يحتاج إلى وقفة طويلة…وهو ما أسميته بالمعمار أو البنية الهندسية، أو التركيب العضوي أو الترابط الحي بين الكلمة والكلمة.
وما أشبه القرآن في ذلك بالكائن الحي.. الكلمة فيه أشبه بالخلية.. فالخلايا تتكرر وتتشابه في الكائن الحي ومع ذلك في لا تتكرر أبدًا.. وإنما تتنوع وتختلف.. وكذلك الكلمة القرآنية فإننا نراها تتكرر في السياق القرآني ربما مئات المرات، ثم نكتشف أنها لا تتكرر أبدًا برغم ذاك، إذ هي في كل مرة تحمل مشهدًا جديدًا.. وما يحدث أنها تخرج بنا من الإجمال إلى التفصيل.. وأنها تتفرع تفرعًا عضويًا.. تمامًا مثل البذرة التي تعطي جذرًا وساقًا ثم أغصانًا ثم أوراقًا ثم براعم ثم أزهارًا ثم ثمارًا، وهي في كل مرة لا تخرج عن كونها نبات البرتقال.. ولكنها عبر هذا التفصيل تعطينا في النهاية حقيقة نبات البرتقال.. وذلك هو الترابط العضوي أو المعمار الحي..
و القرآن بهذا المعنى يشبه جسمًا حيًا.. والكلمة القرآنية تشبه كائنًا حيًا أو خلية جنينية حية، فهي تتفرع عبر التكرار الظاهر لتعرض مشاهد يكمل بعضها بعضا تماما كما تنقسم خلية الجنين لتعطي خلايا الرئتين والقلب والكبد والأحشاء والعظام والجهاز العصبي إلى أن تعطينا في النهاية إنسانًا كاملاً..
وقد جاء هذا التنوع من خلايا متشابهة..
فذلك هو التفصيل الذي كان مجملا في الخلية الأولى للجنين.
كتاب.. القرآن كائن حي
الدكتور.. مصطفى محمود.
شهيرة النجار