الأحد, سبتمبر 8, 2024
الطريق الي الله

الحلقة الأخيرة من أولياء الله الصالحين بإسكندرية: ذكر الأولياء الذين لم يقف المؤلف لهم علي تاريخ

شارك المقال

وكنت أسأل عن سيرة من أزوره وفى أي عصر من عصور الإسلام كان فلم أجد إجابه كافية لسؤالي فيممت إلى كتاب التراجم والتاريخ خصوصاً ما كتب عن الإسكندرية ومن كان فيها من العلماء والصلحاء وجمعت بحمد الله مجموعة كبيرة من تراجمهم حواها كتابي هذا وبقيت مجموعة أخري لم أعثر لها على ترجمة ومن هؤلاء.

لقد أحببت من أيام الشباب زيارة قبور الصالحين عملاً بما روي ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور فإنها تزهد في الدنيا وتذكر بالأخرة وكنت أجد الانقباض والضيق في نفسي بعد الزيارة وشكوت ذلك لشيخي العلامة المحدث الجليل الشيخ أبي الفضل عبد الله الغماري فأجابني بقوله: انقباضك بعد زيارة الصالحين والفضلاء دليل على وجود أثر الزيارة وذلك أن الإنسان إذا زار الصالحين اكتسب منهم نوراً وبركه فإذا هجم ذلك النور على باطن الإنسان قاومته ظلمة النفس فيحصل الانقباض فإذا توالت الزيارة وتوالي ورود النور على الباطن ضعفت الظلة أو ذهبت كليه فيبقي الصدر منشرحاً، فدواء حالك هو المداومة على الزيارة مع الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ وزيارة مادحة الإمام البوصيري فلذلك تأثير في شرح الصدور وذهاب الانقباض.

سيدي أحمد المتيم بشارع الشهيد صلاح مصطفي بحي حدائق الشلالات المكتوب على ضريحه سيدي أحمد المتيم بن زين العابدين بن سيدنا الحسين رضي الله عنه. وقد راجعت ترجمة الإمام زين العابدين من كتاب (الطبقات الكبرى) للإمام محمد بن سعد فلم يذكر في أبنائه من اسمه أحمد الميتم. وكذلك الشيخ المدعو بمؤمن الشبلنجي في كتابه (نور الأبصار) لم يذكر في أبناء زين العابدين من أسماء أحمد المتيم، مما يرجع أنه من ذرية الإمام زين العابدين وليس من أبناء صلبه. وبالقرب من مسجده بحدائق الشلالات مبني قديم به قبران لعمرو وعثمان، وليس قبر عمرو هو قبر عمرو بن العاص فاتح مصر لأن عمرو بن العاص توفي وهو والي على مصر سنة 43 هـ ودفن بالقاهرة ليلة عيد الفطر صلي عليه ابنه عبد الله ودفن بأسفل جبل المقطم كما ذكر ذلك الإمام عز الدين ابن الأثير الجزري في كتابه (أسد الغابة في معرفة الصحابة) وقال الأستاذ محمد حمود زيتون في كتابه (القباري زاهد الإسكندرية): وفى الإسكندرية خطأ وقع فيه الكثيرون وهو اعتقاد بوجود قبر عمرو بن العاص بالشلالات على يسار الطريق الممتد من شارع السلطان حسين إلى طريق الحرية والمعروف أن عمرو بن العاص لم يدفن بالإسكندرية وإنما القبر قبران (يقال لهما عمرو وعثمان) لحمزة والعباس ولدي المتوكل وهما خليفتان من بني العباس من أهل القرن التاسع الهجري.

الزهري


وفي حدائق الشلالات أيضاً قبر سيدي محمد الزهري، قال عنه الأستاذ محمد محمود زيتون في كتابه (الحافظ السلفي): ونرجح أنه النجيب أبو على الحسن بن أبي محمد عبد الوهاب بن أبي طاهر إسماعيل بن مكي بن عوف القرشي السكندري المالكي ولد بالإسكندرية سنة 553 هـ وسمع من جده الإمام أبي طاهر إسماعيل بن عوف وكان من أعيان الثغر ومن ذوي الأراء السديده وعرف بحسن الأخلاق والظرف والعلل والصلاة وتوفي بالإسكندرية سنة 612 هـ بينما أشار الدكتور السيد عبد العزيز سالم في كتابه تاريخ الإسكندرية وحضارتها عند الكلام على أسوار الإسكندرية وذكر السور القبلي الذي كان يفتح على بابين الأول منهما من الجهة الشرقية باب الزهري نسبة إلى ضريح الشيخ محمد الزهري الطوسي شرف الدين الإسكندراني من أعيان المائة الثامنة الهجري.

