الطريق الي الله

الحلقة الأولي: تعرف على صحابة الرسول الله الخمس الذين دفنوا بالإسكندرية

شارك المقال

بعد أن أتم الله تعالي لعمرو بن العاص فتح مصر سنة 940 ميلاديه سار إلي الإسكندرية وهي عاصمة الروم بمصر في هذا الوقت بجيش المسلمين في شهر ربيع سنة 20 هـ وعاد منها في ذي القعدة سنة20 هـ أن حاصرها ستة أشهر حتى فتحها، ودخل معظم أهلها في دين الإسلام، وقد توفي بها من أصحاب رسول الله ﷺ خمسة، ذكر منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه (در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة) أربعة وهم:

الأول

برتا بن الأسد بن عبد شمس ، الذي شيد فتح مصر وقتل يوم فتح الإسكندرية.

الثاني

فهو تبيع بن عامر الصيري وكان دليل للنبي ﷺ فأسلم مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذكر العلامة المؤرخ الإمام أحمد المقريزي في كتابه ( المواعظ والاعتار بذكر الخطط والآثار) عنه قوله: أقبلت من الصائفه فلقيت أبا موسي الأشعري رضي الله  عنه فقال لي من أنت؟ فقلت من أهل مصر قال من الجند الغرب فقلت نعم قال الجند الضعيف قلت أمر ضعيف؟ قال نعم قال أما إنه ما كادهم أحد إلا كفاهم الله مؤثقه، إذهب إلي معاذ بن جبل حتى يحدثك قال فذهبت إلي معاذ بن جبل فقال لي ما قاله الشيخ فأخبرته فقال وأي شئ تذهب به إلي بلادك أحسن من هذا الحديث أكتبه في أسفل ألواحك ولما رجعت إلي معاذ أخبرني أنه بذلك أخبره رسول الله ﷺ، قال ابن يونس في تاريخه أنه توفي بالإسكندرية سنة 101 هـ.

الثالث

هو سفيان بن هاني بن جبير أبو الجيشاني له رواة عن النبي ﷺ شهد فتح مصر ومات بالإسكندرية، زمن ولاية عبد العزيز بن مروان والد الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.

الرابع

سُرق بن أسيد(الصحيح أنه تابعي كما قال البخاري ومسلم وأبو حاتم وابن حيان)، وقال بن أسد الجهني الأنصاري أخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن البيلماني قال كنت بمصر فقال لي رجل ألا أدلل على رجل من أصحاب رسول الله ﷺ، قلت بلي فأشار إلي رجل فجئته فقلت من أنت (يرحمك الله تعالي) قال أنا سُرق، فقلت: سبحان الله ينبغي لك أن لا تسمي بهذا الاسم وأنت رجل من أصحاب رسول الله ﷺ، قال: إن رسول الله سماني سُرقا فلم دع ذلك أبداً، فقلت: ولم سماك سُرقا؟ قال قدم رجل من البادة ببعرين له يبعهما فابتعتهما منه وقلت له انطلق معي حتى أعطك حقهما فدخلت ببيتي ثم خرجت من خلف بيتي وقضيت بثمن البعيرن حاجة لي وتغيبت حتى  ظننت أن الأعرابي قد خرج فخرجت وإذا بالأعرابي مقيم فأخذني فقدمني إلي رسول الله ﷺ فأخبره الخبر فقال رسول الله ﷺ ما حملك على ما صنعت؟ قلت: قضيت بثمنها حاجة يا رسول الله ﷺ. قال: فأقضه قلت ليس عندي، قال: أنت سرق أذهب به يا أعرابي فبصه حتى تستوفي حقك فجعل الناس يسومونه بشئ فليتلفت إليهم فيقول: ما تريدون؟ قالوا وماذا تريد؟ نريد أن نفتديه من، قال فوالله ما منكم أحد أحوج إليه مني أذهب فقد أعتقتك، ويقول شيخنا الحافظ أبو الفضل عبد الله الصديق الغماري أن سرق توفي بالإسكندرية.

الخامس

المستورد بن سلامه بن عمرو الفهري (الصحيح أنه المستورد بن شداد بن عمرو النهري القرشي الملكي) شد فتح مصر وروي عنه على ابن رياح وأبو عبد الرحمن الحبلي وتوفي الإسكندرية سنة 45 هـ، وقد اندثرت قبور هؤلاء الصحابة فى الوقت الحاضر ولا يعرف لها مكان.

وأما ما يظنه كثير من الناس من دفن كلا من الصحابين الجليلين جابر بن عبد الله الأنصاري وأبي الدرداء رضي الله عنهما بالإسكندرية فهذا ظن خطأ، فقد ذكر العلامة الإمام عز الدين بن الأثير الجزري فى كتابه (أسد الغابة فى معرفة الصحابة) أن جابر بن عبد الله الأنصاري توفي سنة 74 هـ وصلي عليه أبان بن عثمان وكان أمير المدينة وكان عمر جابر 93 هـ. أما أبو الدرداء فكان موته بعد مقتل عثمان بن عفان بأربعين ليلة سنة 32 هـ. وكان اسمه عويمر بن عامر وتلي قضاء دمشق في خلافة عثمان ومات بها.

شهيرة النجار