تاريخ مسابقات الجمال فى مصر
كنت بالمصادفة قد نشرت العدد الماضى عن تكريم أيقونة الأنوثة نبيلة عبيد فى مهرجان الإسكندرية السينمائى الماضى وكان قبل عددين قد افتتحت ملف التجميل فى مصر حتى وصلت للحلقة الخاصة بمرحلة نبيلة عبيد ونادية الجندى فى تاريخ الجمال والتجميل. توقفت للحديث عن تكريم نبيلة وكان بالعدد الماضى خبر سطرته عن مسابقة مس يونيفرث الذى اشترت علامته التجارية هدى عبود فاستأذنكم أن هذا العدد سيخصص لاستكمال ملف التجميل فى مصر ونؤجل الحديث عن الجمال ومرحلة ثمانينيات القرن الماضى وحالة نبيلة عبيد للوقوف هنا حول مسابقات الجمال فى مصر.
الحقيقة أن مسابقات الجمال فى مصر بدأت منذ عهد طويل حتى من قبل ثورة يوليو 1952 وكانت تقام للترفيه والتسلية بدون كسب مادى لمن يقيمونها وكان غالبا يشترط أن تكون المتقدمة من أبناء البيوت الكبرى وكان يحضرها النبلاء وتقام تحت بند الترفيه ضمن برنامج لحفلات الجمعيات الخيرية والمبرات وشيئا فشيئا بعد الثورة أصبحت تقيمها إدارات الفنادق الكبرى كل هذا ليس تحت بند الربحية ولكن الترفيه حتى إن النجمة الرائعة شويكار دخلت مجال السينما لأنها حصلت على لقب ملكة جمال شاطئ ميامى ومع الزمن وتطوره حصل على العلامة التجارية لملكة جمال العالم يوسف سباهى ونظم المسابقة تحت علامة مس إيجيبت أكثر من (20) عاما أفرخ خلالها أسماء كثيرة دخلت مجال الفن فيما بعد مثل داليا البحيرى ومن لم يفز منهن دخلت أيضا مثل نرمين الفقى التى كانت فى نفس مسابقة داليا البحيرى، أسماء أخرى: أمينة شلباية وهدى عبود وهبة السيسى قائمة طويلة المهم أن يوسف بالطبع كان يستفيد ماليا من شراء العلامة وتنظيم المسابقة وهو بالمناسبة إسكندرانى فكيف استفاد؟
من خلال استحضار الأسبونسرز للمسابقة والأسماء التى يختارها للتحكيم وغالبا من أصدقائه ومن يقوم بتصفيف الشعر وعمل الميكاب للمتسابقات حتى لو مجانى مستفيد دعاية والفندق المقام فيه المسابقات إما أن يعطى المكان مجانى ويكون إسبونسرز ويغطي نصف التكلفة ويتم عمل حفل غنائى وحفل ختامي بتكت (دى برضه فلوس) ويتم بيع المسابقة للقنوات (دى برضه فلوس) وبعد ذلك طور سباهى فى الأمور وكان لديه شركات للموديلز اللائى يقدمن عروض الأزياء فى مصر وكن من المتسابقات اللائى يشاركن فى المسابقة بعد أن يوقع معهن عقودا ويصبح المحتكر لهن طرف شركته ولا يعملن إلا من خلال شركته عروض أزياء أو إعلانات أو حتى تمثيل وتشارك الفائزة فى مسابقة ملكة جمال العالم وغالبا لم تفز ولا واحدة من عندنا طوال السنوات الماضية لكن فى النهاية دعاية وأسبونسرز وماركتنج وتسويق لمنتجات قائمة على التجميل والجمال والعجلة دائرة وكله بالبلدى بيرزق.