أولياء غيط العنب الثلاث

وفى حي غيط العنب ثلاثة مساجد الأول منها مسجد سيدي محمد كريم بشارع سيدي كريم قيل أنه حاكم الإسكندرية فى عهد الحملة الفرنسية على مصر والذي قام الفرنسيون بإعدامه سنة 1213 هـ والثاني الشيخ على السماك المتوفي سنة 1968 ودفن أولاً بمدافن المنارة وفى عهد الدكتور عبد الحليم محمود أيام أن كان وزيراً للأوقاف بنت الأوقاف مسجده بجوار كوبري راغب ونقل إليه رفاته وقد قرأت كتاب (أولياء الله فى الكتاب والسنة) فلم أجد به عن هذا الشيخ علل أو عمل يمكن الكتابه عنهما وقد وعد نجله المهندس أحمد زين العابدين السماك بطبع ترجمة وافيه لوالده وفقه الله تعالي – والثالث الشيخ إبراهيم الزرقاني المتوفي سنة 1979 م مسجده على شاطئ ترعة المحمودية اجتمعت مع كبراء إخوانه وطلبت منهم ترجمة لشيخهم فلم يصلني منهم شئ يذكر وقد قرأت كتابه (ديوان أهل الذكر) وهو كتاب كبير الحجم جمع الكثير من الفقه والتصوف وقواعد اللغة العربية وأشعار الصوفية ولكن للأسف نسب جميع ما فى الكتاب إلى نفسه مثل رسالته إلى إخوانه التى ذكرها فى أوائل الكتاب وهي من رسائل الشيخ الإمام محمد بن الصديق الغماري ذكرها نجله الحافظ أبو الفيض أحمد الصديق فى كتابه (التصور والتصديق فى أخبار الشيخ سيدي محمد بن الصديق) أمثال ذلك كثير – ويكفيه أنه جمع الكثير من الناس على تقوي الله وذكره وغفر الله لي وله ولجميع المسلمين أما حي كرموز فليس به إلا ضريح الشيخ محمد المغربي لم أقف له على ترجمة.

سيدي كمال بالمندرة وأبو النور

وفى حي المندره بشارع سيدي كمال يوجد مسجد وضريح الشيخ العارف بالله سيدي محمد كمال الدين الأدفوي، وقد أعطاني المستشار الأستاذ محمود سردينه المشرف على المسجد والضريح نسخة من نسب الشيخ متصلاً بسيدنا الحسين بن سيدنا على بن أبي طالب رضي الله عنهم ووجدت بينه وبين سيدي على بن أبي طالب تسعة وعشرون أبا مما يرجح أنه من أهل القرن الحادي عشر الهجري. وفى سلسله النسب الصادرة من نقابة الإشراف فى مصر ذكر فيها أن سيدي محمد أبو النور الموجود ضريحه بحي الظاهرية رمل الإسكندرية من أبناء
سيدي محمد كمال الدين الادفوي.

ضريح سيدي عامر الفرال بالعطارين

وفى أول شارع الخديوي من جهة العطارين مسجد وضريح سيدي عامر الفرال لم أقف له على ترجمة وفى وسط شارع الخديوي من جهة مينا البصل يوجد مسجد وضريح سيدي محمد الطوريني وقد قرأت فى كتاب (المستظرف فى كل فن مستظرف) عند الكلام على شيخه الإمام أبي بكر بن عمر الطوريني المالكي المتوفي سنة 827 هـ ذكر أنه دفن مع والده فى قبر واحد ببلده سندفا غربية وذكر أن له أخا على قيد الحياة في التاريخ المذكور هو الشيخ شمس الدين محمد الطوريني فلعله هو الذي قدم إلي الإسكندرية وتوفي بها والله أعلم وكذلك الشيخ على أبو الفضل القدس خليفا الحافظ السلفي في علم الحديث المتوفي سنة 611 المتوفي سنة 611 هـ بالقرة ويكون المسجد والضريح بشارع صلاح الدين 37 هو له أو لغيره لتشابه ألأسماء

