وابتلي في الثانية في حادثة الإفك شهراً من الألم قبل نزول البراءة من رب العالمين ..
فقد أولاده جميعا في حياته.. ذكورا وإناثا.. عدا فاطمة ..
ولكنه بُشِّر أيضا أنها ستلحق به قريبا ولن يطول عمرها بعده..
حتى ولده بالتبني قبل الإسلام الذي كان يدعى زَيد بن محمد ..
استشهِد في حياته ..
كان يوعك كما يوعك الرجلين إذا مرض..
أحبَّ أبا طالب وحمزة .. مات الأول على كفره ولم يفرح بإسلامه .. واستشهد الثاني ومُثِّل به أيضا في وقت هو في أشد الحاجة – البشرية – إليه ..
ذاق الجوع شهورا حتى ربط الحجر على بطنه ..
نام على الحصير حتى ترك أثرا في جانبه ..
أُصِيب في المعارك وسالت دماؤه الشريفة ..
فقد الكثير من أصحابه وأرحامه تترا استشهادا وغدرا قبل الهجرة وبعدها ..
إننا نردد (اشد الناس بلاء الأنبياء) دون أن نفككها ونتأمل فيها عمليا.. وهل يصبرك على بلاءك مثل إدراكك لبلاء سيد الأنبياء ..
هل تفتنك المحن والابتلاءات وتظن أنها علامة على خطأ الطريق إذا ما أدركت كيف عاش نبراس الطريق محنا وابتلاءات أشد منها!
هل تعبد الله على حرف وتنقلب إذا مسك الضر وقد أدركت قدر الضر الذي وقع لمن هو خير منك وخير الخلق أجمعين!
ليست شعارا بل حقيقة ..
هذه هي الدنيا فافهمها .. وهذه طبيعتها فاستعن بالله عليها
لا تشغلك المحن عن غايتها .. لا يشغلك ألم الامتحان عن الإجابة الصحيحة لكل سؤال، إياك وفتنة الدُنيا و المال وفقد الأحباب فهي كفيلة ان تُهلكك ..
اللهم أعنا على رسالاتنا وما خلفتنا من اجله واستعملنا لا تستبدلنا وأجبرنا ووفقنا إلى ما تحبه وترضاه وأجمعنا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء والمرسلين وأشرف الخلق أجمعين
شهيرة النجار