يقول مولانا سهل التستري رضي الله عنه :
عندما كنتُ في بداية شبابي كنت أصَحُّو في
الليل على صوت بُكاء خالي ـ وهو يُصلي قيام
الليل ويناجي ربه”…. فقلت لـهُ أدّْعُ الله لِي أن
يجعلني مِثلِك”….. قال يا سهل ….. إذا أخذت
مضجعك فقل(الله ناظِرٌ إليَّ) (الله شَاهِدٌ عليَّ)
(الله مِعِي) قُلها ثلاثاً ثم قُلها عـشراً ـ وداوم
عليها حتى تَستَشعر معناها ـحاضِراً في قلبك”
ثم بعد مدة قُلت لهُ … عَلمني شيء آخر فقال:
إذا كان الله ناظرٌ إليك” وشاهدٌ عليك”….. وهو
معك حيثُمَا كُنت ــ فكيف تَغفلُ عنهُ وتعصِيِّه؟!
قال فأخذني البكاء وَسَجّدتُ للهِ سَجّْدةً شَعَرتُ
فيها أن قلبي وكل كياني قَد سَجَّد ـ فما أحبَبَتُ
أن أرفع رَأسِي لِمَا أصابني من لذَّةٍ وَخُشُّوع”
فَذهبت لِخَالِي وسَـألته … إذا سَجَّدَ القلب مَتَى
يَرفَع ؟! فأجابني يا ولدي إذا سَجَّدَ القلب فلا
يَرفَع إلا بِلقَاءِ خَالِقَهُ وَمَولَاه””
من كتاب نِبّْرَاسُ الصَالِحِين
شهيرة النجار