مواقف موسى مع الخضر
حكى لنا القرآن العظيم ثلاثة مواقف كانت بين موسى عليه السلام والخضر، مليئة بالدروس والعبر.

🌳الموقف الأول: خرق السفينة
🌿 جواز ارتكاب أخف الضررين لتفويت؛ أشدهما، كما فعل الخضر عليه السلام مع
السفينة، فلو لم يخرق السفينة لأخذها الملك الظالم.
🌿 استعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ؛ فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله: {فأردت أن أعيبها} وأما الخير فأضافه إلى الله تعالى في قوله: {فأراد ربك أن يبلغا أشدّهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك} كما قال إبراهيم عليه السلام: {وإذا مرضت فهو يشفين}؛ فنسب المرض إلى نفسه، ونسب الشفاء إلى الله سبحانه، وقالت الجنّ: {وأنّا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدًا} وكلّه من قضاء الله وقدره.
🌿ليس كل ما يقال يمكن تنفيذه؛ فقد أخبر موسى عليه السلام الخضر أنّه قادر على تحمّل العلم الذي يملكه، ولكنّه لم يصبر.
🌿 ينبغي لمن رأى المنكر أن ينكره كما أنكر موسى أفعال الخضر عليهما السلام؛ لأنه كان يراها منكرًا في البداية.
🌿 جواز الحكم بالظاهر حتى يتبين خلافه؛ فموسى عليه السلام حكم بالظاهر على تصرفات الخضر؛ ثمّ تبيّن له بعد ذلك حقيقة الأمر.
🌿الفقير أشدّ فقرًا من المسكين؛ فالله قدّمه في آية الصدقات في سورة التوبة: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} وكذا بيَّن سبحانه في هذه الآيات أنَّ المساكين يملكون سفينة؛ فالمسكين يملك بعض المال ولكنّه لا يكفي لقضاء حاجاته.
*🌿الأصل في *وظيفة الملوك* الحفاظ على الرعيّة وممتلكاتهم، وليس سرقة مقدراتهم
والتضييق عليهم في أرزاقهم؛ قال تعالى عن الملك الوارد في القصة: {ملك يأخذ كل سفينة غصبًا}
🌳الموقف الثاني: قتل الغلام

🌿القتل من أكبر الذنوب؛ قال موسى عليه السلام عندما قتل الخضر الغلام مستنكرًا: {لقد جئت شيئًا نُكرًا}.
🌿يأتي الفاجعة أحيانًا لما هو خير؛ فموت الابن الضال في القصة ظاهره: مصيبة وفاجعة كبرى للأبوين الصالحين، وباطنه: راحة ورحمة لهما من الله.
🌿جواز القصاص؛ قال موسى وهو يستنكر على الخضر قتله للغلام: { قتلت نفسًا زكيّة بغير نفس}.
🌳الموقف الثالث: بناء الجدار
🌿خدمة الصالحين أو من يتعلق بهم أفضل من غيرها، فقد علّل الخضر استخراج الكنز للغلامين وإقامة الجدار لهما بأن أباهما كان صالحًا.
🌿صلاح الآباء ينفع الأبناء؛ فبصلاح أبيهما -كما عبّر القرآن- سخر الله للغلامين من يحفظ لهما كنزهما.
شهيرة النجار