لاشك أن كلا من الشخصيتين لهما إسم ساطع فى أسرة محمد على بالإضافة إلى تاريخ حافل بالأحداث .
كلا منهما إشتركا فى عدة أشياء … وتناقضا فى أشياء أخرى .
و هذا هو موضوع المقال :
الأميرة شيوه كار تنحدر من أسره محمد على ( من ذوات الدم الأزرق ) فهى إبنة الأمير إبراهيم فهمى إبن الأمير أحمد رفعت إبن إبراهيم باشا إبن محمد على
ووالدتها هى وجدان نجوان هانم
واتولدت فى ٢٥ أكتوبر ١٨٧٦
بعكس الملكه نازلى والتى حصلت على لقب ” ملكه ” بالزواج وليس الوراثه ؛ فهى إبنه عبد الرحيم باشا صبري و توفيقه هانم شريف وجدها لأمها يكون سليمان باشا الفرنساوى أو ” كولونيل سيڤ ” الضابط الفرنسي الذى إعتنق الاسلام و فضل الحياه فى مصر .
واتولدت فى ٢٥ يونيو ١٨٩٤
يعنى الملكه نازلى والأميرة شيوه كار اتولدوا فى يوم ٢٥ ؛ وتزوجوا من نفس الرجل !
والفارق العمرى بينهم كان ١٨ سنه بالتمام و الكمال .
الأميرة شيوه كار تزوجت فى ٣٠ مايو ١٨٩٥ من الأمير فؤاد والذى كان معروف عنه وقتها الحياه الطائشه ؛ و كان حفل الزفاف الذى حضره العديد من أفراد الأسرة ؛ وجمعته عدة صور مع زوجته الأميرة .
بعكس الملكه نازلى والتى تزوجت فى ٢٤ مايو ١٩١٩ من نفس الرجل ولكن بعد أن أصبح ” السلطان فؤاد ” و أصبحت هى السلطانه وفيما بعد الملكه نازلى بعد أن أصبحت مصر ملكيه وليست سلطنه .
وعلى عكس الأميرة شيوه كار ؛ فلم يكن هناك حفل زفاف للملك فؤاد على الملكه نازلى لظروف الحرب العالمية وقتها و ثورة ١٩١٩ ؛ بل وحتى لم تجمعهما اى صوره فوتوغرافيه واحده طيلة حياتهما !
عانت الأميرة شيوه كار من معاملة زوجها القاسيه و المهينه إلى حد كبير ويقال إنها تعرضت للضرب و الطرد وشعرت أنه يطمع في ثروتها و أموالها ويبددها بكل تهور ؛ فإستنجدت بشقيقها الذى بدوره لم يتحمل معاناة شقيقته فأطلق الرصاص على فؤاد ولكنه لم يتمكن من اغتياله بل أصابت إحدى الرصاصات أحباله الصوتيه فجعلت صوته خشنا إلى حد كبير بل و ذكر البعض أنه كان يشبه عواء الذئب .
وبالطبع تم القبض على شقيقها فيما بعد و إيداعه إحدى المصحات العقليه و وضعت ممتلكاته تحت تصرف الأمير فؤاد …
وعلى صعيد أخر ؛ عانت أيضاً الملكه نازلى من معامله زوجها الملك فؤاد أيضاً ؛ و ترددت الأقاويل أنها تعرضت للضرب على يديه عدة مرات ؛ بل ووضعها تحت الإقامة الجبريه فى غرفتها بالقصر أعواما ؛ وذكرت بعض المصادر أن الملك فؤاد كان لديه علاقات عاطفيه مع وصيفات نازلى وكان يصل الأمر إلى مسامعها كثيرا من همسات و لمزات الخدم ؛ و زيادة فى تحطيم الكبرياء الأنثوي داخل قلب نازلى ؛ رافق الملك فؤاد فتاه فرنسيه بل و كانت تظهر معه فى كثير من الحفلات بشكل رسمى ( وقد ذكرت مذكرات النبيله نيفين حليم أن الملك فاروق فعل الأمر نفسه مع الملكه فريده و رافق فتاه سوريه من أجل تحطيم الكبرياء الأنثوي داخل قلب فريده ) ؛ و ذكر طباخ الملك فؤاد أن من تدخلت لإصلاح هذا الوضع هى ” السلطانه ملك ” والذى ذكر الطباخ أنها كانت ذات نفوذ وكلمه مسموعه داخل الأسرة ؛ و عاتبت الملك فؤاد على هذا الوضع المزرى لزوجته فلم يكن أمامه سوى الرضوخ لرغباتها
أنجبت الأميرة شيوه كار من الأمير فؤاد كلا من :
الأمير إسماعيل …. والذى توفي رضيعاً
الأميرة فوقيه فؤاد ….