- كانت زمان ذات رونق وأناقة
مرت الأيام وبدأ العد التنازلى لتلك المسابقة التى يطلق عليها «الوحيدة الرسمية»! ربما نظرا لأن أماكن كثيرة كانت تقيم مسابقات جمال فنادق وشواطئ وصحف حتى جامعات المهم بدأ بريق مس إيجيبت يخفت ربما لما شاب المسابقة فى سنواتها الأخيرة من شبهات المجاملة الفجة لأسماء وأعتقد أننى عايشت ونشرت بـ«الفجر» قبل (11) عاما تطورات اختيار يارا ناعوم ثم استبدالها اعتقد باسم متسابقة اسمها إحسان، ويارا فيما بعد أصبحت زوجة عماد متعب ونشرت تفاصيل ما يتم على أعداد وكان ذلك قبل سحب العلامة التجارية من يوسف سباهى وجاء اختيار متسابقة تبين أنها بنت شقيقة هدى عبود.. صديقة وجارة وداخلة فى بيزنس مع يوسف سباهى وقتها.
مرت الأيام وأدخل سباهى فى المسابقة سيدة سكندرية أيضا كانت حاصلة على علامة ملكة جمال الأرض فدخلت مع يوسف فِى مسابقته وهوبا الأضواء واسبونسرز ومن يأتى ليلبس الفتيات ومن يضع الميكاب وكيف يتم اختيار لجنة التحكيم والحفلات والبيع للقنوات، بعد المسابقة الأخيرة تم سحب العلامة من يوسف سباهى لمتأخرات مالية، قوم الإسكندرانية أمل رزق دفعت وأخذتها ونظمت هى المسابقة بعدما عرفت كل كواليس الدنيا فى عالم بيزنس مسابقات الجمال كيف يدور حيث كانت تنظم مسابقتها الأولى بالإسكندرية ورعاة من رجال أعمال وأسماء مشبوهة المهم الدفع وكانت تعلن عن أسماء لجان التحكيم لأنهم إعلاميا معروفون ويتضح بعد ذلك عدم علمهم بالأمر أو مثلا استغلال اسم زوج نجمة سينمائية كبيرة فى لجنة التحكيم فيعتقد القارئ أو الأسبونسرز أن النجمة هى عضو لجنة التحكيم لكن بعدها يظهر أنه زوج النجمة وتمر الأيام والعجلة تمشى وفجأة ألاحظ أن السيدة – منظمة المسابقة – ينخفض وزنها بشكل ملاحظ يتبين أن الذى أجرى جراحة إزالة الدهون طبيب عضو لجنة تحكيم المسابقة! وأنا واجهتها بذلك عبر رسائل متبادلة مازلت محتفظة بها للآن!
وإيه وإيه فيتم سحب العلامة التجارية منها هى الأخرى تسكت؟ لا…. قامت بعمل تنظيم مسابقة محلية اسمها أنا بنت مصر ليه؟ لأن اللى جرب يدخل فى تنظيم مسابقات من هذا النوع يعرف كيف تكون الاستفادة المالية والمعنوية فماليا من الأسبونسرز الذين يتم استحضارهم بمئات الألوف من الجنيهات محلات ملابس ومصانع وشركات كبرى ثانيا: معنويا ان المسابقة يتم من خلالها التعرف على الشخصيات الشهيرة والوزارات يعنى مثلا المسابقة بتكون تحت بند رعاية من وزارة السياحة والمحافظة التى يتم فيها التنظيم فيتم أخذ دعم مالى هذا بخلاف التسهيلات فى الفنادق ومقابلة الوزير أو المحافظ وانزال بالصور وفجأة الشخص الذى كان جالسا فى منزله على الكنبة تملأ صوره ومشاركاته مع المشاهير كل الدنيا بالإضافة لهامش ربح مع شركات وعلاقات واتصالات ودنيا قد كدا والجدع يعرف يدورها صح يبقى تتساب؟ طبعا لأ.