سيدي الموازيني برأس التين

أما سيدي على الموازيني فقد قال العلامة المحدث أبو المحاسن القاونجي في كتابه (شوارق الأنوار الجليه) عند ذكر الشيخ محمد حسن التميمي الصديقي أبي محمود شمس الدين الحنفي خامس خلفاء الشاذلية المتوفي سنة 847 هـ أن من أصحابه الشيخ على الموازيني – كما ذكر مسجده على باشا مبارك في كتابه (الخطط التوفيقيه) فقال: هو مسجد صغير وقد جدده بعد هجره وتهده المرحوم مصطفي هنيدي أحد مشاهير المدينة سنة 1272 هـ واحيا شعائره وهو مدفون في داخله هو ووالده ومكانه شارع سيدي الموازيني بحي رأس التين

مسجد ناصر الدين


وكذلك تكلم عن المساجد التى بها ضريحه وذكر منهم مسجد ناصر الدين كان زاوية صغيرة وجدده ووسعه المرحوم على بك جنينه أحد مشاهير الإسكندرية سنة 1270 ثم جدد في الوقت الحاضر وهو خلف مسجد أبي العباس المرسي برأس التين وقيل أن الضريح الذي به هو لقاضي القضاه ناصر الدين أبي المرسي المعالي محمد بن عبد الدايم بن محمد سلامه المصري الشاذلي المتوفي سنة 777 هـ ومسجد الشيخ على تمراز بشارع رأس التين الذي جدده المرحوم حسن باشا الإسكندراني 1262 هـ وبه ضريح الشيخ على التمرازي ومسجد الحلوجي الذي جدده ووسعه المرحوم السيد محمد بدر الدين الكبير سنة 1260 هـ وضريح الشيخ محمد الحلوجي بشارع الحلوجي بحي الجمرك وكذلك مسجد سيدي وقاص بشارع على بك المصري بحي الجمرك الذي جدده وبناه مسجداً على بك المصري سنة 1280 هـ

مسجد سيدي مجاهد بالميناء

ومسجد سيدي مجاهد داخل ميناء الإسكندرية بجوار باب رقم واحد (أ) وكان إنشاؤه سنة 1255 هـ على يد ناظر البحرية الأمير لطيف باشا وبه ضريح الشيخ مجاهد – هذه المساجد مما ذكره على باشا مبارك في الخطط التوفيقيه ولم يترجم لأصحابها ويوجد بشارع الفراهده بحي اللبان مسجد سيدي محمد الأشموني لم أقف له على ترجمه

