الطريق الي الله

الحلقة (36) ) من أولياء الله الصالحين بإسكندرية: العارف بالله الشيخ عبد القادر الشاذلي

شارك المقال

هو العارف بالله الشيخ عبد القادر بن عبد الوهاب الشاذلي. ولد بولاية طرابلس الغرب في حدود سنة 1223 هـ ونشأ في حجر والده الذي رباه تربية حسنة، وحفظ القرآن الكريم على يد سيدي على بن محسن، وتفقه على العالم الفقيه الشيخ محمد حسن بن حمزة ظافر المدني ولازمه أعواماً وخدمه وانتفع بصحبته، وكان شيخه يحبه محبة قوية زائدة وينوه بشأنه وأجازه وأذنه بالإرشاد وتلقين المريدين. ولما توفي شيخه سافر إلى الإسكندرية سنة 1263 هـ وتوطنها.
واتخذ من بلدة مريوط غرب المدينة مكانا له في البداية، وسميت تلك المنطقة على اسمه زاوية عبد القادر”، وسار يتردد على المساجد لأداء رسالته العلمية، وعندما تضاعف مريديه، بنى منزلا خاصًا به بالقرب من بورصة مينا البصل، وأقام بجواره زاوية، وتخرج على يديه العديد من أعلام الشاذلية، في الإسكندرية، والبحيرة، ومطروح، والغربية وكفر الشيخ، والوادي الجديد، كما كان له تلاميذ باليمن والحجاز، والعراق والشام ودول المغرب العربي، وتركيا.

و كان كثير الشفاعات عند الحكام، والسعي في قضاء حوائج الناس، كثير الزيارات لإخوانه، يسأل عن الغائب ويعود المريض، ويواسي الفقراء، وعندما أعطى له الخديوي قطعة أرض لبناء منزله وزاويته، على سبيل المنحة، لم يبني عليها إلا عندما سدد ثمنها، وبني المسجد المدفون به حاليا.
وحصل له بها الإقبال الكبير والظهور العظيم وأرشد فيها خلقا كثيراً. وكان رحمه الله تعالي عالماً عاملاً عارفاً كاملاً تقيا مهذباً ناصحاً مربياً، وعنده كرم زائد واتباع للسنة النبوية مع مكارم الأخلاق، وكان يواظب على تلاوة صحيح البخاري في الأشهر الثلاثة من أول رجب إلي ليلة السابع والعشرين من رمضان المعظم، وكان رحمه الله تعالي كثير الشفاعات عند الحكام والسعي في قضاء حوائج الناس، كثير النصح والوعظ والتذكير، معمور الأوقات بالعبادة والذكر والتلاوة والصلاة وكان حسن الأخلاق، جم الفضائل، كثير الصبر على أذق الحاسدين

. توفي رحمه الله تعالي يوم الخميس 21 من شعبان 1297 هـ وقبره داخل مسجده بحي مينا البصل وهو معروف ويزار.

شهيرة النجار