الطريق الي الله

الحلقة(40) من أولياء الله الصالحين بإسكندرية: العارف بالله الشيخ يوسف على الشاذلي

شارك المقال

ولد رضي الله عنه سنة 1291 هـ الموافق 1874 م بشارع النيل قسم كرموز. وكان والده متوسط الحال من تجار المواشي فأرسل ابنه إلى الكتاب ليحفظ القرآن حتى توفي والده وعمره اثنا عشر عاماً فانقطع عن التعليم ووجه إلى تعلم صناعة النسيج. وكان مولعاً بذكر الله، وفتح محلاً بشارع العمري ولما بلغ الخامس عشر تواصل بالعارف بالله الشيخ محمد الحبشي وأخذ عنه الطريقة الشاذلية وواظب على حضور مجالس العلم والذكر بمسجد سيدي عبد القادر الشاذلي الكائن بمينا البصل وفى العشرين من عمره شد رحاله إلى جامع الشيخ الذي كانت تدرس به العلوم الدينية مثل الأزهر الشريف وداوم على الدرس وطلب العلم أربعة أعوام تمكن فيها من مذهب الإمام مالك وعلم التوحيد، وقد وصفه الشيخ محمد التابعي في كتابه (العهود الوفيه) بأنه ليس بالطويل ولا بالقصير، متناسب الخلقة، جميل الوجه، غزير شعر اللحية، مستدير الوجه، أسود العينين، ممتلئ الأعضاء، شديد الهيبة، وقوراً، متواضعاً، ورعاً، كثير الصمت، لا يتأنق في ملابسه ولا في الأطعمة، زاهد في الدنيا لا يذمها ولا يمدحها ولا يدخر من حطامها شيئاً لنفسه، يواسي الفقراء، ويصل المعدوم، ويقري الضيف، وفيا بالوعد، صادقاً في القول والعمل. وكان يصلي بالليل اثنتي عشرة ركعة مع كثرة ذكر اسم الجلالة (الله) ولما وثق به شيخه العارف بالله الشيخ محمد الحبشي أذن له بتربية المريدين والدعوة إلى الله تعالي ومن كراماته التي ذكرها الأستاذ زكريا أحمد رشدي ف كتابه (النفحات الزكية) أن الشيخ توجه إلى بلد كفر يعقوب ومعه بعض الأخوان فاستقبله أهل البلد بالحب والترحاب وري بعض اللصوص وانشغال أهل البلدة بالترحيب بالشيخ وحضور مجالس الذكر فرسموا خطة للسطو على البلدة ليلاً أثناء انشغال الناس بالاجتماع مع الشيخ ولما أرادوا تنفيذ ذلك وجدوا سوراً عالياً محيطاً بالبلدة من كل ناحية وظل اللصوص طوال الليل لا يستطيعون دخول البلدة ولا يعلمون متي أقيم هذا السور حتى تنفس الصبح فلم يجدوا ما أحاط بالبلدة من سياج فوقع ذلك في نفوسهم موقع الزجر والايلام ثم قدموا على الشيخ وهو في وسط الأخوان واعترفوا بما بيتوا وما رأوا في ليلتهم السابقة وطلبوا من الشيخ الصفح عنهم وتابوا على يديه. ولما حضر شيخه الوفاة جعل الشيخ خليفة عنه في نشر الطريقة الشاذلية وكان رحمه الله يداوم على تلاوة صحيح البخاري في مسجده مدة الشهور المكرمة عند الله وهي رجب وشعبان ورمضان وفى ليلة القدر دعاء ختم البخاري في حفل كبير من العلماء والصالحين وعامة الأخوان ولما حضره الاحتضار أخذ يردد كلمة التوحيد لا إله إلا الله حتى ختمها بقوله محمد رسول الله وفاضت رحمه إلى الله ظهر يوم 2 من ذي حجة سنة 1352 هـ الموافق 10 مارس سنة 1934 م ودفن رحمه الله في مندرته التي كان يجلس فيها بجوار مسجده بشارع العمري بحي راغب باشا وقبره معروف ويزار.

شهيرة النجار