وهو بينازع الموت، لحظة موت القائد الأعلى للقوات المسلحة ولكن بالبطيء، كان بيلفظ أنفاس متقطعة مبحوحة بعد ما تم الغدر بيه عن طريق واحد من أوﻻده، ولكنه ابن عاق وضال، وقام المصور “مكرم جاد الكريم” بتصوير الحادثة بالكامل، وكان وقتها في ركن المصورين على يمين المنصة، واتمكن بـ 4 كاميرات من التقاط 45 صورة للحدث لحظة بلحظة خلال الهجوم، وتم نقل “السادات” للمستشفى واتعمل كونسولتوا طبي مكون من 11 دكتور، وكانوا عايزين يعملوا عملية جراحية شاملة لإنقاذه، ولكن تم إعلان وفاته في غضون ساعات..

وأما بقى “حسين عباس”، فبعد ما قنص “السادات” نزل من العربية وتابع اللي عملوه زمايله، وأول ما بدأت المعمعة والضرب والمطاردات استخبى ورا المدفع الكوري، تخلى عن مساندتهم وهما بيسقطوا واحد ورا التاني وقال يا روح ما بعدك روح، وحاول الهرب من المصير الشؤم دا من خلال تسلله لمنصة

المشاهدين، وبعدين رحل كأي شخص عادى بعد ما تخلص من سلاح الجريمة، وما تمش القبض عليه إلا بعد 3 أيام من وقوع الحادثة، يعني يوم 9 أكتوبر، في تاني يوم العيد الكبير في مداهمات بعد مجزرة مديرية أمن أسيوط الإرهابية، ودا من خلال اعترافات التحقيق..

وعموماً تم إعدام منفذي اغتيال “السادات” صباح يوم الخميس 15 إبريل 1982م، في سجن الاستئناف، تم شنق “عطا طايل” و”محمد عبد السلام فرج” المحرض الرسمى للعمليه و”عبد الحميد عبد السلام” و”حسين عباس”
وأما خالد الاسلامبولى فقد تم اعدامه رمياً بالرصاص


ده غير متهمين كتير فى القضية منهم عبود و طارق الزمر اللى وصلت احكامهم لاكتر من مؤبد ولكنهم خرجوا بعد ثوره يناير


وبالمناسبة الاتنين دول ما اشتركوش فى العرض من الأساس عشان فى ناس كتير مفكره أن خصوصاً عبود كان من قتله الرئيس السادات ولكنها معلومه غير صحيحه


رحم الله الرئيس السادات واسكنه فسيح جناته يارب

شهيرة النجار

وسوم