هو الإمام أبو طاهر إسماعيل بن مكي بن إسماعيل بن عوف الزهري الملكي من ذرية الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي عنه. وأخذ العلم عن الإمام أبي بكر الطرطوشي وكان ربيبه وتزوج الإمام الطرطوشي خالته، وقد برع رحمه الله في مذهب المالكية كما سمع الحديث النبوي عن الحافظ أبي عبد الله، وتخرج علي يده الكثير من العلماء. قال الشيخ أبو الحسن علي بن الحيري: كان رحمه الله إمام عصره وفريد دهره في الفقه على مذهب الإمام مالك وعلمه ودار الفتوي، وجمع إلي ذلك الورع والزهد وكثرة العبادة والتواضع التام والزامه وقال الإمام بن فرحون عنه: كان إمام عصره في المذهب والورع والزهد.
وفي سنة 577 هـ قدم الإسكندرية السلطان صلاح الدين الأيوبي، نغتنم حياة الشيخ أبي طاهر بن عوف، وسمع منه مع أبنائه قراءته للإمام مالك برواية الطرطوشي. وله عدة مؤلفات ذكر الإمام بن فرحون اثنين منها وهما كتاب في الرد علي كتاب القاضع لأحد المنتصرين يدعي فيه وجود تنافس في أحكام الدين الإسلامي الحنيف، والثاني كتاب تذكرة التذكرة في أصول الدين، توفي رحمه الله تعالي في شعبان سنة 581 هـ وعمره 96 عاماً ودفن بجوار قبر الإمام الطرطوشي غير أن قبره غير ظاهر في الوقت الحاضر.
شهيرة النجار
and then