بالانتباه والتدقيق وربط الأحداث فى مسلسل الحشاشين لا بد من ذكر انه من الوهلة الأولى يعى المشاهد انه أما عمل يمتاز ببعض العناصر:
تصوير وصورة مبهرة
إستخدام متمكن للتقنيات والخدع المتقدمة
ملابس وديكورات وأماكن تصوير تعكس وعى وإنتاج سخى
موسيقى تقشعر لها الأبدان
صوت وائل الفشنى فى موال تتر المقدمة “سمعت صوتا” أكثر من رائع.
الممثليين وصلوا إلى مراحل عالمية من الأداء.
وإختيار القصة توعوى.. ومن المعروف ان حسن الصباح بتاريخه الدموى الأسود قد لا يكون هو الشخصية المحورية القدوة وقد يكون هناك سير دعاه وعلماء وائمة أهم منه، ولكنه الشخصية المحورية التى يجب ان ننتبه لوجودها فى الحياة وننتبه لمن هم على شاكلته.
المح المؤلف عبد الرحيم كمال خلال أحداث مسلسل “الحشاشين” عن الحركة الباطنية، والتي جسدها الفنان أحمد عيد في شخصية زيد بن سيحون. كما ذكرت عل لسان الفنان فتحى عبد الوهاب الذى يقوم بشخصية نظام الملك كما توجه حسن الصباح للقاء عبد الملك إبن عطاش كبير دعاة الإسماعيليين.
ولمن لا يعرف الحركة الباطنية:
فهي ذاتها التى كتب عنها عبد القاهر البغدادى والإمام الغزالى.
كتب عبد القاهر البغدادي فى كتابه “الفرق بين الفرق”(ت 429 هـ) ، الذى تناول تاريخ الفرق الإسلامية فى العالم (382) : “اعلموا أسعدكم الله أن ضرر الباطنية على فرق المسلمين أعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوس عليهم، بل وأعظم من الدهرية وسائر أصناف الكفرة عليهم، فالباطنية ليست مذهبا إسلاميا أو فرقة من فرق أهل الإسلام، وإنما هي مذهب وطريقة أراد بها واضعوها هدم الإسلام وإبطاله عقيدة وشريعة.”
كما ذكر ذلك الإمام الغزالي في كتابه “فضائح الباطنية”:
“هذه الدعوة لم يفتتحها منتسب إلى ملة، ولا معتقد لنحلة معتضد بنبوة، فإن مساقها ينقاد إلى الانسلال من الدين كانسلال الشعرة من العجين، ولكن تشاور جماعة من المجوس والمزدكية وشرذمة من الثنوية الملحدين وطائفة كبيرة من ملحدة الفلاسفة المتقدمين وضربوا سهام الرأي في استنباط تدبير يخفف عنهم ما نابهم من استيلاء أهل الدين، وينفس عنهم كربة ما دهاهم من أمر المسلمين، حتى اخرسوا ألسنتهم عن النطق بما هو معتقدهم من إنكار الصانع وتكذيب الرسل، وجحد الحشر والنشر والمعاد إلى الله في آخر الأمر.”
من حيل الباطنية التي ذكرها الإمام الغزالي التشكيك حتى يسيطرون على عقول المتلقين، ومعناها ان الداعي ينبغي له بعد التأنيس أن يجتهد في تغيير اعتقاد المستجيب بأن يزلزل عقيدته فيما هو مصمم عليه وسبيله إلى ذلك أن يبتداه بالسؤال عن الحكمة في مقررات الشرائع.
ويقصد هنا لماذا نتوضا، أو لماذا نطوف بالبيت أو ما الهدف فى السعى بين الصفا والمروة وقت العمرة أو الحج وتفرق إيه يعنى زكاه من صدقة.
يشكك ويتسائل عن غوامض المسائل كمعجزات الأنبياء مثل الإسراء والمعراج أو حمل السيدة مريم أو عبور سيدنا موسى البحر أو قصة سيدنا يونس.
أو يدعوا المستمع للتفكير فى الآيات وكل ما يجده لا يتماشى مع حدود علم البشر أو معنى معقول فيتسائل ما معنى “الر” و”كهيعص” و”حم عسق” إلى غير ذلك من أوائل السور.
يشككك في الاحكام، ويتسائل ما الحكمة من كذا أو كذا، ولماذا نفعل كذا ولا نفعل كذا فيقع لهم فريسة المتلقى من محدودى الفكر أو لضعاف الدين.
الكارثة ان فى وقتنا الحاضر ولسهولة إنتشار اى فكر بالتواصل الاجتماعى، إزدادت فيديوهات على اليوتيوب لكثير من المتحدثين الذين يطلقون على انفسهم دعاه، من دول عربية مختلفة أو منهم المقيم فى دول أجنبية يتابعهم الآلاف ويدافعون عن فيديوهاتهم بأنهم خفاف الظل، مسلمين، منهم حافظين للقرآن أو حتى أزهريين، يقنعون محاوريهم من المتصلين بالحجة والتشكيك ومنهم من له مدونات مقروءة على google. ويحققون نسب متابعة عالية جداً فى مصر وخارجها وأفكارهم هى نفس أفكار الحركة الباطنية.
تنبهوا يا أولى الألباب وثقفوا أولادكم لتحموا أنفسكم أولادكم شر الفتنة وعواقبها حمانا الله وإياكم.
شهيرة النجار