وصفه الشيخ الإمام عبد الرؤوف المناوي فى ترجمته فى كتاب (الكواكب الدرية فى تراجم الساده الصوفية) بقوله: كان كبير القدر فريداً فى وقته، وحيداً فى شرف أخلاقه وحسن سمته، ومن قرية من أعمال أشبيلية بغرب الأندلس.
وكان أول حياته من الأشقياء وأما سبب رجوعه إلي طريق الله فكان أن الموحدين لما دخلوا بلدة رمت امرأة عليه نفسها واستنجدت به وقالت انقلني إلي أشبيلية ونجني من هؤلاء فأخذها على عنقه وخرج فلما خلا بها وكان من الشطار (أي من قطاع الطرق) الأقوياء الأشداء وكانت المرأة ذات جمال فائق فدعته نفسه إلي وقاعها فقال يا نفسي هي أمانة بيدي ولا أحب الخيانة وما هذا وفاء مع صاحبها فأبت عليه نفسه إلا الفعل فلما خاف على نفسه أخذ ذكره فرضخه بين حجرين فانقطع وقال يا نفسي النار ولا العار وخرج من حينه يطلب الحج وصار أوحد زمانه فى الاستقامة والتفقه فى الدين.
وقال العارف بالله الشيخ محيي الدين ابن العربي فى كتابه الفتوحات المكية:
“أدركته ولم اجتمع به، وأقام الإسكندرية إلي أن مات. وأخبرني أبو الحسن الأشبيلي قال: أوصاني الشيخ عبد الله المغاوري فقال لي: “يا أبا الحسن آمرك بخمس وأنهاك عن خمس: آمرك باحتمال أذي الخلق وإدخال الراحة علي الإخوان وأن تكون أذنا لا لسانا أي أسمع أكثر مما تتكلم والخامس أن تكون مع الناس علي نفسك وأنهاك عن معاشر النساء وحب الدنيا، وحب الرياسة، وعن الدعوي، وعن الوقوع في رجال الله تعالي ونسي الرابعة لم يذكرها”.
قال الشيخ محمد بن أحمد أبي عبد الله القرشي: دخلت علي الشيخ أبي محمد المغاوري فقال أعلمك شيئاً تستعين به إذا احتجت إلي شئ قل يا واحد يا أحد يا واجد يا جواد انفحنا منك بنفحة خير إنك على كل شئ قدير، قال فأنا أتفق منها منذ سمعتها. وعاش الشيخ المغاوري فى القرن السادس الهجري أخذ العلم عن الشيخ سيدي أحمد بن جعفر أبي العباس السبتي الزاهد المتوفي سنة 601 هـ. وتوفي الشيخ عبد الله المغاوري بعده بالإسكندرية وقبره داخل مسجده بحي الجمرك أمام باب واحد بالجمرك ودفن معه الشيخ محمد صالح البنا ونجله الشيخ عبد الله البنا، كذلك دفن فى المسجد أيضاً طاهر القردلي أحد الذين بنوا المسجد فى عصره.
شهيرة النجار