حتى تتمنى الموت قبل أن تعيشها، وتمر الأيام وتثبت لك أنها كانت الأفضل في حياتك، كانت مريم بنت عمران من شدة البلاء تتمنى الموت،
﴿فَأَجَآءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ قَالَتۡ يَٰلَيۡتَنِي مِتُّ قَبۡلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسۡيٗا مَّنسِيّٗا ٢٣﴾
مريم
فكيف ستواجه الفتاة العابدة الزاهدة التي طالما تحنثت وتعبدت في معابد ومحاريب بني إسرائيل، كيف ستواجه المجتمع بهذه المعجزة، وكيف ستتحمل وهي فتاة ألم المخاض وحدها، لم تكن تعلم وقتها أن هذه التجربة الصعبة، ستكون أفضل تجارب حياتها، وأنها ستكون آية للعالمين، ومَثَل ونبراس للمؤمنين، وأنه سيتكلم عنها سيد وإمام المرسلين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنها ستذكر بسورة كاملة باسمها في القرآن الكريم، (سورة مريم)
وأن في أحشائها جنين سيبدأ التاريخ عنده، في كلامه إضاءة للبشرية، هدي ونور ورحمة وبركة.
أيام قلائل سينكشف الغم ويزول البلاء، وينقضي المخاض، وستعرف حكمة الله عز وجل، ورحمته بك في تقديره.
شهيرة النجار