السبت, يوليو 27, 2024
أرشيفمقالات

والله خير الماكرين

شارك المقال

صبيحة يوم الأربعاء قبل الماضى، ذلك اليوم الذى شهد مساؤه
 
عزل مرسى من الحكم صدر قرار محكمة الاستئناف بعودة المستشار عبدالمجيد محمود لموقعه الذى أخرجه منه الرئيس المعزول عنوة، يومها اتصلت هاتفيا بالكاتب الكبير وعضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكرى، اسأله عن الوضع وخارطة الطريق لموقف عبدالمجيد محمود، فقال: إن المستشار عبدالمجيد سيعود لموقعه ولو حتى ليوم واحد حتى يسجل ذلك تاريخيا ولكنه- ولازال الكلام لبكرى- طالما مرسى موجود فإن عبدالمجيد سيستلم منصبه وسيظل به حتى عزل مرسى لأنه إذا استقال بعد يوم من عودته فإن هذا يعنى تسمية ثلاثة مستشارين يختارهم مجلس القضاء الأعلى ويقومون برفع تلك الأسماء لرئيس الجمهورية ليختار منها واحدا وهذا يعنى اعترافا رسميا بشرعية مرسى التى سقطت نتيجة أفعاله طوال عام كامل، كان ذلك هو السيناريو المتفق عليه بين رجال القضاء، وشاءت الظروف الطيبة أن يعزل مرسى مساء يوم عودة عبدالمجيد محمود فأعلن الرجل عودته لمكتبه يوم الخميس والذى شهد معه حزمة قرارات، كان أبرزها إخراج الناشط أحمد دومة والذى حبسه الإخوان بتهمة سب رئيس الجمهورية، ولما رأى عبدالمجيد محمود أن مواقع التواصل الاجتماعى بدأت تعلن غضبها وقولها أن بعودة عبدالمجيد محمود هو عودة لنظام ما قبل ثورة يناير، فآثر الرجل على نفسه ألا يخرج عن نغمة السرب المغرد وأعلن صباح الجمعة، أى بعد يوم من عودته استقالته من منصبه وعلى مجلس القضاء اختيار ثلاثة ورفعهم للرئيس المؤقت الذى هو من البيت القضائى، مكملا أنه سيعود لمنصة القضاء وصباح الثلاثاء الماضى كتب الاستقالة رسميا وترك منصبه. التحية فى مثل هذه الأمور لا تكفى لمواطن مصرى بدرجة نائب عام، لأنه تعامل مع الحدث بوطنيته، مؤكدا أنه لا يتكالب على منصب ولا جاه، يكفيه أن التاريخ سيكتب له أنه وقف فىوجه عدوان رئيس طاغ باغ وعصابة قتلت وأراقت الدماء فى مصر ولم يهمه روحه ولا أسرته، كان يهمه هيبة القضاء وسريان القوانين وانتصرت إرادة الرجل المحترم بعدما أعطى درسا لن ينساه التاريخ وكان موقفه مسمارا فى نعش جماعة المتأخونين.

تهانى الجبالى

فى ذات السياق كان موقف المستشارة الجليلة تهانى الجبالى التى أخرجها الإخوان من المحكمة الدستورية بقوانين مفصلة أعلنت أنها كسبت دعواها القضائية بعودتها للمحكمة الدستورية لكنها لن تعود، يكفيها فخرا أن نالت حقها بالقانون وأن الميزان اعتدل من جديد، وإذا أراد أحد أن يكرمها، فيكرمها فى شخص نساء مصر بإعطائهن فرصة لتولى مناصب قضائية أكثر وأكبر وأن تجلس المرأة بحق على منصة القضاء. يكفى أن المرأة كانت تتقدم الصفوف الأولى فى الموجة الأولى لثورات 30 يونيو حاملة أطفالها على كتفها أو جالسة على مقعد متحرك أو مسنة، هذه هى المرأة المصرية التى لن يستطيع أحد أن يقصيها من المشهد السياسى ولا القضائى ويكفى المستشارة تهانى – والكلام لها- أنها دخلت تاريخ القضاء المصرى بلقب أول قاضية امرأة فى مصر.. بكل العرفان تحية للجليل عبدالمجيد محمود والمستشارة تهانى الجبالى هذا هو قضاء مصر.

عشنا الموجة الثالثة من تاريخ صد الهجوم على العرب

وقبل أن أنهى لزم التحية للشعب المصرى الذى أثبت أنه شعب عندما ينتهى من عمله يخرج يعمل ثورة فى أوقات فراغه، شعب كبير بحق ولكن يكفينا ذلك الجيل كله أننا عشنا الموجة الثالثة من التاريخ التى صدت هجمات الصليبيين الجدد على عالمنا العربى، فالموجة الأولى بمعركة عين جالوت التى ردت هجوم التتار عن مصر وكل العالم العربى وأوروبا، والموجة الثانية رد هجوم الصليبيين فى معركة حطين والمعركة الثالثة ثورة 30 يونيو التى فتتت مخطط العدو الأمريكى واليهود لتفتيت المنطقة العربية وإقامة الشرق الأوسط الجديد على أساس عرقى ومذهبى وطائفى، مصر التى أربكت الإدارة الأمريكية الدولة العظمى الأولى المتحكمة فى مصائر دول العالم، شعبها فهم اللعبة وعرف أن الإخوان المسلمين فصيل متأسلم رتبته الإدارة الأمريكية لتفتيت وخراب مصر، ولكن السحر انقلب عليهم، قال تعالى «وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون» وقال أيضا «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×