حينما أذن المغرب يوم ( ١٥ رمضان سنة ٢ هجريه )
اشتد الطلق على السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها
واستعد البيت النبوى لإستقبال السبط الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله ﷺ مخاطباً السيدة
أم سَلمة والسيدة أسماء بنت عُميس رضي الله عنهن
(( اِحضَرا فاطمة فإذا وقع ولدها اءتونى به ))
وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لبنته فاطمة كى يتم الله أمر ولادتها
إلى أن وضعت السيدة فاطمة مولودها الأول
يتلألأ النور من جميع أجزاء جسده ،فكان وجهه كالبدر ليلة التمام مضىء متوهج مصبوغاً بجمال جده رسول الله ﷺ
ثم قامت السيدة فاطمة تصلى العشاء
ثم وضعته السيدة أسماء بنت عميس في قماش أبيض
وأخرجته إلى جده سيدنا رسول الله ﷺ
وقالت ( يارسول الله ؛ هذا مولود فاطمة )
فحمله النبى صلى الله عليه وسلم على ذراعيه وتبسم ونظر إليه وقَبّله بين عينيه
وأذن في أذنه اليمنى وأقام الصلاة فى أذنه اليسرى
ووضع ريقه الشريف فى فم المولود
فكان أول شىء يدخل جوف سيدنا الإمام الحسن
هو ريق جده الحبيب الأعظم ﷺ ثم قال
(( اللهم إنى أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ))
يقول الإمام علي الرضا رضى الله عنه :
(( لمّا حَضَرت أسماء بنت عميس ولادة جدتنا فاطمة لابنها الحسن ورأت ما رأت ، قالت لرسول الله :
إنى لم أرى لفاطمة دماً في حيض ولا نفاس مثل باقى النساء فقال النبى ﷺ : أمَا علمتِ أن ابنتى طاهرة مُطهرة
لا يرى لها دم في طمث ولا ولادة ))
ولمّا كان اليوم السابع من ولادته
قال النبى ﷺ أحضروا إلىَّ ابنى فجاء الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حاملاً ابنه على ذراعيه
فقال الحبيب الأعظم ﷺ ما سميتوه ؟
فقال الإمام علي : سميناه( حَرباً ) يا رسول الله
فقال رسول الله : بل هو 《 حسن 》
وهو أول من سُمى بهذا الإسم على الإطلاق
فلم يُعرف فى التاريخ من سُمى بهذا الإسم قبله
ثم ذبح الحبيب ﷺ كبشين( خروفين ) عقيقةً لسبطه الحسن ، وقال لبنته السيدة الزهراء
(( يا فاطمة ؛ احلقى رأسه وتَصدقى بزِنة شعره فضة
فوزنا شعره فكان يعدل درهماً وبعض درهم )) رواه الترمذي
ثم أعطى النبى صلى الله عليه وسلم القابلة
يعنى ( الدَاية التى تساعد النساء في الولادة )
أعطاها الحبيب الفخذ من الخروف هدية لها
وكانت أول من أرضعت الإمام الحسن من لبنها
هى السيدة : أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب رضى الله عنهم
فقد تحققت رؤياها التى رأتها في منامها
فقد قالت يوماً للنبى ﷺ يا رسول الله
رأيت كأن عضواً من أعضاءك فى بيتى
فقال لها رسول الله ( خيراً رأيتيه ، تلد فاطمة غُلاماً فَتُرضعيه )
وأثناء طفوله الإمام الحسن كان جده رسول الله
يضعه كل يوم في حِجرُه ثم يُدخل الحسن أصابعه في لحية جده الحبيب الأعظم ﷺ ويخرج النبى له لسانه الشريف
فيمسكه الحسن ، ويضع لسانه الشريف في فم الحسن
ويقول(( اللهم إنى أحبه ، فأحبه )
ذات يوم رأى سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه
سيدنا الحسن يلعب مع الصبيان فحمله ثم نظر إلى
الإمام على بن أبي طالب عليه السلام وقال
( إنه شبيه بالنبى ، ليس شبيهاً بك يا علىّ )
والإمام على كرم كرم الله وجهه ورضى الله عنه يستمع ويضحك
عاش الإمام الحسن رضى آلله عنه وأرضاه ٤٧ سنة
ودفن بالبقيع بالمدينة المنورة كما موضح بالصورة
شهيرة النجار