حكايات وذكريات

أقباط من دفتر حياتي (1) في عيدهم رؤوف سلامة موسي الذي غير حياتي

شارك المقال

بمناسبة أعياد رأس السنة وميلاد السيد المسيح أردت أن نحتفل به سوياً بطريقة مختلفة علي طريقتي بأن أقص عليكم بعضاً من الحكايات لشخصيات مصرية دخلت حياتي وكان لها دور كبير.
والحقيقة أجد حرجاً وجرحاً لو ذكرت كلمة توصيفية بالأقباط لأنهم أصدقاء وأساتذة كبار لي وأهل وأصحاب فضل بعد الله علي ولكن أكتب الكلمة للايضاح فقط
خاصة أنني أغضب عندما أجد كل عام في من يتحدث ويقول حلال أم حرام تهنئة الأخوة الأقباط في أعيادهم لأن ترديد ذلك الكلام فيه تسفيه للمواطنة والعلاقة النادرة بين المصرين مسلمين كانوا أو أقباط ولا يردد ذلك الكلام الا ناقص
والحقيقة من خلال طريقتي في الاحتفال أقلب وأسرد أوراق من دفتر حياتي

رؤوف سلامة موسي

رؤوف سلامة موسي البداية

رؤوف سلامة موسي هو ناشر كبير لأحد دور النشر علي ما أتذكر اسمها دار المستقبل وكان مقرها شارع صفية زغلول ملاصقة للنادي السوري
وهو ابن الكاتب التنويري الراحل سلامة موسي أحدٍ أقطاب الأدب في العصر الذهبي في الخمسينات
تعرفت بالناشر رؤوف سلامة موسي وأنا في السنة النهائية بكلية الآداب بعدما فازت قصة قصيرة لي تقدمت بها لمسابقة الكلية بالمركز الأول ثم تقدمت بأخري في مسابقة الكليات علي مستوي جامعة الإسكندرية لتفوز أيضا بالحايزة الأولي ولم تكن القيمة المالية التي كانت وقتها 35 جنيهاً مصرياً هي المعني ولكن المعني كان في الجانب المعنوي الذي وضعني في أول طريق البحث عّن الذات وكان التعرف علي الناشر رؤوف سلامة موسي من خلال أستاذي ومعلمي الدكتور زكريا عناني أستاذ الأدب والنقد بكلية الأداب متعه الله بموفور الصحة
قدمني للأستاذ رؤوف سلامة حتي يطبع لي أولي أعمالي وهي مجموعة قصصية صغيرة لم يكن متحمسا لنشرها لشابة لم تتخرج بعد وفي ذات الوقت ليس لها اسم ولايعرفها أحد
وقتها طلب مني طلبا تعجيزيا لو فعلته سيطبع المجموعة القصصية واجره علي الله

عبد الفتاح رزق

ماذا كان الطلب؟

قال لي أن والده الراحل سلامة موسي كان قد كتب مقالا في أول الخمسينات يدعو فيه إلي عمل احتفال بعيد الأم
وكتب ذلك في مقال بجريدة الأخبار علي ما اتذكر وانه أول من نادي بذلك قبل مناداه الكاتب الراحل مصطفي آمين بذلك ولكن الناس نسبت الفضل لمصطفي أمين في أنه أول من نادي بذلك ونسوا المنادي الأول فلو انا أستطع ان أحصل له علي ذلك المقال سيكون هو السبب في نشر أول مجموعة قصصية لي، بل واسمي سيكتب بالبنط العريض قلت له وكيف احصل لك عليه؟
قال هو في دار الكتب في الأرشيف، والمقال من سنه 1951 علي ما أتذكر اذهبي للقاهرة وابحثي في دار الكتب لان بالفعل ارسلت كثيرون جميعم فشلوا في العثور عليه اما عن عمد أو استهانوا برغبتي في ذلك
قلت له ماشي
وبالفعل توجهت للقاهرة وأقمت ثلاثه أيام، أبحث له فيها بأرشيف دار الكتب والتي كان أول دخول لي في حياتي بها
ومن خلال تلك التجربة تعرفت علي عوالم آخري بل قرات ما يمكن ان تقع عليه عيني فيه وربما كان ذلك سبباً مباشرا أن أتعلق بتلك الحقبة التاريخية من خلال لمسي للصحف والإطلاع علي حياة مصر بحلوها ومرها وأدبها وفنها وسياستها.

