السبت, يوليو 27, 2024
حكايات وذكريات

هالة السعدني تروي أسراراً من رحلة علاجها وكيف عرض الولد الشقي نفسه للبيع من أجلها حكايات من بيت آل السعدني

شارك المقال

أعجبت بشدة بمقال كتبته الإعلامية الكبيرة بنت الكاتب العظيم هالة محمود السعدني وتم نشره في عدد خاص عن الراحل إستأذنت هالة من شدة جمال ما كتبته وإعادة عرض مقال نشره الراحل يعرض نفسه للبيع من أجل أن يعالج هالة وكيف كان لهذا المقال وقع السحر وسردت بعد نشر سطور من هذا المقال الذي نشر في مجلة صباح الخير الغراء بيتنا الكبير ما حدث بعدها.

الاعلامية هالة السعدني

أترككم لتلك الحكاية بل الحكايات الجميلة على لسان الجميلة هالة السعدني تحت عنوان بابا وأنا وكل الهنا

هي سنين مرت شبه الحلم صحيح أنها طالت في عدد السنين ولكن الحساب عند العيلة السعدنية لا يتم حسابه بالساعات والأيام ولكن بالسعادة اللي كنت بأحس إنها تغمرني بسبب وجود هذا الأب الذي لم أعرف له مثيلاً في كل من قابلت من البشر … كنت شغل السعدني وشاغله منذ البداية … معا سافرنا في رحلة إلي الأطباء والعلاج والعمليات الجراحية … لم يكن هناك علاج موجود في مصر لحالتي ولذلك خاف الأب الأجمل على شخصي الضعيف وحاول بشتي الطرق أن يجد مخرجا لهذه المهمة المستحيلة وتقدم بطلب للعلاج على نفقة الدولة ف الخارج، وتبين له أن الداخل والخارج لا فرق بينهما … فالعلاج في الداخل غير متوفر، وفى الخارج المال غير متوفر، وهكذا استوي الحال وأنا أرجع بذاكرتي التي لا تزال بخير تحمل كل كلمة وكل همسة وكل إيماءة، وكل ذكري بيني وبين العشق الأكبر في العمر كله السعدني الكبير … أتذكر المقال الذي كتبه في المجلة التي أحببناها كلنا منذ صغرنا في أيامها الأجمل والأخلد … كتب يقول في مقال “عبقري للبيع”.

يا بلاش … أيا الناس فرحة عظيمة لا تدعوها تفلت من أيديكم … اقتناء عبقري في منازلكم في حجرة النوم ينفع في حجرة الصالون … يصلح في الأنتريه … ما أحلاه في الصالة كالزينة … ما ألطفه في البلكونة كعصافير الجنة … يا سلام … ع الباب كما التعلب الرومي … أجارك الله.

          العبقري إياه … هو العبد لله محمود السعدني قصة قصيرة دائمة، وطويلة أحياناً ومؤلف برامج إذاعية حسب التساهيل، وكاتب مسرح مش بطال وصحفي منتشر كسجائر البلمونت وصاحب وفى أجش يصلح في المآتم والمصائب وخلف الجنازات.

          وصاحب خلقة فظيعة تصلح لتخويف أبناء الجيران فيلزموا الهدوء والسكون وتستطيع يا من تشتري – أن تنام وقت الظهير وتتقلب ع الجانبين دون أن تأرق أو تستيقظ بعون الله، ويا حضرة المشتري المجهول … ابسط فلن تشتري العبقري وحده … فكل عبقري وله إكسسوار … وإكسسوار حضرتنا عشرة كتب وثلاث مسرحيات ومائة ألف مقال وألف حديث إذاعي وقلم أبنوسي ثمنه “نكلة” هو الذي كتب سجل هذه الأطنان من الأوراق.

ويواصل الوالد الشقي الجميل سرد كل ما هو جميل في شخصه.

محمود. السعدني

ملحوظة يوجد مع العبقري مجموعة من النجف والكريستال وخلاط جديد في الكرتونة وسيارة فولكس فاجن ربع عمر.

المعروض للبيع ويبوح بسر البيع الذي لم يكن ع البال ولا ع الخاطر … ويقول: وأصل الحكاية يا حضرات الزبائن الكرام أن السلعة المعروضة للبيع في المزاد … والتي اسمها محمود السعدني والثمن ألف جنيها يا بلاش … له بنت اسمها هالة وهي نقيض أبوها ولله الحمد فأنا في جمال الشمبانزي وهي في حلاوة الموز، وأنا أصغر من فصيلة اليابان وهي شقراء من السويد وأنا أصلع وشعرها في لون النبيذ … والبنت هالة باختصار مريضة مرض عضال وعلاجها متعذر في بلادنا ولكن متوفر عند طبيب وارد ألمانيا اسمه لانجي في مستشفى جراحة العظام في ميونخ بلد هتلر والبيرة والفراخ التي هي في حجم الكلاب.

