شهدت الأيام الماضية انقساماً كبيراً بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حول «المنزل المعجزة»، الذي ظل صامداً أمام فيضانات ليبيا، التي تسببت فيها العاصفة «دانيال»، فهناك من تحدثوا عن «معجزة» وعن أفعال صاحب المنزل الجيدة التي ساعدته في الحفاظ على ممتلكاته، وبين مشككين في حقيقتها، لاسيما أن شكل المنزل لا يتماشى إطلاقاً مع بقية المشهد في المدينة، التي عمتها الفوضى ودمرت بشكل كبير.
وتداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من الصحف، صورة لمنزل في مدينة درنة المنكوبة، يبدو أنه لم يتأثر بالفيضانات العارمة التي اجتاحت المدينة وخلفت آلاف القتلى والجرحى.
الحقيقة الكاملة، عبر محاولة التواصل مع مالك المنزل أو أحد أقاربه، بعد الشهرة الواسعة التي حظي بها ذلك المنزل، ليفجر ابن عم مالك المنزل مفاجأة عن حقيقة المنزل المعجزة، وحقيقة الحديث المتداول على مواقع التواصل الإجتماعي.
«بن دراعة»: الأيتام ليس لهم علاقة بالمنزل المعجزة
«المنزل نجا من الفيضانات بإرادة الله وحكمته، ولا يوجد شيء اسمه بيت معجزة»، بحسب عبدالرحمن بن دراعة، ابن عم صاحب المنزل المعجزة في مدينة درنة الليبية، الذي أكد أن صاحب المنزل يُدعى «عادل»، وهو رجل متدين، ودائماً سباق لعمل الخير، ولا علاقة للأيتام بالمنزل، كما يدعي البعض
وأضاف «بن دراعة» قائلاً: «لا أعلم ما يتداول عن ابن عمي، وأنه يكفل يتيماً، وحتى إذا فعل ذلك، فإن ذلك بينه وبين الله، ويبقي العمل خالصاً لوجه الله»، وتابع متسائلاً: «هل وقعت البيوت الأخرى لأن سكانها لا يقومون بأعمال الخير؟».
لماذا صمد المنزل المعجزة في درنة أمام فيضانات ليبيا؟
واستطرد «بن دراعة» أن «القصص المتداولة بأن صاحب المنزل كافل للأيتام ما هي إلى قصص خرافية من نسج الخيال، صاحب المنزل مجرد شخص خير، و لا صحة بأن المنزل بني بشكل هندسي معين حتى يكون صامداً أمام الفيضانات، فهو منزل عادي وصاحب المنزل وأسرته بكل خير».
ظهر المنزل في الصور بطلائه الأبيض ويبدو كأنه حديث البناء، بينما تبدو آثار الدمار على البنايات القريبة منه، وهو ما أُثار استغراب مستخدمي مواقع التواصل الذين شكك بعضهم في صحة الصورة، فيما وصف البعض الأمر بـ«المعجزة»، إذ لم تصب جدران المنزل أو أبوابه ونوافذه بأي أضرار، رغم أن بقية المنازل من حوله تأثرت بشدة.
وتظهر صورة ملتقطة بالأقمار الصناعية، نشرتها «رويترز»، نقلاً عن خدمة «ماكسر»، المنزل وقد بدا فعلاً بحالته الطبيعية، كما تظهر الصورة الملتقطة من أعلى بيوتاً أخرى حول البيت الذي وصف بـ«المعجزة»، صمدت في وجه الفيضان وبقيت قائمة، وإن كانت تأثرت بدرجات متفاوتة.
شهيرة النجار