هو العارف بالله الصوفي الصادق الزاهد في الدنيا المقبل على الآخرة شيخنا وسيدنا عبد السلام أحمد رضوان الحسيني الشاذلي. أخذ الطريقة الفاسيه الشاذلية وفتح الله عليه فيها، وكان على زهد كبير في الدنيا مع الكرم الواسع. ظل طوال حياته لا يلبس إلا جلبابا أبيض صيفاً وشتاء وكان يقيم بمكتبته بمدخل بمسجد إبراهيم باشا الشيخ بالميدان لبيع الكتب الدينية فكان يأتي إليه الناس من جميع الطبقات فتجلس معه في مكتبته لتسمع من وعظه وحكمه وإرشاده وكان يسقي الجميع الشاي بطعم خاص طوال اليوم وهم لا يقلون في الغالب في أي وقت من اليوم وقد يصلون إلى العشرين.
جالسته رحمه الله تعالي كثيراً وانتفعت بوعظه وإرشاداته ومكاشفاته.
كان رحمه الله كثيراً ما يجيب من جاء يسأله عما في قلبه قبل أن يسأله السائل فيقوم السائل من مجلسه وقد عرف الإجابة وذهب عنه ما كان يجدة في مسألته من ضيق وحيرة وأخبرني رحمه الله أنه رأي مرة في منامه أنه ارتفع بجسمه في سماء الإسكندرية حتى رأي مبانيها تحته وهو يعلو فوقها حتى وصل في ارتفاعه إلى السماء فأخذته وحشة شديدة فنادي على شيخه قائلاً: يا سيدي عبد القادر فسمع من جميع أجزاء جسده صوتاً يقوله له قل يارب عبد القادر ثم عاد إلى مكانه فلما قص رؤياه على شيخه قاله له: وسعك الكون من حيث جسمانيتك، ووسعت الكون من حيث روحانيتك.
وكان كثير ما يري في منامه ومعه مصباح يضئ به في شوارع الإسكندرية فسره له شيخه أن ذلك علامة على هدايته للناس توفي رحمه الله يوم الأحد 17 شعبان سنة 1390 هـ الموافق 18 أكتوبر سنة 1970 وقد تجاوز من العمر تسعين عاماً – ودفنه أتباعه بمدخل محل الوضوء بمسجد إبراهيم باشا الشيخ بالمنشية وكتبوا على قبره تاريخ وفاته رحمه الله واسكننا معه في فسيح جناته وفي مارس 1972 صدر قرار من الرئيس الراحل السادات بعمل ضريح له.
شهيرة النجار
and then