وانتهت زيجة الأميرة شويكار من الأمير فؤاد بالطلاق عام ١٨٩٨
أما نازلى ؛
فقد أنجبت للملك فؤاد كلا من :
الملك فاروق ؛ الأميرة فوزيه فؤاد ؛ الأميرة فائزه فؤاد
الأميرة فائقه فؤاد …
والأميرة فتحيه فؤاد .
وانتهت زيجة الملكه نازلى و الملك فؤاد بوفاة الملك فى ٢٨ ابريل ١٩٣٦
وقيل إن بعد وفاة الملك ؛ جمعت الملكه نازلى جميع ملابسه الشخصيه و باعتها فى أسواق ” الكانتو ” أو أسواق الأشياء المستعمله كنوع من أنواع الانتقام .
سواء الأميرة شيوه كار و الملكه نازلى فالاتنين اتعرف عنهم اناقتهم الشديده و جاذبيتهم و كمان حبهم للمجوهرات والتحف والفن ؛ فالأميرة شيوه كار مثلاً اشترت مكتب سعد باشا زغلول بالكامل و احتفظت بيه فى غرفه من غرف قصرها ؛ والملكه نازلى كانت بترسم لوحات كتير فى عزلتها بالقصر واحتفظت بيهم كلهم فى غرفتها بالقصر الملكي .
تزوجت الأميرة شيوه كار بعد طلاقها من الملك فؤاد ٤ مرات ؛ وهم بالترتيب :
رؤوف ثابت بك ؛ سيف الله يسري باشا ؛ سليم خليل بك ؛ إلهامى حسين باشا .
و أنجبت منهم كلا من :
إبراهيم عادل رؤوف ثابت ؛ عين الحياه ثابت ؛ وحيد يسري بك ؛ لطفيه هانم يسري ؛ محمد وحيد الدين سليم
أما الملكه نازلى :
من الثابت تاريخيا أنها تزوجت بعد وفاة الملك فؤاد من أحمد حسنين باشا زواجا سريا ؛ ولم تنجب منه . ( أحمد حسنين باشا وهو نفسه كان زوج لطفيه هانم يسري إبنة الأميرة شيوه كار وكان لديه منها ٤ أبناء ) .
ومن المعروف أن الملكه نازلى كانت هوائيه و طائشه و دخلت فى علاقات عاطفيه كثيره .
ويمكن المبرر الوحيد للعلاقات الكتير اللى دخلت فيها الأميرة شيوه كار و الملكه نازلى بعد إنتهاء زواجهم من الملك فؤاد هو نتيجه المعاناه النفسيه اللى عاشوها فى الحياه الزوجيه و رغبتهم فى تعويض ما فاتهم .
شهدت الأميرة شيوه كار وفاة بعض ذريتها فى حياتها ؛ أول ابن لها واللى هو إسماعيل فؤاد واللى مات رضيع بعد ولادته فى ١٨٩٧ ؛ وبنتها عين الحياه ثابت واللى توفت فى ١٩٣٠ ؛ وابنها إبراهيم عادل رؤوف ثابت واللى مات فى ١٩٣٨ وهو فى عز شبابه ” كان تقريباً ٣٧ سنه ” .