- إسكندرية ليه؟
كان على جانب آخر توجد سكندرية ثالثة هى ملكة جمال مصر من (34) عاما الأرمينية الأصول هدى عبود، وهدى عبود عملت فى مجال إعلانات التليفزيون زمان جدا ثم تحولت لتنظيم الحفلات إما لصالحها أو بمشاركة الغير يعنى تنظم حفلا فى نادى إسبورتنج، حفل عيد حب فى سميراميس، وتبيع التكت للمعارف من سيدات الروتارى والإنرويل وأنا اخترتك أنتِ ودى مجموعة منتقاة وتبيع التكت أبو ألف لمجموعة من أسماء الإسكندرية المعروفة ولأن الإسكندرانية يموتون فى السهر بالقاهرة والإنفاق خارج الإسكندرية تجد الحفلة كاملة العدد وهى على مزيكا وشموع دواعي شغل الماركتنج وبعدها دخلت مع أوبرا الإسكندرية لما فتحت فى التنظيم وشوية مع سمير صبرى أيام ما كان بينظم مهرجان الأغنية ومع عوف همام فى تنظيم حفلات داخل مهرجان الأغنية باءت بالفشل آخرها حفل أنغام بالهيلتون، المهم هى سيدة ذكية تعرف من خلال أجندتها المتخمة بأسماء المشاهير من أهل القاهرة والإسكندرية أن تدير أعمالها ورغم استعانة بعض الأندية الاجتماعية بها فى تنظيم حفلات إلا أننى أرى أنها كانت حفلات غير موفقة مثل حفل نادى إسبورتنج.
المهم قررت أن تدخل أخيرا بدل المشاركة مع الغير والشغل القطاعى عالم مسابقات الجمال فاشترت العلامة التجارية لمس يونيفرث وهوبا أصحابها والذين سيجاملونها والدخول معها وأصلا لم يعد فيه مسابقة رسمية غير هذه تعالوا محكمين ويا لا بينا اسبونسرز وهوبا مواقع وجرائد تشتغل بالبلدى اتعشت والاسم موجود والأجندة بالعلاقات الاجتماعية والفنية موجودة فالتنظيم سهل والرزق يحب الخفية، تيجوا تسألونى المسابقات دى بتعود علينا بإيه؟ أجيب بتعود على منظمها بالعائد المادى والاجتماعى والعلاقات والتوغل فى هيئات؟ سؤال هل المسابقات دى عادلة؟ أنا شخصيا لا أستطيع الإجابة ولكن من واقع معايشتى وتجربتى أرى أن المجاملات والحسابات هى الشريك والقاسم المشترك فيها، طيب مين المراقب؟ الإجابة أنه عندنا فى مصر طالما معاك تصاريح وورقك سليم يبقى كله فى السليم.. المحتوى إيه؟ عادى زيد زى عبيد كما يقول المثل لكن فى النهاية الخلاصة إيه ليس كل من ينظم تلك المسابقات ماهر فى الاستفادة المالية والمعنوية وكثير ممن أفرختهم تلك المسابقات على مدار سنوات سابقة عرفوا يعملوا لأنفسهم بيزنس مالى كبير مثل أمينة شلباية مثلا فلديها شركة للعارضات فهمت سرها من احتكاكها بمنظمى مسابقات الجمال الذين كانوا يحتكرون المتسابقات فالسوق المصرية تحتاج لعارضات وموديلز للشركات الخاصة بالميكاب والملابس وهذا مجال كبير جدا فى مصر له عالمه وأسراره لكن فى النهاية لقمة البغاشة دى أصلها مصطلح مسابقات أى حاجة وبعدها كلمة إيجيبت.
وأخيرا إذا فكرتِ عزيزتى القارئة أن تقيمى مسابقة للجمال فإذا كنتِ ممتلئة فعليكِ باختيار أفضل طبيب جراحة تخسيس ليكون محكما وصاحب أشهر دار أزياء ومصصم وأفضل صاحب كوافير وصاحب أفضل برنامج ليكونوا أعضاء لجان تحكيمك حتى تضمنى التخسيس واللبس وعمل الشعر وما الدنيا إلا شوية مجاملات فوق بعض وعلى بعض ويجعله عامر.
شهيرة النجار