          العلاج عند لانجي … ولانجي في ميونخ وميونخ عاوزة ألف جنيه … والألف جنيه أو الانتحار … والانتحار صعب ورهيب ومرض هالة أشد صعوبة وهو مرض لا  يصيب إلا الطفل النظيف فهو لا يتسلل إلي بيتك إلا إذا كان نظيفاً كما الصيني بعد غسيله كما يقول عمنا لانجى … وأنا أصدقه ذلك لأنني أكلت في طفولتي طوب الشوارع وقشر البطيخ … وسفيت من تراب الحارة … وشربت من ماء البرك … ولم يصبني أي مكروه ولكن هالة … لم تشرب من البركة ولم تأكل قشر البطيخ ولم تتذوق تراب الحارة وكانت نظيفة جميلة وحلوة كأنها قطعة من السكر … ثم فجأة أصابها المرض اللعين في رجلها.

          ولهذا فأنا أعرض نفسي على حضراتكم للبيع من أجل الوصول إلي الدكتور لانجى وعلاج حتة السكر على المهلبية حالة … أعرض نفسي وإنتاجي الأدبي كله فقط بألف جنيه ومستعد أنتقل مع سعادة المالك إلى حيث يقيم … أسامره وألاطفه وأضاحكه وأكتب له المقالات والقصص وبرامج الإذاعة والمسرحيات.

          وهي فرصة … والله لا يمكن أن تعوض … فرصة شراء عبقري وربطه من عنقه بسلسلة وجره وراء ظهوركم … في أمسيات الصيف على الكورنيش أو في أيام الشتاء الدافئة حول نادي الجزيرة … والمعاينة يومها في دار روز اليوسف بشرط أن تثبت الجدية في دفع الألف جنيه والمخابرة مع الدلال لويس جريس، والمفلسون والسماسرة يمتنعون.

الشقيقان صلاح ومحمود السعدني

العلاج عند لانجى … ولانجى في ميونخ وميونخ عاوزة ألف جنيه … والألف جنيه أو الانتحار … والانتحار صعب ورهيب ومرض هالة أشد صعوبة.

ملحوظة يوجد مع العبقري مجموعة من النجف والكريستال وخلاط جديد في الكرتونة وسيارة فولكس فاجن ربع عمر.

لا رماكم الله في مزاد مثل هذا … آمين يارب العالمين.

هالة تعلق على والدها محمود السعدني

ولا أخفي على حضراتكم أنني كلما قرأت كلمات أبويا الحنون شعرت أن كل قطعة في جسمي تبكي هذا الأب الذي كان عنوانا للحنان في كل المحن ودواء لكل علة لا يمكن أن يقدر بثمن فهو مثل كل ما هو نادر في عالم التحف لا يمكن أن تجد له نظير، فهو تحفة بشرية وهبها المولي عز وجل كل ما هو رائع من صفات … إذا جلست إليه تنس هموم الدنيا … تضحك من أعماق القلب فينقلب الهم والغم إلى ماضي لا يمكن أن تتذكر منه شيئاً على الإطلاق طالما أنت قربت من المجال المغناطيسي للسعدني … لقد كنت أتمني من أعماق القلب أن أعيش حياة أبي وأن أرتدي جلبابه وأن أحيا في حارة سمكة التي أعتبرها أجمل مكان في الجيزة لأنها ضمت تحفة بشرية لا يمكن أن تتواجد إلا فيها … هناك عاشت السيدة التي ورث عنها السعدني خفة الظل والروح، وملكة الحكي والجاذبية الخطيرة التي تحيط به وبها وفى منزلها، وبعد أن أصابني المرض وسافرت في رحلة العلاج الطويلة التي استغرقت ما يقرب من عشرين عملية جراحية تكللت بالنجاح بفضل الله أولاً ثم بفضل هذا العبقري الذي لا نظير له السعدني الكبير … ولأول مرة أجد عيون أبويا الضاحكة الباسمة رغم الهموم والأحزان تمتلئ بالدموع وتخونه … ولكنها هذه المرة دموع الفرح … ووداع عشرون عاما من المأساة والجري وراء الأطباء والمستشفيات وأقول لحضراتكم … أنني لم أفرح لنفسي بقدر ما أسعدني أن السعادة عرفت أخيراً طريقها لقلب الولد الشقي الذي أصبح عليه أن ينتزع أخي أكرم من بيتنا ويذهب به إلي حيث نشأ هو شخصياً إلي حارة سمكة وذلك بناء على نصيحة الأطباء.

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×