كذلك الملكه نازلى شهدت وفاة بعض ذريتها فى حياتها ؛ أول ابن ليها واللى كان الملك فاروق واللى تم اغتياله بالسم في ١٩٦٥ ؛ و بنتها الأميرة فتحيه فؤاد واللى تم اغتيالها بطلقات الرصاص فى ١٩٧٦ ؛ والاتنين كان عمرهم وقت الوفاه ٤٥ عام
الأميرة شيوه كار عاشت حياة القصور طول حياتها ؛ فساتين و مجوهرات وخدم وحشم و ثروه كبيره وحفلات ( كان ليها دور كبير في فساد العلاقه بين الملك فاروق و الملكه فريده ) ؛ وحتى كانت رئيسة مبرة محمد على لفتره من الوقت .
وحتى شخصيتها خلت نجيب محفوظ يرسمها فى رواية القاهره الجديده و اللى أشار لها بإسم ” إكرام هانم نيروز “
وحتى وفاتها حصلت في العهد الملكى ولم تتعرض لأى شئ من مصادره ممتلكات أو خلافه ؛ و توفيت فى ١٧ فبراير ١٩٤٧ ؛ قبل حرب فلسطين و قبل الاضطرابات اللى حصلت في البلد و قبل طلاق الملك فاروق و قبل نهاية الحكم الملكى .
وكانت جنازتها مهوله ؛ وشارك فيها الملك فاروق بنفسه مع أفراد الأسرة العلويه مع عدد من الباشاوات و الأعيان .
ودفنت فى مقبره هى الأجمل و الأعظم و الأفخم فى العالم من حيث الشكل والتصميم ؛ وهو على شكل سرير يعلوه تاج و مغطى بملاءه ووساده ومغطى بالورود … وكل هذا منحوت من الرخام الإيطالى ليس إلا .
أما على النقيض تماماً ؛ فخرجت الملكه نازلى من مصر وتوجهت إلى أوروبا وبعدها الولايات المتحدة فى رحله علاجيه بعد وفاة أحمد حسنين باشا ١٩٤٦ ؛ وخدت معا جزء كبير من مجوهراتها ؛ وبحسب مذكرات النبيله نيفين حليم إن مدام قطاوى وصيفة الملكه نازلى و زوجة رئيس الطائفه البدويه فى مصر قالت لبعض الشخصيات المقربه ليها زى الملكه نازلى و زى توحيده هانم يكن أنها تحول أموالها ومجوهراتها للخارج لان الأيام اللى جايه هيحصل فيها تغييرات كبيره على حد قولها .
وبسبب السفر ورفضها للعوده مره تانيه و تصديقها على زواج الأميرة فتحيه والأميرة فائقه ؛ هيجردها الملك فاروق ومجلس البلاط من لقب ملكه و يجمد مخصصاتها الملكيه هى و الأميرة فتحيه ويسحب الحاشيه الملكيه اللى كانت بترافقها وترجع الملكه نازلى إلى كونها امرأه عاديه لا تحمل اى دماء زرقاء ؛ بل وتعود أيضاً إلى ديانة جدها و تتحول إلى المسيحيه .
لكن الملكه نازلى مش هتتمتع كتير بأموالها ومجوهراتها ؛ وهتضطر تبيع كل ما تملكه من مجوهرات وملابس ومعالق و أطباق بل وأوراق ومتعلقات شخصيه فى مزاد علني لسداد الديون والشيكات اللى تراكمت عليها بسبب رياض غالى ؛ وحتى لما زارتها الأميرة فائزه فؤاد و زوجها الأمير محمد على رؤوف ملقتش حاجه عندها تقدمها لهم غير ” الإنجيل ” وده بحسب مذكرات النبيله نيفين حليم .
والاسوأ إنها لما ماتت فى ١٩٧٨ تم دفنها في مقابر صدقه بكاليفورنيا فى نهاية دراماتيكية لإمرأه كانت ملكه على أغنى دوله فى أفريقيا والشرق الأوسط !
شهيرة النجار