ادوار الخراط

سارق نفسه

وانا أبحث عن مقال سلامة موسي تقع عيناي علي مقالات مصطفي آمين ولا انسي مقالا وقعت عيناي عليه في الخمسينات يتحدث عن أوائل الطلبة في الثانوية العامة أين هم من موقع الحياة بعد 4 سنوات من تاريخها
وأخد يتحدث أن رئيس الوزراء ووزراءه وأهل الأدب والفن ليسوا أوائل الثانوية العامة وليس رئيسً الحكومة أول الثانوية
الغريب إن ذات المقال كان منشورا بتوقيع امين معادا في الاخبار وقت ان ككنت أبحث عن مقال عيد الام لسلامة موسي ووقع في عقلي شيء غريب اتظل الفكرة طازجة40 سنه؟!!
أيمكن ان يسرق الصحفي نفسه ويكرر قلمه؟! حتي لو كان كاتباً كبيراً؟ هل لازالت مشكلة الثانوية العامة طوال هذه الحقب بلا حل وهي البعبع الأبدي السرمدي ؟!!!

مصطفي امين

عرفت قيمة الكتابة وأهمية المهنة التي تغير وتبدل مجتمع عندما كان فيه صحافة بجد
وفي آول اختبار حقيقي لي مع الحياة العملية كان الإصرار الا تفشل المهمة والتي كانت بالنسبة لي حياة أو موت
ولكن ذلك الناشر دون أن يدري أسدي لي معروفًا كبيرا، أدخلني وجعلني أعرف ماهي الصحافة وجعلني أطلع علي كتابات لعظماء المهنة وشيوخهم الذين أسسوا لها من قبل ان تولد أمي وأساليب القص والسرد وطريقة الجمع بين الخبر والتعليق عليه وماهو مشوق وماهو بارد
دخلت جامعة صحفية وكورس مكثف في ثلاثة أيام دون آن أدري إن تلك الأيام الثلاث ستبدل حالي وتجعلني أعشق تلك المهنة التي لم يخطر ببالي أبدا أني يوما سأعمل بها

أسامة أنور عكاشة

عيد الأم وعيد ميلاد رغبة جديدة

عدت ليس بخفي حنين ولكن عدت بالمقال الذي كان سببا في معرفة ماذا أريد فالإنسان في مرحلة ما يكون متخبطا لايعرف ماذا يريد وكيف لو عرف مايريده من أين سيبدأ
أعطيت المقال لرؤوف سلامة موسي والذي لم يكن يصدق عيناه وهو يطلع علي نسخة رسمية استخرجتها له وكفاءني بمائتي جنيه كان ذلك منتصف التسعينات
ووفي بما وعد ونشر المجموعة القصصية لي تحت عنوان أحلي مافي الحياة
والتي كانت بداية إرهاصات أدبية لي أعتقد أنه لازال عندي نسخة أو اثنين منها

النصيحة ابعدي عن الأدب

ثم وجه لي وهو الناشر الكبير لكبار كتاب مصر مثل ادورا الخراط وزينب صادق وأسماء اخري سقطت من ذهني مع الزمن
قال لي لاتجعلي عملك هو الكتابة الأدبية فمصير من يمتهنها الآن يمكن ان أطلعك عليه بعينيكي وأنتي تزوريني هنا كل جمعة لتري اللقاء الأدبي الذي أجمع فيه أدباء مصر والإسكندرية وسترين بعينك وضعهم
أنتي موهوبة وتملكين الإرادة والأدب ياعزيزتي أصبح بضاعة مثل السقا زالت وفي طريقنا لإعلان وفاتها رسمياً
شوفي أسامة أنور عكاشة مثلاً كان يكتب القصة والكتب منشورة له في الفاترينات لا أحدٍ يقبل عليها لكن ما أن كتب مسلسلا تلفزيونياً حتي أصبح ملء السمع والبصر وأصبح أسامة أنور عكاشة

قلت له الآن ستطبع المجموعة القصصية؟
قال نعم لأني وعدتك وعارف إنها مش هتبيع لأن ليس لكي اسم معروف ولكن وعدت
قلت له ماشي بس أنا حبيت الصحافة وعايزة أكمل فيها؟
قال اطلعي مصر مفيش في إسكندرية صحافة
بصي يا بنتي روحي قدمي في التلفزيون أنتي مخارج ألفاظك حلوة وكويسة، ابعدي عن الصحافة والأدب
ووفي بوعده وطبع لي المجموعة القصصية وأنا لم أستلم شهادة التخرج بعد
وسألته إزاي أشتغل مذيعة دي عايزة واسطة؟
كان رده بيجي عندي كل جمعة أدباء كثيرون منهم صحفي وأديب كبير في مجلة روزاليوسف هعرفك بيه لان هو في إتحاد الكتاب وضيف دائم في برامج ماسبيرو
ليعرفني بالكاتب الصحفي الراحل ورئيس قسم الأدب في مجلة روزاليوسف الراحل الكبير عبد الفتاح رزق المؤلف الكبير ووالد الزميل أسامة عبد الفتاح وعم الفنان أحمد رزق لتكون البداية

شهيرة النجار