و إنما هي تلك الملاحة الحرة في بحار الغيب ..
و هي ذلك الوقوف في هيبة و خوف أمام موت قادم لا نعرف ماذا وراءه .. و ميلاد مضى لا ندري ماذا كان قبله !
و الله المحيط بكل الزمان ..
هو الوحيد الذي يعلم ماذا كنا قبل .. و ماذا نكون ” بعد ” ..
و الذي وقف على حافة الغيب و ارتجف قلبه هو الذي ولد بحق .. و هو المؤمن بحق ..
و إنما تبدأ إنسانيتنا من هذه الوقفة المرتجفة !!
و لو وقف كل الناس متأملين أمام رهبة الموت .. لما قامت حروب و لما اقتتل اثنان على شبر أرض !!
علي شبر أرض والموت في قلوبنا
و ما زلنا ننادي عليهم أن يسمعوا ..!!
و لكننا للأسف ننادي من مكان بعيد ..!!
من كتاب ” عظماء الدنيا و عظماء الآخرة
الدكتور مصطفي محمود”
شهيرة النجار