أضرحة أخري

كذلك يوجد بعض المساجد الصغيرة وبها أضرحه أو أضرحه مستقله لم أتكلم عنها لتعذر الاهتداء إلى تراجم أصحابها، وقد مكث أكثر من عشر سنوات في جمع مادة هذا الكتاب جعله الله تعالي ذخراً لي في يوم الدين والحمد لله رب العالمين كانت والدتي بالحضرة القبلية أحد أحيياء مدينة الإسكندرية وذلك في يوم عشرة من جماد الآخر سنة 1342 هـ الموافق 5 يناير سنة 1925 م وبعد خمسة أعوام من ولادتي نقل والدي رحمه الله إلى بلدة عزبة خورشيد للعمل بوظيفة وكيل بريد بها ولما بلغت السابعة من عمري دخلت مدرسة عزبة خورشيد الأولية ودرست بها ست سنوات حفظت فيها النصف الأخير من القرآن الكريم ولكن بدون تجويد أو أتقان في الاعراب مما سبب لي مشقه عسيره في إعادة حفظه سليما كما تعلمت مبادئ العلوم الأولية وكنت أساعد والدي في عمله ولما بلغت الخامسة عشرة من العمر عينت بشركة مصر للغزل والنسيج بكفر الدوار بوظيفة نساج، وانتقلت للسكن بجوار عملي. وفي عام 1362 هـ الموافق 1943 م توجهت إلى الحج لبيت الله الحرام ولم اتجاوز من العمر التاسعة عشرة من الأعوام ورزقت في الحج لذه العبادة حيث كنت أعمل لطاعة الله بشوق ورغبة وراحه نفسيه ثم تعرفت بفضيله المحدث الكبير العلامة الشيخ عبد الله الصديق الغماري من كبار علماء الأزهر الشريف أثر فتوي دينية طلبتها عن طريق مجلة الإسلام من سيادته وفي يوم 3 من ذي الحجة سنة 1364 هـ الموافق 8 نوفمبر سنة 1945 م شرفت بزيارة سيادته لي بكفر الدوار حيث أذن لي بقراءة أوراد الطريقة الصديقيه الشاذلية وأذن لي كذلك بنشرها والدعوة إليها ولما كان له الكثير من المؤلفات الدينية فقد جمعت ماله من فتاوي بمجلة الشرق العربي وكذلك الفتاوي التي أرسلها إلى الشيخ عبد السلام ماضي وطبعت في كتاب من جزئين باسم (الحاوي في فتاوي الشيخ الغماري) وإجازني بجميع مؤلفاته ومرؤياته وأسانيده إلى كتب السنة النبوية وغيرها من الكتب الدينية وفي عام 1953 م وانتقلت إلى العمل بهيئة البريد بالقاهرة ثم انتقلت إلى العمل بالإسكندرية وحصلت أثناء العمل بكفر الدوار وهيئة البريد على إتمام الشهادة الابتدائية والاعدادية ودبلوم المعهد العربي للبريد احببت جمع الكتب الدينية حتى أصبح عندي بحمد الله مكتبه عامرة وانشغلت بالعلوم الدينية حيث حصلت منها على قسط وافر – ودعيت للخطابة بمسجد زين العابدين بحي وابور المياه أبتداء من يوم الجمعة الموافق 29/8/1975 م فمكثت بهذا المسجد ثلاثة أعوام ثم انتقلت إلي غيره من المساجد الأهلية وأنا الآن أعمل إماماً وخطيباً بمسجد الرحمن بشارع ملجأ سان جوزيف المتفرع من شارع منشا بمحرم بك وفي عام 1404 هـ الموافق 1984 م حججت للمرة الثانية واجتمعت بمكة المكرمة بفضيلة الإمام العلامة المحدث الحجاز الشيخ محمد ياسين الفاداني فاجازني بجميع مروياته بما في ذلك حديث الرحمة المسلسل بأولية وكذا حديث المحبة وحديث رؤية للنبي ﷺ وأهداني أكثر من عشرة كتب من مؤلفاته في على الاسناد.
وفى 5 يناير 19885 م احلت إلى المعاش بوظيفة رئيس قلم المخالفات بمنطقة بريد الإسكندرية ورزقت بستة أبناء ولد وخمس بنات تخرجوا جميعاً من الجامعة وواصل ثلاثة منهم التعلم فحصلوا على درجة الدكتوراه وهم يعملون الآن بهيئة التدريس بالجامعة وطبع لي بحمد الله كتاب ( الرسائل الجلية فى الرد على الوهابية) وهي رسائل صغيرة عددها 21 رسالة فى الأمور التى يتعرض فيها الوهابيه على الصوفية ورسالة (كيفية الغسل والكفن والصلاة على الميت بعد مفارقة الحياة) طلبها مني بعض أعضاء جمعية زين العابدين الخيرية الإسلامية وقامت الجمعية بطبعها على نفقتها وكتاب (أنوار الهداية فيمن دفن بالإسكندرية من أهل العلم والولاية) وهو هذا الكتاب وعندي رسالة (حكم الإسلام فى التبرج واختلاط الرجال بالنساء) ورسالة (الإعلام بحرمة الذهب والحرير على الرجال فى الإسلام) وجردت موطا الإمام مالك من الأراء والأثار وأقوال الفقهاء التى به مكتفياً بما فيه من الأحاديث النبوية وذلك بناء على طلب شيخي العلامة الشيخ المحدث الجليل السيد عبد الله الصديق الغماري وسميته (النور الجلي فيما اشتمل عليه موطا الإمام مالك من الحديث الرفع إلى النبي) وغير ذلك من الكتب والرسائل وأرجوا الله عز وجل مغفرة ما ارتكبته من الذنوب والاثام وأم يحشرني فى الدار الأخرة مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً والحمد لله رب العالمين.

شهيرة النجار

Welcome to حكايات شهيرة النجار

Install
×